بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أهمية مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في تعزيز الحوار بين الأديان..

ديـانـا إيـسـيـنـوفـا

نائبة رئيس مجلس إدارة مركز “نازارباييف” لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات

 

أهمية مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في تعزيز الحوار بين الأديان..

على مدى قرون إكتسب شعب كازاخستان صفات حميدة مثل التسامح والوئام والإحترام المتبادل، والتي تثريها الإرث الروحي لمختلف الشعوب والمعتقدات.

ومنذ الأيام الأولى من الإستقلال بذلت جمهورية كازاخستان جهودًا كبيرة لحماية وتعزيز الإنسجام بين الأعراق والأديان، وتوسيع الفرص للمواطنين لإستخدام إبداعاتهم وقدراتهم ومواهبهم من أجل التنمية.

وقد تم إعتماد خلال سنوات الاستقلال الوثائق والقرارات الحكومية، وتنفيذ المبادرات الواسعة؛ بهدف تطوير الثقافة الروحانية والتنوير.

ووفقًا لـمتطلبات العصر والإحتياجات تمكنت كازاخستان من تجسيد فكرة الانسجام بين الأعراق والأديان، وذلك في ظل الظروف الصعبة لتطوير السيادة والإنتقال إلى إقتصاد السوق، والديمقراطية لتنظيم الحياة العامة، والتي تُعرف اليوم في العالم باسم “مسار كازاخستان”.

إن المبادئ الأساسية مثل السلام وحوار الطوائف والثقافات هي ثروتنا التي لا تقدر بثمن .. إن نموذج الانسجام بين الأعراق والأديان معترف به من قبل المجتمع العالمي.

و”النموذج الكازاخستاني” أصبح نموذجًا على سبيل المثال ليس فقط لأقرب الجيران، ولكن أيضًا للعديد من الدول البعيدة عنا، مما أصبح محط الدراسة العلمية للخبراء والعلماء والسياسيين.

إن إنجازات كازاخستان في هذا المجال متجذرة في خصوصيات تاريخ بلادنا وشعبها، في حين أن تطوير التعاون بين الأديان وبين الطوائف يرتبط ارتباطاً مباشراً بالتفاعل المستمر منذ قرون بين أنواع مختلفة من الحضارات والثقافات في قلب القارة الأورآسيوية.

في المقابل، أدى تسامح شعب كازاخستان وموقفه الخيري تجاه ممثلي المجموعات العرقية والثقافات والأديان الأخرى؛ إلى إنشاء أسس قوية وموثوقة للتنمية الإبداعية كدولة علمانية.

أثبتت تجربة كازاخستان الفريدة في الحفاظ على الانسجام بين الأديان والتسامح الديني أنها ذات صلة على المستوى العالمي، وفي هذا الصدد، فإن أحد الإنجازات الهامة لكازاخستان هو مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي يُعقد في مدينة نورسلطان كل ثلاث سنوات.

في الفترة ما بين أعوام 2003 و2021 تم إنعقاد ستة مؤتمرات لزعماء الأديان العالمية والتقليدية حول القضايا المتعلقة بالتعاون بين ممثلي مختلف الأديان لطرح الأفكار والآراء في سبيل حياة سلمية وآمنة للناس في جميع أنحاء العالم.

لقد أصبح المؤتمر يساهم بشكل كبير في تطوير الحوار العالمي بين الأديان من أجل السلام والاستقرار، وتساهم كازاخستان بنشاط في تعميق التفاهم المتبادل بين الحضارتين الشرقية والغربية من خلال الجمع بين المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية كنهج متعدد الاتجاهات والالتزام بالحل السلمي والجماعي للنزاعات الدولية.

في سبتمبر من العام الجاري ستفتح عاصمتنا أبوابها للمشاركين في المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي سيحضره أكثر من 100 مشارك من 50 دولة، وستوفر موضوعات الجلسات العامة وجلسات المؤتمر السابع فرصة لمناقشة قضايا العصر الحديث بشكل شامل، مثل تهديدات الأمراض المعدية والنزاعات الدولية التي تهم كل شخص بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي، ووضع التوصيات المناسبة لحلها.

بتقييم أهمية المرتفعات التي تم احتلالها، والتي وصلت إلى ذروتها على مدى تسعة عشر عاماً منذ انعقاد المؤتمر الأول، فإننا على ثقة بأن المنتدى القادم سوف يقوم على أساس الوحدة الروحية لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، مؤمنين بصدق نوايا كازاخستان المتمثلة في التعاون من أجل الرفاهية والأمن للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى