حياة طبيعية رقمية..
الكاتبة/ فاطمة بنت أحمد الراعي
طالبة دكتوراة في الإقتصاد والتجارة الدولية
حياة طبيعية رقمية..
أدى وباء كورونا إلى تغيّرات هائلة في جميع مناحي الحياة، وقاد إلى تحول رقمي متسارع ترك آثاره في مختلف القطاعات الاقتصادية، وأنشأت الجائحة عادات اجتماعية جديدة بسبب التحول الجذري في أساليب الحياة والعمل؛ حتى لم يعد من الممكن العودة إلى نمط الحياة الذي كان سائدا قبل الجائحة، فقد أصبح مفهوم الحياة نفسه مختلفاً.
هؤلاء جائحة كورونا أنعشت اقتصادهم!!..
وهنا في هذا المقال جمعت لكم آراء نتائج الاستبيانات حول العالم من أمريكا وأوروبا والدول العربية ودول الخليج عن كيف انتعش السوق في فترة الجائحة ؟؟!!.
ولكن أي سوق؟؟.
هذه الآراء لكثير من مديري الشركات حول العالم وقراءتكم لآرائهم والنتائج التي توصلوا إليها سوف تنير أمامكم طرقاً ودروباً اقتصاديةً تجاريةً كثيرة .
نستعرض معا الآراء وأنا كلي ثقة بالفائدة التي ستحصلون عليها من قراءتكم لها :
رأي : إن جائحة كورونا فتحت أعيننا على الإمكانات الكبيرة والرشيقة التي توفرها المنصات الرقمية المختلفة، وأولئك الذين يستثمرون في هذه المنصات ويمكنون الناس من استخدامها سيحققون نجاحات كبيرة في المستقبل .
رأي آخر : لقد أدى الوباء إلى تسريع تطبيق التقنيات الجديدة بشكل كبير لدى عدد كبير من تجار التجزئة خلال مدة قصيرة جداً؛ علماً أن تبنّي هذه التقنيات واعتمادها في العمل كان سيأخذ سنوات طويلة لولا الجائحة، ولكن بدلاً من كل هذا الوقت الطويل اعتمِدت خلال أسابيع فقط .
رأي : سيستمر استخدام التكنولوجيا الحديثة بعد الوباء لتطوير الكفاءات التشغيلية وتحسين تجربة العملاء وزيادة رضاهم .
رأي آخر : البشر يكتشفون أهمية الرقمية والاستثمار في التكنولوجيا وفي الحقيقة فقد اكتشف الناس أهمية الرقمية والتقنيات الحديثة في حياتهم وأعمالهم وأصبح الاستثمار التكنولوجي سيكون له تأثير إيجابي في تحسين إيراداتهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
رأي : أعمالهم ستستمر بالاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بعد الجائحة فالعودة إلى الحياة الطبيعية الجديدة تعني الاستمرار في الاعتماد على التكنولوجيا لأداء الأعمال فهو واقع رقمي جديد سيبقى ويستمر.
رأي آخر : إن التكنولوجيا قد ساعدتهم على الحفاظ على مستويات جيدة من الإنتاجية خلال فترات الإغلاق بسبب الجائحة وأسهمت بدور رئيس في دعم أعمالهم كي تبقى منتجةً ومربحةً مادياً بعدها.
رأي : في أثناء الجائحة وأوقات الإغلاق الطويلة التي صاحبتها، أغلاق قطاع المطاعم إغلاقاً شبه كامل في وجه الزوار في مختلف أرجاء العالم وقد عانت هذه المطاعم معاناة كبيرة في البداية وشيئاً فشيئاً أخذت تعتمد على التكنولوجيا للاستمرار في العمل فكانت طلبات وجبات الطعام تتم بالكامل عبر الإنترنت وتطبيقات التوصيل المختلفة.
رأي آخر : الحقيقة، فقد أسهمت مجموعة من الشركات الناشئة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في عملها بدور أساسي في تغيير طريقة تسوق العملاء، سواء لشراء البقالة ومتطلبات الحياة اليومية أو طلب الوجبات الغذائية من المطاعم المختلفة، وستسهم التقنيات التي تقدمها هذه الشركات بدور حيوي في صناعة ما بعد الجائحة.
رأي : بعض الشركات كانت تنمو بالفعل قبل الوباء حيث تبحث المطاعم عن وسائل جديدة للوصول إلى العملاء الذين أصبحوا معتادين باستمرار على الطلب عبر الإنترنت وقد زاد هذا الأمر بعد الجائحة أضعافاً مضاعفة ولا يوجد أي تراجع في عدد الطلبات وحجمها بعد انتهاء الحظر.
رأي آخر : اعتقدت أنه مع إعادة فتح البلاد وانتهاء الحظر سيخرج الناس لتناول الطعام في المطاعم والساحات المفتوحة وتوقعت أن نرى تراجعاً في عدد الطلبات عبر الموقع والتطبيق ولكن ذلك لم يحدث.
رأي : التكنولوجيا قد غيّرت الطريقة التي يعملون بها إلى الأبد، وأن الوباء أدى إلى تسريع إطلاق منتجات جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في عملهم.
الخـلاصـة..
توصيتي لكل تاجر ورائد عمل بعد الاستطلاع لجميع تلك الآراء عليكم أن تفكروا جيداً في كيفية الإستفادة من هذا التحول في تطوير وزيادة كفاءة الأعمال التي تقومون بها، وأن تواكبوا التجارة الرقمية وتطّلعوا وتثقفوا أنفسكم كثيراً في هذا المجال.
وفي المقال المقبل بإذن الله لنا حديث حول واقع مؤسساتنا ومشاريعنا وما آلت إليه .
وهل نحن ضد أو مع الحياة الطبيعية الرقمية ؟.