مقالات وآراء

ما يحدث الآن .. تساؤلات تبحث عن أجوبة..

 

 

الكاتـب/ سالـم السيـفـي

 

 

ما يحدث الآن .. تساؤلات تبحث عن أجوبة..

 

أما آن الأوان لنسأل أنفسنا ونتساءل من ذاك الذي سيدلنا على الحقيقة التي لا يخالطها أي لبس ولا يشوبها أي تكهن .. أم أنه ليس من حقنا التدخل في أمر ظاهره لا يعنينا ولكن باطنه يلامس شغاف قلوبنا ويحرك فينا سواكن صمتنا ويثير تساؤلاتنا.

فهل يا ترى سنجد من سيجيبنا على حقيقة التظاهرة الصامتة التي استمرت خمسة أيام وفي منظر ومشهد لم نكن لنألفه سيما على ضفاف طريق وملكٌ من ممتلكات سلطان البلاد والطريق المؤدي الى القصر السلطاني الذي يعج بالمسؤولية والمسؤولين بكافة فئاتهم ومناصبهم وتوجهاتهم ..

هذه التظاهرة .. وفي مناخات كهذه المناخات الساخنة والأجواء الرمضانية تأتي على شاكلة خليط من منغصات لا على شاكلة خليط من خيارات .. فالذي يشاهد ويتعايش مع وضع كهذا وفي ظروف كهذه لا يجد بُدّاً من طرح الأسئلة على نفسه وعلى من حوله ولسان حاله يقول إلى متى سيتسمر الحال على ما هو عليه ؟؟ ولماذا هذا التجاهل والصمت ؟؟ .. فجميعنا يحاول البحث عن أجوبة شافية وردود على تساؤلاته فهل يا ترى من مجيب ؟..

فهذه التظاهرة الصامتة تحمل بين جنباتها وفي طياتها أكثر من رسالة .. وبما أننا في وضع كهذا فليست جميع الرسائل الشفوية قادرة على إيصال ما يمكن إيصاله للمتابع لهذه الحالة .. ففي الصمت أحيانا بلاغة تفوق صراخ الحناجر وأزيز الأقلام .. وجميعنا يسعى ويجتهد كي لا تعج الحناجر بالصراخ ولا الأقلام بالصرير .. ولكن لا يعني هذا ترك شبابنا على حال كهذا الحال .. ملتزمين الصمت مفترشين الأرض باحثين عن منقذ ومستنجدين بمن يخرجهم من وضعهم الحالي ويعيد لهم أمل العيش بحياة كريمة خالية من المنغصات..

والذي يزيدنا ألماً وحيرة حينما نقرأ (تغريدة) لمسؤول يغرد وكأنه يعيش خارج ضفاف الوطن ولا يأبه بما يعتري هؤلاء الشباب من تعب وضيم يكاد يكون بالاحتضار الذي يسبق موت جميع الطموحات والآمال ؛ إنها التغريدات الارتجالية غير المحسوبة عواقبها ، والتي مهما كانت نبرتها إلا أنها تكون بمثابة السكين المغروز في شاكلة الصابرين على ما يحاصرهم من تنكيل وتعسف وتسريح ممنهج يبحثون فيه عن من يأخذ بأيديهم ويحمل قضيتهم على محامل الجد .. إنه لأمر عجاب ما يحدث في محيطنا الآن..

نعم هم إخوتنا وأبناء الوطن الواحد .. مهما تعددت وتنوعت مسمياتهم مُسرّحيين أم مسرحيّين لا فرق بين المفردتين في الشكل ولكن الفارق كبير في المضمون والمعنى..

فماذا سيقول الصامتون هنا في حضرة الذين يفترشون الأرض جوعا وأملا ؟؟ هل يا ترى ستؤخذ قضاياهم على محمل الجد أم أنهم سيتركون لتكبر دائرة السؤال وتقفز بمخيلة المشاهد الذي يرى أبناء وطن عريق يفترشون الأرض وهم لا يعلمون من ذاك الذي سيرفع عنهم معاناتهم..

بصفتي مواطن لا يفقه الكثير من خوافي الأمور وإنسان يحمل مسؤولية الكلمة لن أقف عاجزا عن مد بساط حروفي لتصل إليهم كاليد التي تربت على أكتافهم ولسان حالها يقول ..

“أما آن الأوان لوزارة العمل أن تنتفض بجميع من فيها .. وتنتصر لكم ؟؟ أما آن الأوان لأعضاء مجلس الشورى أن يقولوا كلمتهم ؟؟ ماذا يا ترى يدور تحت قبة مجلسهم الآن ؟؟ وكيف يتدارسون هذه القضايا فيما بينهم ؟؟ وأين هم أعضاء مجلس الدولة ؟؟ أم أنهم يقفون على بعد خطوات عن هذا المشهد .. ليأتوا بالخبر اليقين..

أين وأين ؟؟ ولكن أين جواب أين ؟؟

إننا نتساءل مثلما تتساءلون هل سيكونون معكم يبادلونكم الغصة ويتحدثون بما في قلوبكم ؟؟ لنطمئن ويطمئن هؤلاء الشباب الذين يستنجدوا بكل ما يجعلهم في منأى عن سياط الجلاد وخيبات الأمل .

ربما نحن الآن نمتطي زورق الحلم على ضفاف موجة هادئة هكذا يبدو لي .. ولكن خشيتي من الطوفان خشية لا تفارق مخيلتي ، فحينما يبدأ الطوفان لن يكون هنالك وقت للملمة حبيبات العُقْد الذي إذا ما انفرط لن يستطيع لملمتها لا مجلس شورى ولا شيخ قبيلة ولا جلاد عسكري ..

فهيا أيتها الأيادي الممتدة لا تتوقفي عن مصافحة أيادي الشباب الذين تقذفهم أمواج الطوفان في وقت نحن لسنا بحاجة فيه لتحميل وتصدير أخطائنا للعامة والخاصة .. وإلى متى سيستمر ويدوم هذا المشهد ؟؟ وما الذي سيعقبه؟؟..

ومن سيكون التالي ؟؟ الأسئلة كثيرة ومحيرة والآمال كبيرة والهمم عالية ، ولكن من سيلملم شتات هذا الأمر ؟؟..

أجيبوني .. فلازلت أسأل أم أنه لا يحق لي أن أسأل ؟؟!!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى