بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الـمـثـلـيّـون..

الكاتب/ حبـيـب بن مبـارك الحبـسي

 

الـمـثـلـيّـون..

 

هذه الظاهرة المنحدرة سلوكيا وقيميا  واخلاقيا  ودينيا يمقتها الأحرار والشرفاء وكل فرد غيور على أهله لأنه في حالة وجودها في محيط الأسرة  تكون محل انتقاد وسخرية من المجتمع ولها تبعيات تعود عليهم في مختلف التعاملات.

اليوم اطلق على هذا الانحراف مصطلح المثليين وخرج مناصروه ، جهارا ونهارا يسوقون من أجل الاعتراف بهم كحق يجتمعون عليه ويطالبون إضفاء الصفة القانونية عليها ويوظفون الاعلام لخدمتها وبث أفكارها للرأي العام للوصول بقضيتهم واستقطاب عواطف الناس لها  في اكتساب ما يسعون إليه.

هؤلاء الشواذ في هذه الفئة هم مرضى الانحراف .. ما يمارس فيها عكس الفطرة السوية .. يعد سلوك إجرامي .. يفترض نبذه على كل الأصعدة لا أن تتصدر موجته في التمهيد للذيوع والانتشار. أن يسكت عنها سيحل علينا غضب الله وسخطه. فالقرآن الكريم والسنه النبوية الشريفة .. تحذرنا مما وقع فيه قوم لوط.

لا تتفاجأ عندما تجد يوما ما مسؤولا أو فردا ارتقى سلما في العلم بمؤهلات عليا يدافع بفكره عن حقوق المثليين ويتبنى مطالبهم التي يتاجرون بها ليجدوا فيها ملاذا حسب سلوكهم .. هذا الانحراف في سلوك بعض البشر ينبغي أن لا يتمدد.. فكل ما هو عكس الفطرة .. يعتبر إخلالاً بأوامر ونواهي الخالق الذي اباح لنا ما هو يتوافق مع الطبيعة البشرية وحرم علينا مالا ينسجم معها

هذا الانحراف للأسف يسن له قوانين .. ويطالب من منظمات وجمعيات عالمية الاعتراف بها ومناقشتها في المنابر .. ويتاجر بها وتربط مصالح الدول بالاعتراف والتوقيع على معاهدات ومواثيق .. للحصول على منافع وامتيازات.

كيف لا يخجل الحر ، ومن تربى على الأخلاق والقيم والدين ، أن يتم ارتباط رجل برجل  وأنثى بأنثى ؟؟!! .. أي ضلالة هذه وأي حقوق يطالب بها هؤلاء السذج ؟؟!! .. وأي امتداد للأجيال لهذه البيوت ؟؟!! .. كيف والعياذ بالله ، أن يزف رجلا لرجل وامرأة لامرأة ؟؟!! .. ما هذا الهُراء ؟؟!! .. وما هذا السلوك المريض والبغيض والمستهجن ؟؟!!.

هذا الفكر الهدّام واللاأخلاقي يجب أن يحارب ويرفض ، ويغرس في  الشباب  ثقافة التربية الأخلاقية الحميدة ، والمراقبة من تصرفات وسلوكيات أبنائنا ومتابعة سلوكيات رفقائهم .. فليتعظ المسلم بما حل بالأقوام الذين انحرفوا وارتكبوا مثل هذا السلوك كقوم لوط وما سلط عليهم من عقاب الله تعالى.

هذا التمادي لأنصار هؤلاء لعله استدراج .. فلا بد من أن يحل عليهم الله تعالى عذابه في الدنيا والآخرة ، ومن وقع في براثن هذا السلوك .. فليتب إلى الله .. ويقلع عن ذنبه .. ويصلح من حاله.

فالحياة تستمر ببناء أسرة قائمة على وجود الذكر والأنثى وفق رباط الله تعالى الشرعي وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وعلى تعاليم وقيم الأديان الأخرى في الرباط بين الذكر والأنثى . القائمة على المحبة والود وعلى الفطرة السَّوِيَّة التي خلقنا بها المولى عز وجل لامتداد الأجيال.

الأمر الذي تستهجنه العقول أيضاً .. تجد حب الفضول من الآخرين لمتابعة حالات هؤلاء الحثالة .. وللأسف يحضرون طقوسهم .. ويشاركونهم .. وينثرون عليهم المال .. لتقرأ أن هنالك دعماً ضمنياً لهم وبهذا يتمادون في طغيانهم .. ويخرجون بمطالبات مخجلة في الواقع وغير مستساغة.

هذا الانحطاط الفكري والجسدي البغيض .. يجب علينا كآباء وأمهات في المقام الأول أن نحذر منه الأبناء .. ومتابعة تربيتهم ومراقبتهم .. وأن نشحذ فيهم نزعة الإيمان والتقوى ، ورفض أي فكر دخيل يعكر من نمط حياة الأسرة ويقض بنيانها ويهدم أركانها.

المسلم المؤمن بعقيدته يجب أن يستمد نمط حياته من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، وأن يعرض كل شيء دخيل لا يتوافق مع الحياة على هذين المصدرين، لا ينبغي أن يسلم الإنسان بأي سلوك منحرف في عقيدته ويمارسه، هذا الضلال يجب أن لا يتاجر به في المجتمع ومن يسعى إليه يستحق العقاب.

هذا الغزو الأحمق له صور وأساليب يتبناها أصحابها كوجود رايات خاصة لهم ، وألوان ذات صبغه لهم يعرفون بها ، وينظمون فعاليات لهم على مرأى ومسمع من الأفراد و المجتمعات .. ويوظفون كل ما هو متاح كاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في نشر أفكارهم ، ونشاهد بين حين وآخر حراك  ينشط دور هذه الجماعة يراد لها الالتفات حسب أجندتهم ، علينا أن نكون أكثر وعيا فمسؤولية التربية في البيت كبيرة لا بد أن ندرك حجمها ونستشعر بخطورة ما يتربص بأبنائنا.

اللهم احفظ أبناءنا وأبناء المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى