بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

كـسـرة خـبـز..

الإعلامي/ محمد بن خميس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

كـسـرة خـبـز..

 

الحياة جميلة نعيشها بكل ما فيها من خير وشر، وفرح وترح، ومرح وحزن، وضحك وألم، وجد ولهو، نعيش فيها بكل تفاصيلها على منهاج وشريعة واحدة؛ إلا إن الإختلاف يكون في طبع بني آدم الذي يغلب عليه الأنانية إلا ما رحم ربي.

السعي للرزق قبل أن يكون واجباً؛ هو ضرورة تفرضه ظروف الحياة ومتطلبات المعيشة على كل إنسان، ولهذا نجد أن كلاً منا يبحث عن مصدر لتأمين حياته بأفضل الطرق ولأفضل مستوى، فمنا من يعيش في قصر أو بيت فخم، ومنا من يعيش في كوخ أو خيمة.

إثنان يعملان في وظيفة معينة بنفس المستوى الوظيفي والمؤهل الدراسي وطبيعة واختصاصات الوظيفة، أياً كانت المؤسسة حكومية أو خاصة، أحدهم كون ثروة في غضون سنوات معدودة، والآخر مازال يبحث عن مسكن يؤويه هو وأسرته.

الوضع الراهن لحال الإنسان يقول إنه يلهث في دائرة البحث المستمر عن الإستقرار المالي، وهذا الأمر يتوقف عليه أشياء كثيرة ويختلف من شخص لآخر؛ فهناك أناس لا تعترف بشيء سوى المال (عندك قرش تسوى قرش)، فحكم الميزان هو المال (ويحبون المال حبًا جمًا) فهو لا يكتفي بما يكسبه من رزق، وإنما كل همّه جمع المال؛ حتى وإن كانت بطرق غير شرعية.

وللأسف بعض هذا النوع من الناس يعيش في دوّامة مستمرة في قلق وتوتر تجنبًا لأي خسارة حتى لو كان قلم رصاص؛ لا يعرف الراحة ولا الراحة تعرف طريقها إليه.

وهناك من يعيش في استقرار وهدوء ويشغّل ماله بالطريقة الصحيحة، يعيشون في مكان واحد وعلى مستويات مختلفة منهم من يعيش برغد ورفاهية مطلقة، ومنهم من يعيش لسد رمقه؛ فما يقتات به يكفيه ليومه هو وعائلته؛ يأكل ويشرب ويتنفس الحياة الطبيعية، وهناك من يعيش في الوسط بينهما ومعيشته جيده.

هناك من يعمل ويكد بعرق جبينه ويشكر الخالق عزوجل على ما أعطاه ولو باليسير (لئن شكرتم لأزيدنكم) وتجده سعيدًا بما يكسبه، وإن كان بسيطًا، ومن ضمن هؤلاء فئة اجتهدت في رزقها، وحصلت على ما تريد من ثراء، لكنها لا تشكر الله، فتجده على كثرة ما وهبه الخالق من رزق وفير؛ إلا إنه لا يساعد محتاجًا، ولا يتصدق، ولا يزكي.

وفي المقابل هناك من لا يكتفي برغد عيشه، فتجده يهيم فسادًا في الأرض، وينجح ويكون من الأثرياء ويكون عنوانه في الحياة هل من مزيد.

يا سبحان الله العظيم في طبع بعض البشر وفي جشعهم، وما أكثرهم؛ بالرغم من معرفته بالله وبالقضاء والقدر إلا إنهم يستمرون في التعلق بالماديات لدرجة يصل فيها أنه لا يساعد أحداً من أهله أو أقاربه أو صديقاً له، ويشعر أنه لو أخرج ريالاً كأنما خسر الملايين.

هـمـسـة :

يسيران في الطريق نفسه وأحدهم يسبق الآخر نتيجة طبيعية ولكن النهاية واحدة، يأكل في طبق من ذهب وصديقه يأكل في صحن صَدِئ، ينام في فراش صحي وثير ذي 10 نجوم، والآخر ينام على فراش متهالك تسرح فيه حشرة العث، وفي آخر المطاف جميعهم مصيرهم نفس النهاية ؛ أفلا نعتبر؟؟!!.

في وقتنا الحالي نبحث عن الخبز فنأكل نوم، ونبحث عن رزق فننام على شربة ماء قد تكون صالحة للشرب.

ودمـتـم بــود..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى