إتيكيت التعامل مع كبار السن..
الكاتـب/ أ. عـصام بن محمـود الرئيـسي
مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي
إتيكيت التعامل مع كبار السن..
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : ((ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً)) آية 54 من سورة الروم.
على الرغم أنَّ كبار السن يُعانون من الضعف ، والوهن في البدن ، والصحة إلا أنهم يمتلكون الخبرة ، والحكمة، ولكي يحافظون على مكانتهم بين أفراد الأسرة ، والمجتمع نراهم يتحدثون ، ويوجهون ، وينصحون من حولهم ، وينتقدون على الرغم من ضعفهم البدني . وهذا بطبيعة الحال أمر جيد ؛ ليصلوا إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم . وبدورنا علينا أن نعزز هذه الثقة في نفوسهم ، ونستفيد من توجيهاتهم ، ومشورتهم.
ومن خلال هذه المواقف التوجيهية من قبلهم التي قد تأتي بشيء من الشدة مرة ، وباللين مرة أخرى، فإن البعض منا يرسم صورة ذهنية عكسية عن كبار السن بأنهم مازالوا يعتمدون على أنفسهم ، وقادرين على تسيير أمورهم ، وليسوا بحاجة إلينا.. إلا أن الحقيقة عكس ذلك ـ تماما ـ فهم بحاجة إلينا فعلا ، لكن كبرياءهم ، واعتزازهم بأنفسهم، وكرامتها، وعدم الرضى بالضعف ، والوهن، يرفضون تلك المساعدة بطريقة مباشرة ، وعلينا نحن أن نكتشف ذلك ، وأن نقدم مساعدتنا لهم بطريقة لا تجرح مشاعرهم.
ويرى كبار السن أيضا بأنهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على من حولهم ؛ لذلك يتوجب علينا إثبات عكس ما يعتقدون من خلال المعاملة الطيبة ، والتقرّب منهم والأخذ بمشورتهم ونصائحهم في بعض أمور الحياة ، فذلك يشعرهم بأنّ أهمّيّتهم ، ومكانتهم ما زالت محفوظة بين أفراد العائلة ، والمجتمع بشكل عام، ولا ننسى تقديم الشكر لهم دائماً على ما قدموه من أجلنا.
ويجب أن نؤمن بأن الشيخوخة انقلاب واضح في الأدوار بين الآباء ، والأبناء ، ومن هنا يتطلب من الأبناء الاعتناء المضاعف بوالديهم المسنين، والتحلي بالصبر، والمرونة أثناء التعامل معهم ، وخدمتهم ، ومن الجوانب المهمة في التعامل معهم هي المحافظة على كبريائهم واعتزازهم بأنفسهم ، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال النقاط التالية :
- ينفتح كبار السن في نهاية مراحل عمرهم على الحياة أكثر من ذي قبل روحيا ، وعاطفيا ؛ لهذا لا بد من مراعاة عواطفهم ، وأحاسيسهم المرهفة التي تثار في قلوبهم فجأة ، ومن مظاهر هذه الأحاسيس ، والمشاعر إظهار الحب بشكل مبالغ فيه أو ينطوون على أنفسهم ولا يعبرون عنها بشكل علني.
- ضع في ذهنك أن والديك كانوا يفرضون سلطتهم الأبوية عليك من ذي قبل، أما الآن فقد اختلفت المعايير ، حيث أصبحت أنت من تملي أوامرك ، وتعليماتك عليهم، وهذا ما سيغضبهم نتيجة لفقدانهم سيطرتهم على الأجواء المحيطة بهم، ومن هنا تجنب غضبهم وحاول أن تكون مستوعباً لهم.
- إستشرهم ، وخذ برأيهم ، واجعلهم دائماً يشعرون أن مكانتهم محفوظة، وتقديرك الدائم لهم مستمر لا يمكن أن يتغير مهما تقدموا بالسن ؛ لذا استشرهم دائماً في معظم الأمور وأشعرهم بأنك تأخذ بآرائهم.
- الاهتمام بالرعاية الصحية ، والنفسية لكبار السن من الجوانب المهمة، حيث أن البعض منهم يتوقف عن أخذ الدواء فور شعوره بتحسن صحته ؛ لذا يجب مساعدتهم على أخذ أدويتهم في الوقت المحدد ، والاهتمام بالتغذية الصحية السليمة.
- حركة كبار السن في المنزل بأريحية غاية في الأهمية ، ومن الجوانب التي يمكن النظر إليها ، والاهتمام بها الإضاءة الكافية ، وتركيب بعض المعينات لمساعدتهم في الحركة خشية الوقوع فيها ، وخاصة عند دخولهم دورات المياه.
وعلى الخير نلتقي ، وبالمحبة نرتقي..