أين شبابنا من “الترغيب” و “الترهيب” ؟؟!!..
الدكتور/ محمد المعموري
باحـث وكاتـب عـراقـي
أين شبابنا من “الترغيب” و “الترهيب” ؟؟!!..
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم ووكّل له مهمة الخليفة في الارض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ ) لم يأتي زمن حامل الفتن على كتفية كزمننا هذا ، ففي هذا الزمان المعاصي تدنوا من الشباب او الانسان على حد سواء (إلا من رحم ربي) وهو لم يغادر مكان نومه ، وفي هذا الزمان استبيح كل شيء ورفعت كل الحواجز وانتهكت حقوق الله في ارض الله دون راد واصبح الانسان يقترب ثم يدنوا ثم يقترف المعصية دون اي جهد وبلا رقيب “كما يعتقدون” (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ، واكيد هذا سببه الهاتف المحمول (الموبايل) ومنصات التواصل الاجتماعي بكافة انواعها فقربت البعيد واصبح العالم اقرب للشخص من باب بيته.
وبفضل الله ومنته نلاحظ ان شباب من امة محمد صلى الله عليه وسلم يتوافدون على بيوت الله طاعة وخوفا وطمعا ، ويكثر الوفود الى بيوت الرحمن في شهر رمضان واغلبهم الشباب الذي يجد نفسه في هذا الشهر بين احضان رحمة الله وفي طاعته ، فيثبت من يثبت ويصد من يصد وهو اكيد بتوفيق من الله ورحمته.
ورغم ذلك فأننا نسمع من بعض ائمة الاسلام خطبة تجعل الشباب يقنطون وتجعلهم يجلسون مع انفسهم فيتفكرون “أيغفر لنا ، أم أننا من الضالين) لأن بعض الأئمة “يرهبونهم” ويجعلون من العبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى امر ليس بالسهل وان ذنب قد يدخل النار او عمل قد يدخل الجنة ، نعم انه امر واقع وحقيقي ونحن نؤمن به ولكن علينا اولا ان نقول لهم قال الله سبحانه وتعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ويجعلون المغفرة مفتاح لباب الرحمة وان الرحمة هي من صفات الله سبحانه وتعالى وان العبد إذا تقرب الى الله تقرب الله إليه وأن الله سبحانه وتعالى يحب التوابين المتطهرين وان الله يغفر الذنوب جميعا وان الله غفور رحيم.
نحن نعلم ان دين الاسلام هو دين الرحمة فقد بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً للعالمين) وان الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الاخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، ولهذا فأننا يجب ان نرغب شبابنا بلطف ديننا وان نعرفهم بسعة رحمة الله سبحانه ,تعالى وكم من الآيات الكريمات في قراننا الكريم تحث على المغفرة وتبشر التائبين بجنات النعيم ويبدل الله سبحانه وتعالى تلك السيئات حسنات وان الله سبحانه وتعالى وسعت رحمته كل شيء.
ألسنا بحاجة لمن يذكرنا برحمة الله ، ويجعل وجودنا في بيوت الله مليئة بالسعادة والتفاؤل لأن دين الإسلام هو الدين الذي يدعو إلى السعادة والمحبة والألفة بين البشر.