(كوفـيد-19) من البداية .. فهل ستنتهي الحكاية ؟؟!!..
الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبـسي
(كوفـيد-19) من البداية .. فهل ستنتهي الحكاية ؟؟!!..
لا زال (كوفيد-19) يراوح مكانه في عماننا الحبيبة ، جائحة أوجدت في النفس غصة زادت من ألم النفس لأوجاع اجتماعية واقتصادية لا يزال يقاسي منها أبناء المجتمع العماني دون تخفيف وطأتها من المعنيين عليها ، فسوء الوضع الإقتصادي “عالمياً” الذي يصرح به أهل الإقتصاد دائما كشماعة لإخفاق الإجراءات محليا للحد من تفاقم مشكلة تفشي هذا المرض الفتاك بالأرواح ، جعل الكثير منا يعيش حياة ضبابية حيال تلاشي هذا المرض أو الحد من خطورته ، وضع لا يزال مقلقا على كافة المستويات الوطنية والقطاعات الخدمية والصحة النفسية والألفة المجتمعية ، نصبح ونمسي ولا نعلم ما تخبئه لنا الأقدار في ظل هذا المرض العضال .
لا زلنا في عمان رغم إلتزام الأغلب منا بإتباع الإجراءات الاحترازية تتدفق علينا إحصاءات الإصابات والوفيات لحالات (كوفيد-19) ، لا زلنا ورغم تجاوب شريحة لا بأس منها من المواطنين للإقبال على التطعيم نعاني من ألم فراق الأحباب ، لا زلنا نعيش الوضع وكأننا في غابة يحيط بنا وحش كاسر ومتحور بأشكال عدة لينقض علينا في أي لحظة ليفترسنا بلا رحمة ولا خوف ، حال بات يرثى له ولا يلومنا أحد عليه ، فرغم مرارة الرحيل وألم المريض واستغاثة العليل ، لا زلنا نشاهد تساهلا في اتخاذ الإجراءات من كافة القطاعات ، فإلى كل من يهمه الأمر في هذه الأرض الطاهرة ، ممن نالوا الثقة السامية لجلالة السلطان في وضع الإجراءات للتصدي لهذه الجائحة ، عليهم أن يتحملوا الأمانة كاملة وليست مجزأة ، فالحال بات صعبا ، والإغلاق ليس هو الحل في ظل فتح المنافذ ، الحل في أن تمنعوا منعا مطلقا أي فرد من دول العالم من دخول السلطنة عبر كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية ، الحل في توفير اللقاح للجميع وبأقصى سرعة دون تأخير ، الحل في أن ترفعوا القيود الإقتصادية التي تفرضوها على الشعب لاكتساب رزقه ، الحل في محاربة كل أشكال الفساد ومحاسبة المفسدين ، الحل في إعطاء الحقوق لأصحابها ، الحل في تجريم كل ما حرم الله في كتابه وسنة نبيه المصطفى ، الحل في تبسيط الإجراءات وإلغاء الضرائب ، وإعادة الدعم لكافة الخدمات ، الحل في العدالة في التوظيف والأجور في كافة أجهزة الدولة الحكومية والخاصة ، الحل في العودة إلى الله ، وبدون ذلك فلا حل إلا برحمة من الله .
نحن اليوم نبدأ من جديد مع بداية السطر ، ومع أول حرف من حكاية (كوفيد-19) ، لا زلنا نعيد سيناريو الحوار ولكن بأسلوب أكثر إثارة وفتكا بالأرواح ، نعيده ونبعث للعالم رسائل مفادها ضعف المنظومة الصحية في السلطنة وعدم القدرة الاستيعابية لمؤسساتنا الصحية لتحمل أعداد المصابين المتزايد ، حيث لا زالت المؤسسات المعنية تبعث برسائل تشاؤمية للمجتمع في ظل ضرورة التحفيز النفسي لأبناء المجتمع نتيجة هذه الظروف الصعبة في الوقت الراهن ، لا زالت الجهات المعنية تحمل المواطن تبعات تفاقم الوضع وتتنصل هي من المسؤولية وكأن المواطن العماني هو السبب الرئيس في تفاقم المشكلة ، ولكن يجب أن نكون منصفين لكي لا نظلم أيا من أطراف هذا الأزمة ، فالمرحلة الحالية تحتم علينا أن نقف وقفة وطنية جادة وحاسمة كالبنيان المرصوص من مسؤولين ومواطنين أمام الوضع الراهن وأن يتسم الجميع بالشفافية والمصارحة والجرأة في اتخاذ القرارات المناسبة التي لا تضر بمعيشة المواطنين وأن تتحمل الحكومة مسؤولياتها لإيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمة لكي ننهي الحكاية بأمان لنحيا جميعا حياة هانئة..