الإعلان التجاري “بصمت” .. ولا تقول ما ندري!!..

الكاتبة/ فاطمة بنت أحمد الراعي
طالبة دكتوراة في الإقتصاد والتجارة الدولية
الإعلان التجاري “بصمت” .. ولا تقول ما ندري!!..
اليوم نتجاذب أطراف الحديث التجاري من القلب إلى الرصيد بإذن الله.
في بعض الأحيان يكون الصمت أبلغ من الكلام.
والصمت الجميل كالصبر الجميل .. والله المستعان .. الهدف من مقالنا هذا كيف تنشر وتروج إعلانك بدون ضجيج وبفاعلية أكبر وبنجاح مبهر ، وفائدة أكثر.
أوجه هذه السطور لكل من ينوي أن يقوم بالإعلان لمشروعه أو لمنتجه ، لا تخطو الخطوات السابقة (بالي بالك) ، كالإغفال عن التخطيط ، والإهدار في الميزانية ، والعشوائية في الترويج ، والتخبط بين إدارة المشروع وتسويقه.
التزم بالآتي : لا تضع ميزانية كبيرة ، ولا تهدر مبالغ من أجل شخص يروج لك حسب مزاجه أو حسب الهبرة ،، ومرة تصيب ، وأخرى تخيب ، ومرة ترضى عن الإعلان ، وأخرى تسخط على الإعلان.
وأين الحل ؟؟ .. لا تقول ما ندري!!..
الحل أن تتجه إلى المؤسسات المتخصصة للإعلان ، وتتعاقد معها حسب العروض التي تناسب مشروعك وميزانيتك وحجم مشروعك وقيمة منتجك.
فهناك باقات مختلفة تتفاوت بالأسعار وتختلف بالعروض ، وتقدم خدمات مجزية ، ونتائجها مرضية ، الكثير من الحسابات الخاصة بالإعلانات موثقة وقوية وذات مصداقية.
إجعل منتجك يثبت جدارته ، فستجد بعد ذلك ، الزبون هو من سيقوم بالإعلان عن نشاطك التجاري أو منتجك من تجربته الشخصية ، وهذا سيجذب لك الزبائن وهي مقتنعة بجودة ما تقدمه.
أعلن عن منتج واحد ووفر منه كمية كافية ونوع في وسائل الإعلان لمنتجك ، فالمستهلكون فئات عمرية وثقافية مختلفة ، حتى لو كانت تلك الفئات جميعها تستهلك منتج واحد.
كيف ومتى وحتى ولما وهل ويا ترى؟!؟!
كل هذه التساؤلات قد تخطر على بالك.
(المثال الآتي سوف يفسر الكثير منها) :
مشروع لأسرة منتجة (بسكويت منزلي)..
وتريد أن تستهدف فئات عمرية مختلفة من الأطفال والشباب والنساء والرجال لشراء هذا المنتج (البسكويت).
هنا إجعل إعلانك عنه للأطفال يختلف عن إعلانك للكبار وغيرهم من الفئات العمرية ، وذلك بتقديم ثلاثة أو أربعة بوسترات إعلانية مختلفة ، كل بوستر يستهدف فئة عمرية مختلفة ، ويخاطب حواسه ويداعب غريزة الجوع لديه.
ومهم أن يحوي البوستر عناصر تهم كل فئة ، فما سيكتب في بوستر الكبار والصور المضافة له ، يختلف عن بوستر الأطفال من ناحية الصور والعبارات .. وهكذا..
وستجد أن القيمة الإجمالية لطباعة البوسترات مع النشر غير مكلفة ، إذا قارنتها ببعض وسائل الترويج والإعلان الأخرى ، بالإضافة إلى توزيعه في محلات عديدة بالسوبرماركت أو محلات البقالة القريبة منك ، مع الإتفاق معهم على نسبة من المبيعات وتخصيص ركن بسيط أو طاولة لمنتجك بجانب الكاشير أو المحاسب ، لأن هذا الموقع مناسب لعرض منتجك وخاصة أن حجم المنتج صغير وسعره بسيط يستطيع المشترى اضافته إلى حساب مشترياته بكل بساطة.
وأنت صاحب المشروع وزع إعلانك في جميع مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة لك.
اشتغل على منتج واحد وحاصر المستهلك من جميع الجوانب بالنشر والترويج واطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء في ذلك إلى أن يصل منتجك بين يدي أكبر شريحة من المستهلكين.
(يوم الامتحان) يكرم المرء أو يهان..
وصل منتجك إلى المستهلك ، هنا يعتمد اعتماد كلي على جودة المنتج ، مهما كان بسيط (وطريقة تغليفه).
ولا أقصد هنا فخامة التغليف إطلاقا ، إنما البساطة وإختيار اللون المناسب أو العلبة المناسبة والذي يحفظ جودة المنتج وشكله.
ويا سلام لو تطور المنتج (البسكويت) بعد ذلك وأصبح بعدة نكهات ، لا يشكل ذلك عائقاً أبداً؛ إنما نوع من الكريمة أو من زبدة الشوكولاتة أو من جوز الهند المبشور أو المكسرات ، وهو ما تراه مناسب لإضافة مزيد من الطعم اللذيذ ، ورضاء زبوننا الكريم ، ولا تنسى إطلاقا المحافظة على الصنف الأول والأصيل ، مهما ابدعت من جديد.
وأخيراً وليس آخراً إعمل بصمت جميل ، ونوّع في الفكرة ، وابحث عن الجديد ، واستعن بالله أولاً وأخيراً ، ولا تنسى جودة العمل هي التي ستحدد المصير.












