بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

ومـضـة جمالـيـة ووصـفـة كـمالـية..

ماجـد بن محمـد الوهـيـبي

 

ومـضـة جمالـيـة ووصـفـة كـمالـية..

 

إن من البدهيات، سطوة الله المهيمنة وقدرته النافذة على كل الخلق، والشهود له بالتوحيد الخالص المحض؛ فتلك أسمى العبادات، وأخلص العبارات لمن آمن بهذه الأدلة والبراهين من الآيات البينات.

ولن تجد عبارة كعبارة لا إله إلّا الله كلمة التوحيد، ومفتاح التجريد، فبها علا الحق، وأشرقت الظلمات، وبها نحيا، وعليها نلقى الله، وهي المخلص والمنجى عند الممات.

وإن من أزكى القربات، التقرب بالصلاة على من صلى عليه الله من فوق سبع سماوات، فبدأ سبحانه بنفسه، ثم ثنّى بملائكته المسبحة بقدسه، ثم أمرنا جميعًا بالصلاة عليه.

وفي الأذان والتثويب للصلاة؛ نشهد له بذلك بعد التكبير والشهادة لله بالتوحيد؛ حيث نقول أشهدُ أن محمدًا رسولُ الله فلا نبي بعده وهو النبي الخاتم.

كما أن الدين هو الإسلام، وهو الدين الكامل والخاتم، ومن ابتغى غيره دينًا فهو في الآخرة من الخاسرين، وبهذا أخبرنا ربنا العظبم في القرآن الكريم.

وفي جلسة التشهّد في الصلاة نسلّم عليه، ونستشعر مكانته عند الله، ومقامه الذي ارتضاه له.

فما أعظمها من عبارة، وما أجلّها من شهادة، فأي قربة بعدها نريد، غير ترديد الصلاة والسلام عليه، وليتنا نرددها أبدًا سرمدًا؛ صلاة دائمة لا تنقطع ولا تبيد.

فيا أيها الأحبة هذه ومضة جماليه؛ أصحبكم بها نحو عالم الروحانية بعيدًا عن كل المنغصات الدنيوية.

دعونا نسبح في ملكوت الله، ونستلهم آياته،
ونتفكر في خلقه، ونرى عجائب صنعه؛ مستشعرين الحركات والسكنات، ومراقبة الكواكب والمجرات، والطيور الصافات، والكائنات المسبحات، وتعاقب الليل والنهار، وتلألؤ النجوم التي تضيء في الليالي المظلمات، وبهاء البدر بنوره الوضّاء وكأنه الكوكب الدري الذي أشرقت به الظلمات.

ولننظر إلى ما خلق ربنا، وما اتصف به خلقه من الجلال والكمال والجمال، ولننظر إلى صنع المخلوق، كما يقول أحدهم هل سمعتم بتصادم كوكب مع آخر أو نجم مع غيره ، أم طلع القمر مكان الشمس في النهار، أو حدث العكس ؟؟ لا طبعًا .. لماذا؟
لأن الجواب على هذا السؤال يأتي بآية من القرآن؛ قال ربنا العظيم في محكم التنزيل : 
(هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).. الآيه ١١ من سورة لقمان.

ولن تجد كهذه الدقة، وهذه الصنعة؛ فقد خلق الله هذا الكون بدقةٍ متناهية … فما أعظمهُ من خالق، وما أتقنهُ من صانع، وما أجلّهُ من موجدٍ سبحانه.

أما ما صنعه البشر وهم خلقه، فلا يرقى، ولن يصل إلى ذرة واحدة مما خلق الخالق؛ أنظر إلى المركبات على سبيل المثال لا الحصر، يصطدم بعضها ببعض منذ أن صنعت إلى يومنا هذا، وتتسبب حوادثها في وفاة البشر أو بالأمراض والعاهات المستمرة لهم، ومن كتب الله لهم النجاة نجوا وعوفوا من ذلك.

وكفى بهذا دليلًا على أن الإنسان يعتريه النقص، والكمال لله وحده، سبحانه وتعالى عن كل زلل ونقص، فيا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ؟! ويا أيها الملحد ما الذي أصاب عقلك السقيم؟!.

هذه ومضة جمالية ووصفة كمالية؛ وصفتها لكم من حنايا القلب لعل صداها يلامس أرواحكم قبل مسامعكم، ولعلنا جميعًا نعود بها إلى رحاب الله من قيود المعاصي المطبقة علينا، وتكون لنا من الأعمال هي المنجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى