ماجـد بن محمـد الوهـيـبي

المنكر يبقى مُنكرًا ولو فعله معظم الناس..

إن الخواء الفكري لدى بعض البشر لم يعد يخفى على أحد من خلال ما يبثونه وينشرونه على وسائل التواصل من هشاشة في الطرح وركاكة في الأسلوب وعقم في الفائدة المرجوة واعوجاج عن الطرق السوية مما يجعلهم في موضع السخرية.

وإن من أقبح الأفعال الميل للتطبيل، فتطرح فكرة تافهة يراها الصغير قبل الكبير بأنها تافهة بل ويشمئز منها الأطفال قبل الرجال وعلى سبيل المثال سياج وضع لأمر ما !!!.

وضعته الحكومة مشكورة مأجورة لغرض ما يخدم المجتمع كدفع الضرر عن الناس ، لترى بعد ذلك بعض التصرفات من قبل البعض وليس هذا إلا ضربٌ من ضروبِ التقليد الأعمى لدول أخرى.

وقد حاربت هذه الدول بنفسها تلك التصرفات والممارسات وألغت هذه الخزعبلات، ومن هذه التصرفات والممارسات كبداية ومحاولة لنشر هذا الفكر التافه والدخيل ،

تعليق أقفال المحبة كما يزعمون على سياج قد وضعته الحكومة كما أسلفنا لدفع الضرر عن الناس ، فيتهافت التوافه والجهلة من المفتونين لتعليق هذه الأقفال التي يزعمون أنها توثق المحبة، وتجلب السعادة، فيعلقونها على هذا السياج ومنهم من لا يعلم أصلًا لماذا يصنع هذا الفعل إلا ما كان من أمر التقليد ومنهج التبعية ، وحينما يتعلق الأمر بالتصديق والاعتقاد هنا يكمن الضلال والفساد.

وهذا الكلام للذي لا يعلم المراد من تعليق أقفال المحبة التي يزعم التوافه أنها تجلب السعادة وتجعل المحبة بهذا الفعل أبدية وخالدة ، وقد تكون السقطة بفكرة ثم التعثر بخطوة.

ويرى التوافه بأنها فكرة طفولية عابرة لا داعي للتشديد فيها والتضييق على من يفعلها.

وقد تداركت الحكومة الموقرة الأمر في بدايته بإزالة هذا السياج ومن كان له قفلٌ فليسترده من الحكومة.

والمنكر يبقى منكرًا ولو فعله معظم الناس ، والمستهجن يبقى مستهجنًا ولو قال به من قال ، والغرابة في الأمر أن من يُروِّج لهذه الأفكار ويطرحها يصف من يخالفه فيها بالجمود وتحجر العقول وتخشبها.

ويطبل له آخر بقوله إننا نسير في الطريق الخطأ ؛ إن لم نتبع هذه الظواهر والممارسات ، عملًا بقول خالف تُعرف وتشتهر ؛ فهذا جانب من الجوانب ، وهناك جانب آخر وهو لفت انتباه الناس لما هو تافه والاشتغال به،

والتافه لا يقع إلا على ما هو أتفه منه ، فما الذي يعود به الناس من تعليق قفل هو أشبه عندي بالأزلام التي نهانا عنها الله في كتابه العزيز وأخبرنا بأنها رجس من عمل الشيطان.

علينا جميعًا أن نتبع الحق حيثما كان، ونترك الزَّيْغ والضلال والبهتان ، والتقليد الأعمى الممقوت ، وتوخي الحذر لئلا نقع في مكائد الشيطان وعواقب الخسران والله المستعان.