
جنيف/العُمانية/ أصـــداء
ناشدت منظمة الصحة العالمية بضرورة إقرار هدنة دائمة لاستعادة الاستقرار والسلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط الدكتورة حنان بلخي، في تقرير إعلامي “إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد كارثية على كافة المستويات، مع مواصلة الحرب القائمة منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، والتي أدت إلى تدمير كامل للبنية الأساسية وانتشار الأوبئة والأمراض؛ منها فيروس شلل الأطفال”.
وأشارت إلى الأسباب التي أدت لتفشي فيروس شلل الأطفال في غزة عقب 25 عامًا من القضاء عليه؛ منها مواصلة الحرب، وعدم حصول المواليد الجدد على التطعيمات الأولية، وصعوبة الوصول للمراكز الصحية، وتسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع، وانعدام النظافة؛ نتيجة شح المياه النظيفة والصالحة للشرب.
وأضافت أن التطعيمات كانت تصل لـ99% من أطفال غزة قبل اندلاع الحرب على القطاع؛ مما يدل على الوعي الكبير لدى السكان في فلسطين، لافتة إلى إمكانية أن تصل الحالة المصابة بفيروس شلل الأطفال إلى الوفاة في حالة حدوث شلل في العضلات المسؤولة عن التنفس.
وحذرت من خطورة تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة بشكل أكبر في حال استمرار الحرب وعدم إعادة البنية الأساسية وإيقاف تدمير مرافق الصرف الصحي، فإن ذلك سيؤدي إلى عدم السيطرة على هذا الوباء، مما يزيد من احتمالية انتقال هذا الفيروس إلى بلدان أخرى، معربة عن قلق منظمة الصحة العالمية البالغ عن عدم السيطرة على هذا الفيروس في غزة.
وأعربت عن أملها في أن تُسفر الجهود الحثيثة من دول الإقليم والعالم أجمع إلى الوصول لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، مؤكدة استعداد منظمة الصحة بالتعاون مع المنظمات الدولية لإعادة تأهيل القطاع فور انتهاء الحرب.
وقالت إن حالة النزوح الداخلي في إقليم شرق المتوسط تتخطى الـ 50%، مطالبة بضرورة توفير الحماية للكوادر والمنشآت الصحية في مناطق النزاع بموجب القوانين الدولية التي تمنع المساس بها.
ونوهت بأن هناك تحديات كبيرة لضمان استقرار الأوضاع في غزة قبل البدء في عمليات إعادة تأهيل القطاع مرة أخرى، مؤكدة ضرورة التزام الدول المانحة بتمويل منظمة الصحة حتى تكون قادرة على دعم القطاع الصحي في غزة.
في السياق ذاته قال مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة إن أكثر من 80 ألف طفل تلقوا التطعيم في المناطق الوسطى من غزة أمس، في اليوم الأول من الحملة.
ويواصل الآباء إحضار أطفالهم الرضع إلى المراكز الطبية اليوم لتلقِّي التطعيم. وتقول منظمة الصحة العالمية أيضًا إن انخفاض المعدل المعتاد للتطعيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بينها غزة، ساهم في عودة ظهور شلل الأطفال في المنطقة.