بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

صـنـاعـة واتـخـاذ القـرار..

الدكـتـورة/ سـلـوى سـلـيـمان

خبير تربوي ، واستشاري اكتشاف ورعاية موهوبين

 

صـنـاعـة واتـخـاذ القـرار..

 

عندما يتبادر إلى الأسماع مصطلحي صناعة واتخاذ القرار، نجد الأذهان تجول وتصول ما بين مستفهم ومستنكر ومتسائل عن مضمون وماهية هذا المصطلح، وتنشأ حالة من الاستغراب نتيجة يقظة الشعور الكامن داخلنا، والباحث عن المعنى والمضمون.

ومما لا شك فيه أن صناعة القرار تنبثق من تفكير ليس بالنمطي، تفكير أحادي الإتجاه الذي لا يقبل تغذية منعكسة، ولكنه تفكير منطقي مرتب يدار داخل الدماغ وفق منهجية ينظمها العقل تهدف في طياتها إلى اكتساب عدد من المعارف والمهارات الخاصة؛ ذلك التفكير الذي يساعد على فهم سلوك النظم المعقدة آخذا في الاعتبار التفاعلات والعلاقات المتبادلة بينهم.

ومن المؤكد حرفيا أن صناعة القرار تتأثر تأثرا كبيرا بالبيئة الراهنة المحيطة به، وهنا يكمن الدور الفاعل لصانع القرار والمتمثل في إماطة الغموض الذي يحول دون اتخاذ قرار حاسم صائب؛ لذلك يُعد اتخاذ القرار من الأمور المهمة التي يجب أن تكون ضمن منهجية علمية، بعيدة عن الأهواء، والتسرع في الحكم على المواضيع؛ حتى لا تكون سببًا في انهيار المنشأة.

وعند التفكير في أكثر الأشخاص نجاحاً من حولنا، فإننا غالباً ما نعزو سبب نجاحهم إلى قدراتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، نظراً لما تلعبه هذه المقدرة من دور حاسم في مسيرة أعمالهم ووظائفهم، بل وحتى حياتهم الشخصية، وعند اتخاذ القرار حيال قضيتين أو أمرين؛ فإنك تمزج لا إرادياً بين خبرتك السابقة وقيمك الشخصية التي تملكها.

وهنا تحدث الموازنة بين الحدس الذي يعتمد على المشاعر الشخصية، والمنطق الذي يركز على الحقائق المادية، مما يؤدي في معظم الأحيان إلى اتخاذ قرارات سليمة وصائبة.

وعلى الرغم مما يعتقده البعض في أنّ اتخاذ القرار هو مهارة فطرية يولد بها الفرد، إلا أنّه في الواقع مهارة مكتسبة تتطوّر وتنمو مع التدريب والتمرين تبدأ بتحديد المشكلة، ثم وضع مجموعة من الحلول الممكنة التحقيق، وبعد تقييم إيجابيات وسلبيات كل حل نختار حل واحد أو إيجابية مناسبة من بين الحلول المقترحة مع تقييم أثر الحل المتخذ، ولكي نتمكن من ذلك علينا جمع المعلومات الكافية عن الموضوع قبل أن نبدأ في التفكير باتخاذ قرار معيّن، والحرص أوّلاً على فهم كلّ العوامل والجوانب المتعلّقة بهذه القضية أو المشكلة، والتحدث مع الأطراف ذات العلاقة.

وفي الأخير .. لا تتخذ أبدًا قراراً دون أن تكون على دراية بكامل جوانب القضية أو الموضوع، وتجنّب اتخاذ القرارات المشحونة أو المبنية على العاطفة واستعن بأهل الخبرة لطلب النصيحة والمشورة، وتأن في اتخاذ قرارك؛ حتى تحظى بنتائج ترضيك، لا ينجم عنها أي عواقب تؤثر عليك وعلى من حولك، وتقودك بكل أريحية، ومرونة صوب المستقبل الذي تنشده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى