ربـنـا اكشـف عـنّـا العـذاب إنا مؤمنـون..
الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي
ربـنـا اكشـف عـنّـا العـذاب إنا مؤمنـون..
يُحكى أن شعبًا وهب نفسه لوطنه، وسطر في حبه الملاحم إثر الملاحم، ولم يكن ينتظر من هذا الحب أي طائل إلا الوطنية الخالصة وتقديس تراب الوطن، فما أكرم هذا الوطن وما أعظم هذا الشعب، تغنى هذا الشعب بأمجاد وطنه ردحًا من الزمن، وظل يضحي من أجله، حتى قُسِّمَت خيرات هذا الوطن وسُلِبَت أراضيه وهُجّرت بعض أمواله، ولا يزال هذا الشعب يتغنى بأمجاد وطنه.
عصفت بهذا الشعب العواصف، ومر بأزمات كثيرة، كما لحق ذلك بالعالم أجمع، فلم توقفهم الظروف القاهرة عن فعل الخير، وتكاتفوا جميعًا على المصائب، وفي مواجهة الخطر المحدق بهم، حتى حيّروا عدوهم من شدة بأسهم وجَلَدِهِم وصبرهم، فأي شعب هذا وأي إرادة يملكون، فلم تبق سلعة إلا وارتفع سعرها ولم تبق خدمة إلا وتضاعفت قيمتها، وليت من يرفعون عليهم هذه الخدمات والمواد الاستهلاكية يضعون حدًا وعند هذا الحد يتوقفون، لا بل يزيدون ويزيدون، أعوذ بالله من عذاب جهنم التي تقول إذا امتلأت هل من مزيد؟!
أقول لخراطيم البنزين إلى متى ستمتصين جيوبنا ؟ فتجيب إلى أن تموتون!، أخاطب شركات الكهرباء والمياه أنقذونا من هذا العبث إنا مؤمنون تقول : كلا بل ستدفعون وتدفعون، نسلك طريقًا للنجاة من الضرائب فتحاصرنا من الجهة الأخرى قائلةً : إلى أين ستهربون ؟!، ألا يكفينا توقف الترقيات وعدم زيادة الرواتب وقلة التوظيف وتراكم الديون ؟! ويعودُ إلينا الوباءُ مجددًا في حلتهِ الجديدة كما يقولون ، ونحن نتلو عليهم جميعًا قول ربنا (رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم الآية 12 من سورة الدخان، فأيُ حرب وبائية نحن عليها مقبلون ، وبمن تمكرون ، والله يعلمُ ما تبيّتون ، ولو كانت الأمور بأيديكم لفسدت الحياة ، وفسد هذا الكون ، ولكن الأمر بيد الله خالق هذا الكون ، وله في خلقه وقدرته شؤون ، ونحن نؤمنُ به ونتوكل عليه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، وأملنا بالله عظيم ، ثم بسلطاننا هيثم حفظه الله كبير ، ولعل القادم أجمل من ما سبق ، فتغمرنا الأخبار السارة لتهدأ بها نفوسنا وتقر بها العيون.