وطـن البـرد .. وصـقـيـع الوعـود !!..
الإعـلامي/ خالـد بـركات – لبـنان
وطـن البـرد .. وصـقـيـع الوعـود !!..
فلنتذكر يا شعب الوطن هذه الكلمات عن الوطن..
لعَمري كــم صبَرنــا واحتمَلْنــا ..
شتـاءَ العُمــرِ ننـتظـرُ الربيعا.
فلا بردُ الـشتاءِ مضى سـريعـاً ..
ولا وردُ الـــربيــعِ أتى مُطيعـا.
فصِرنا كــالطيورِ نطيرُ خوفـاً ..
ونلتحِفُ الفضا نخشى الوقوعا.
وليسَ لنـــا سوى صبـرٍ جــميلٍ ..
يداوي الروحَ والنبضَ الوجيعـا.
“منقولة”
قصة تشبه حالة وطننا..
رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، ورأى حارسًا عجوزاً واقفاً بملابس رقيقة؛ فاقترب منه الملك وسأله : ألا تشعر بالبرد..؟؟!!
ردّ الحارس: بلى أشعر بالبرد، ولكنّي لا أملك لباساً دافئاً، ولا مناص لي من تحمّل البرد..
فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب
من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ لك..
فرح الحارس بوعد الملك، وحلِمّ بالدفء…
ولكن ما إن دخل الملكُ قصره حتى نسي وعده..
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وبجانبه ورقةٌ كتب عليها بخط مرتجف : «أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني..»
كم نتمنى لو أن البعض من المسؤولين يقرأون هذه القصة، ليعرفوا أن وعودهم للآخرين قد تعني لهم أكثر مما يتصوّرون وليتذكروا القول :
»فلا تخلف وعداً فأنت لا تدري ما تهدم بذلك«
لا تحكي جروحك وآلامك وأحزانك لكل الناس حتى لا تكون قصة اللامبالاة بأحاديث الآخرين..
إنما إرفع شكواك إلى الله وحده وحدثه عن حزنك فلن يشعر بك غيره وتذكر قوله تعالى : »إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله«..
اللهم .. نستودعك الوطن وشعبه وأحباءه..
واحفظهم من الأوجاع وصقيع الوعود والكذب والقساوة والتعالي والاستكبار والتَّعنُّت والتمسك بمواقع وكراسي وحقائب وبالتفاهات والفزلكات والإستقواء والتهديدات، والتهويلات..
والأكثر أذية، هو الاستخفاف ، والاستهزاء هي الآذانٍ الصَّمَّاء لأصوات أوجاع الناس وآلامها وجروحها..
اللهم … وحدك من يداوي الجروح ويضمدها..
اللهم … داوِ الشعب من أوجاعه وآلامه..
واشفِ البعض من مرض أحلامهم وأنانيتهم..
ربي .. نستوُدعك الوطن الذي يستحق الحياة..
ونستودعك شعبه الطيب المتألم، العاشق للحياة رغم الآلام والأزمات، فاحفظهم بعينك التي لا تنام واغمرهم بدفء رحمتك من صقيع الفقر والحرمان والقهر والوباء ومن كل أنواع الفساد..