بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

جسور تلال الخوير والإزعاج اليومي !!..

حمـد بن سالـم العـلـوي*

 

جسور تلال الخوير والإزعاج اليومي !!..

 

لقد ملّ الناس رؤية تلك الأعمدة الخرسانية، وهي تنمو ببط شديد، وهم يتلوّون حسرة على الوقت المضاع في إنتظار دورهم للمرور من عنق زجاجة البيبسي، عفواً أقصد الاختناق الشديد بجوار مصنع البيبسي، فهذا المصنع الذي كان في صحراء الغبرة يوم أنشيء في سبعينيات القرن الماضي، ونظراً إلى قصر نظر المخططين للمدن والطرق، فلم يتركوا مسافة كافية لتوسعة الطرق عند الحاجة، وكما أتت هذه الحاجة اليوم، والحكومة ما تريد تأخذ ذراعين منهم لتوسعة طريق عام، ولا هي قادرة تُخرج المصنع إلى المناطق الصناعية الحديثة، إذن؛ على الناس أن يضيعون وقتهم بين تقتير الإشارات الضوئية، ونشأة الجسور السلحفائية نسبة إلى مشي السلحفاة البطيء.

فإذا القواعد التي ستقام عليها الجسور، قد أخذت شهوراً وهي تحبو، ولم يستوي قوامها بعد، فلك أن تتخيل كم من الشهور سيأخذ مد الجسور باتجاه مجمع تلال الخوير التجاري، إذن؛ على الناس أن يستعيروا شيئاً من صبر أيوب، أو ألا يفكرون بالمرور من تقاطع الغبرة قريباً، وأن يلوذوا بالمثل القائل “عليك بالدرب ولو دارت” ففيها فك كربة المستعجلين، ففي بعض الأحيان يذهب المرء القاصد في ذهابه إلى الغبرة الشمالية، ولكنه يذهب باتجاه الخوير أولاً، ومن هناك يعود باتجاه الغبرة، هرباً من الزحمة التي سببها إنشاء هذه الجسور الإضافية.

طبعاً يساورني شك، أن الذي يدير هذه الجسور وينفذها ويشرف عليها هي بلدية مسقط، فقد عودتنا على طولة البال، والتَّمَهُّل الشديد في الإنجاز، لأنها تمثل الخصم والحكم على خير تمثيل، ولأن الشركات عودتنا أنها تنفذ مشاريعها بسرعة، بطريقة لم نتعود عليها نحن في المشاريع الحكومية، فذلك “كارفور” الذي بالموالح يوم أراد أن يمد جسوراً لتعبر الشارع العام، ما من أحد شعر بذلك، حتى قالوا تفضلوا اعبروا الجسر نحو المجمع التجاري، وهكذا فعلوا يوم أنشأوا “مول عُمان” ولكن هذا في عرف بلدية مسقط سرعة وتهور غير محمودة النتائج، وإن في التأني طيب الإقامة .. وسلمتم من الطيش والملل.

– إعلم أخي السائق..

{أن السياقة : “فن، وذوق، وأخلاق” وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فَخُذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

(*) – خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى