بايدن وهيمنة “الكيباه” على البيت الأبيض!!..
نــوّاف الــزَّرو
متخصص في شؤون الصراع العربي الإسرائيلي
بايدن وهيمنة “الكيباه” على البيت الأبيض!!..
ليس جديداً وليس مفاجئاً أن يعلن الرئيس الامريكي خلال زيارته للكيان عن صهيونيته كما كان اعلن قبل أربعين عاما، والواضح أن هذا الموقف ليس إعلامياً أو للاستهلاك؛ وإنما هو موقف جذري، وامتداد للسياسات الأمريكية التاريخية المنحازة انحيازاً مطلقاً للكيان الصهيوني، فهل نصدق يوماً أن هذه السياسات الأمريكية قد تتغير في يوم من الأيام….؟!.
في خضم النقلة الجديدة في رؤية العالم الغربي والكثير من السياسيين والأكاديميين للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، كان بروفيسور العلاقات العامة في جامعة هارفارد الأمريكية وكاتب العمود في موقع (Foreign Policy)، ستيفن والت كتب مقالا يطالب فيه بـ”تطبيع علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل وإنهاء الدعم غير المشروط لها -2021-06-09″، الامر الذي لم ولن يحدث وفق تطورات المشهد….؟!.
وتحت عنوان : “روابط الصداقة التي لا تتزعزع مع إسرائيل تهتز” كتب المعلق نيكولاس كريستوف في صحيفة “نيويورك تايمز” قائلاً : “الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد إنشائها عام 1948، وكان واحدا من الأمور التي اتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون هو الدعم الذي لا يتزحزح لإسرائيل
لكننا اليوم وخاصة داخل الحزب الديمقراطي، نرى أن هذه الروابط تهتز-“ القدس العربي 2021-5-20″.
وهكذا، لا حصر للكتابات والتعليقات والتوقعات الاسرائيلية المتعلقة بمستقل العلاقات بين الادارتين الامركية والصهيونية بعد ترامب، او في ظل ادارة الرئيس بايدن، في الوقت الذي أعرب فيه عدد من قادة اليمين الصهيوني عن خيبة أملهم من نتائج الانتخابات الامريكية، وعبروا عن تشاؤمهم من الرئيس بايدن ، واستنفروا قواهم مطالبين نتنياهو بتنفيذ خطة ضم الأغوار قبل ذهاب ترامب، بينما هناك كتابات وتنبؤات حول طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين من مثل : هل تشكل إسرائيل عبئا استراتيجيا على الولايات المتحدة، أم العكس….!؟، وغير ذلك الكثير من الكتابات والتوقعات والتنبؤات….!.
وهكذا .. في ضوء جملة من التقارير والتوقعات التي تتحدث عن تحول أو تغير أو تدهور في العلاقة الاستراتيجية ما بين إدارة الرئيس “بايدن” والحكومة الاسرائيلية كنا تساءلنا مراراً :
هل يا ترى من المحتمل أن تتغير السياسات الامريكية الرسمية المنحازة لـ”اسرائيل”…؟!،
وهل سنرى مواقف امريكية جديدة تدين الارهاب الصهيوني مثلا….؟!،
وهل سنرى تحولا في المواقف الامريكية في الامم المتحدة ومجلس الامن جديدة تعتبر أن القدس والضفة الغربية “أراض محتلة” مثلا….؟!،
وهل ستطل علينا الإدارة الامريكية ذات يوم مثلا لتطالب “إسرائيل” بالانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة…؟!،
ولعل السؤال الكبير في الجوهر هنا : هل ستختفي ”الكيباة -القبعة-” اليهودية من أروقة البيت الابيض…؟ّ،
وغير ذلك الكثير من الاسئلة التي طرحت على اجندة الرئيس بايدن…!.
جاء في تحليل إسرائيلي : إذا كانت إبنة “ترامب”، “إيفانكا” متزوجة من اليهودي “كوشنير”، فإن الإعلام الاسرائيلي راح يكشف اليوم أن إبنة “بايدن”، “آشلي” متزوجة من يهودي يدعى “هاورد كرين”، وبالتالي، فإن أحفاد “بايدن” هم حتما يهود وفق الديانة اليهودية، كما أن إبن “بايدن”، “هانتر” كذلك متزوج من يهودية…!، وعلاوة على ذلك، فإن “كاميلا هاريس”، نائبة الرئيس “بايدن”، متزوجة من يهودي يدعى “دوچلاس آمهوڤ”.
وقد أجاب الإعلام الإسرائيلي وعدد من الكتاب الاسرائيليين على كل ذلك بالقول : إن “الكيباه” اليهودية التي كان يلبسها “كوشنير” لن تغيب عن “البيت الأبيض” حيث هم موجودون بكثرة في عائلة “بايدن” ونائبته، فلا تفرحوا كثيرًا ولا تطبلوا ل “بايدن” حتى لا تنصعقوا من هول المفاجأة من سياسته القادمة وهي المعروفة أصلاً بإنحيازها السافر لجانب إسرائيل ..؟!.
الى كل ذلك، وفي هذا السياق استحضر بعضهم تصريحات ومواقف لبايدن أكّد فيها في الماضي قائلاً : ”لو لم تكُن إسرائيل موجودةً لكان على الولايات المتحدة أنْ تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها”، وكشف حاييم سابان، رجل الأعمال الأمريكيّ-الإسرائيليّ، المؤثّر جدًا على صُنّاع القرار في واشنطن، كشف النقاب في مقالٍ نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت العبريّة “أنّ تأييد جو بايدن لإسرائيل مخطوط بالحجر منذ أربعة عقود”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ بايدن كان قد قال في الماضي إنّه “لو لم تكن إسرائيل موجودةً، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أنْ تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها- رأي اليوم –2020-10-14:؛ بينما قالت المُستشرِقةٌ إلاسرائيليّةٌ شيمريت مائير” : إن تل أبيب ستتأقلم بسرعةٍ مع بايدن لأنّ المصالح المُشتركة أقوى من الرئيس”، وبحسب المُستشرِقة الإسرائيليّة، فانّه في نهاية المطاف، “تبقى المصالِح الأمريكيّة والإسرائيليّة مُتساوِقةٍ بصرف الطرف عن هوية الرئيس الذي يجلِس في البيت الأبيض، طبقًا لأقوالها- ترجمها عن العبرية زهير أندراوس:2020-11-3”.
ولعل ما كتبه البروفيسور دان شيفتن في إسرائيل اليوم2020-11-3-ينطوي على اهمية كبيرة في هذا السياق، حيث قال : ”من المهم أن نفهم البنية التحتية العميقة لعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، فضلاً عن سؤال هوية الرئيس وتشكيلة الكونغرس. هذه شراكة في الفكرة الأساس، والتي تنعكس بمواقف منتخبي الشعب، وبتطابق واضح للمصالح يؤثر على اعتبارات الإدارة، ولعله من المسموح لنا أن نسمي، بتبسيط، الصيغة الأميركية لهذا الموقف”فكرة جون واين وبروس ويلس”، هذه ليست مقبولة في أوروبا، وهي تصنف أحياناً بنفور كـ”فكرة الكاوبوي”، غير أنه من دونها لا يمكن أن نفسر التعاطف العميق مع إسرائيل في أوساط نحو ثلثي الجمهور الأميركي، لا سيما الجمهوري”، ويستخلص شيفتن : ”الرؤساء يأتون ويرحلون؛ بعضهم يعمل بالتشاور مع إسرائيل، وآخرون منصتون أقل بكثير لاحتياجاتها، فضلاً عن الفوارق المهمة هذه، توجد بنية تحتية متينة، قيمية وإستراتيجية لشراكة عميقة، وقد بقيت في الماضي ونجت حتى في ظل إدارات غير ودية”.
والواضح ان هذه البنية التحتية للعلاقات الامريكية الصهيونية هي القطبة القوية هنا كما تؤكد سياسات الادارات الامريكية السابقة، فالحضور الصهيوني في مؤسسات البيت الابيض والكونغرس الامريكي لا يغيب ابدا، فنحن نسمع او نقرأ عن هذا الحضور القوي في المشهد الامريكي في كل اجتماع او بيان او حدث وفي كل يوم تقريبا-بلا مبالغة-، فتابعنا على سبيل المثال الحملة الصهيونية المكثفة المتصلة التي تقف وراء ترامب كأهم رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يدعم المشروع الصهيوني، وقبله كان الرئيس اوباما قدم خطابا توراتيا، وكذلك الرئيس بوش من قبله…وهكذا…!