الكاتبة/ فاطمة بنت خلفان المعمري

شاهين يؤكد قوة الشعب العماني وتماسكه .. ولكن !!..

في الوقت الذي يبرهن العماني بأنه قوي متماسك من خلال تعامله مع الأزمات والكوارث، يعطي دروسا للآخرين في تآزره وتكاتفه في السراء والضراء، ها هو #شاهين يأتي من بعد جونو وفيت وغيرهما ليكشف للعالم مجددا عن قوة هذا الشعب وتماسكه، فالحراك المجتمعي والفردي يقف جنبا إلى جنب مع الحراك المؤسسي الرسمي، فالإنسان العماني العاشق لوطنه، دائما ما يقلب التوقعات والموازين، فتجده مبادرا في تحمل المسؤولية الوطنية.

وفي مسارٍ موازٍ للجهود المؤسسية والفردية نجد جهوداً أخرى رائعة من قبل الجمعيات والفرق الخيرية والتطوعية تهب لنجدة ومساعدة المتضررين من إعصار #شاهين، وتقوم بدورها في جمع التبرعات العينية والنقدية لإيصالها إلى مستحقيها، إلا أن ما يحدث هذه الأيام من استياء، تنقله إلينا منصات ومواقع التواصل الاجتماعي – حسب ما يكتبه بعض المغردين- بأن ما تجمعه هذه الجمعيات والفرق الخيرية لا تقوم بتوزيعه على المستحقين بشكل عادلٍ، ومتساوٍ، بل وصل الأمر عند بعضهم في القدح في نزاهة القائمين عليها.

إن التساؤلات تدور في أذهان الجميع عن أسباب هذا الاستياء، وعن مدى صدق ما يدعونه في حق هذه الجمعيات والفرق، حيث من المعلوم أنها مرخصة بموجب القانون من قبل الجهات الحكومية المتمثلة في وزارة التنمية الاجتماعية، وهناك لائحة تنظم عملها، ولا يساورنا شك بأن هذه الوزارة تتابع وتشرف وتراقب وتقيِّم أعمال وأنشطة هذه الجمعيات والفرق، فإن صدقت تلك الادعاءات، فأين تكمن المشكلة؟!!.

هل تتفق معي عزيزي القارئ بأن الأمر في مثل هذه الحالات والكوارث الطارئة يستوجب تنظيما رسميا أكثر من القائم حاليا ؟ تنسيقا يضمن سهولة وسلاسة الوصول ٦ازإلى المتضررين بشكل أسرع، وبطرق توزيع تضمن المساواة والعدالة، وتؤمن مسارات متوازية للوصول إلى جميع المستهدفين في ذات الوقت، حتى لا يساء الفهم بأن فئة من المتضررين تنال اهتماما أكثر دون غيرها وفقا لأهواء شخصية.

حفظ الله عمان وطنا آمنا مطمئنا، ينعم بالرخاء والسلام، ووقانا جميعا شر النائبات والحوادث.