بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

ماذا يعني إسقاط الديون والملاحقات القانونية التي تخص الشباب في سلطنة عمان؟؟..

الدكتـور/ محمـد المعـمـوري

كاتـب وباحـث – العـراق

 

ماذا يعني إسقاط الديون والملاحقات القانونية التي تخص الشباب في سلطنة عمان؟؟..

 

قد يبدو هذا الخبر لغزا للكثير ممن لا يعرف قادة سلطنة عمان، وقد لا يتوقعه البعض كونه شمل ١١٦٥ حالة من المؤسسات التجارية والصناعية الصغيرة والمتوسطة للشباب المقترضين من البنوك العمانية، والذين قد تلكأوا في دفع مستحقات البنك من الأقساط الشهرية الواجبة السداد وصولا إلى تقديمهم للمحاكمة.

وحسب نظام سلطنة عمان والقوانين التي تنص بهذا الخصوص وماذا يعني شباب قد يحكم عليهم بالسجن لسنين نتيجة عدم تمكنهم من دفع مستحقات تلك البنوكلأسباب مختلفة، للحالة القانونية؛ فإن القانون بلا شك لا يرحم مثل هذه الحالات، ولا يقف بحياد عنها؛ لأنه قانون وضع لفرض النظام، والمحافظة على الحياة، والحفاظ على حقوق الناس، والسعي إلى تطبيقه هو واجب على كل مواطن ومقيم؛ بل فرض عليه؛ لأنه يحفظ الحقوق العامة للوطن، إلا أن لقيادة سلطنة عمان قانوناً يختلف عن قوانين الأرض؛ إنه قانون وضعته إرادة السماء فتمسك به حكام عُـمان ليكون هو مفتاح الفرج لمثل هذه الظروف؛ إنه الرحمة التي هي فوق القانون، والتي تمتلكها القيادة العمانية، وهي المسؤولية التي يتحملها الحاكم ويشعر بما يعانيه أبناء شعبه، بل يبحث عن مخرج ليجعل من الشعب متمكناً من أن ينهض ليكمل مسيرته التي ابتدأت مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله؛ فأرست ألأسس التي جعلت في مقدمتها الرحمة والنظر بعين العطف على الرعية من قبل القائد.

وليس غريباً على جلالة السلطان هيثم أن يبادر بهذه المكرمة؛ لأنه الابن الصادق والأمين على مبادئ نهضة البناء الأولى التي تكللت بالنجاح الباهر الذي لا يوصف، والتي وضعت سلطنة عُـمان خلال نصف قرن في مصاف الدول الأكثر نمواً، بل أصبحت السلطنة الآن على أعتاب الدول المتطورة، وهذا الشوط قد تكلل بالنهضة الثانية (النهضة المتجددة) التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق سدد الله خطاه مكملاً مسيرة نهضة عمان الحديثة.

نعم سلطنة عُـمان هي مفتاح الخير، وقادتها هم من يسعدون بأي خير يقدمونه لبلادهم العزيزة، وأبناء شعبهم الوفي، ويسعون جاهدين لإسعاد شعبهم، لأن تلك القيادة مهمتها بناء الإنسان وقد فعلت.

وكما أسلفت فإن مثل هذه القرارات لا تصدر إلا من حاكم يعي معنى المسؤولية ويتفهم ماذا يعني أن يسجن شاب كان طموحه أن يبدأ بمشروع يؤهله لخوض معركة الحياة، ولأن المسؤول يتفهم أن ظروف خارجة قد أثرت على العالم، حالت دون أن يستطيع هؤلاء الشباب من تحقيق أملهم والسير في ركب النجاح، ولأنه يعلم أن أي تعثر في حياة الشباب يعني إنهاء طموحاته والحكم عليه بالفشل.

لقد قدّم جلالة السلطان قابوس رحمه الله للعالم النموذج الفريد في إدارة شؤون دولته عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وتنموياً؛ فأصبح هذا النموذج ممتداً بكل تأكيد ليواصل هذا النهج السامي جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله.

وليس غريباً أن نسمع أو أن نقرأ أو أن نرى مثل هذه المبادرات التي تزيدنا نحن الذين عشنا سنين في خير عمان وبين شعبها الأصيل، تزيدنا فخراً، وتعلو هاماتنا لنذكر إخوتنا في السلطنة الحبيبة بكل خير وندعو لهم بأن يسدد الله خطاهم، وأن يبارك في خيراتهم ويجنبهم كل سوء وشر ومكروه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى