
“العدالة لشعوب جنوب العالم” عنوان الدورة الـ15 من مهرجان “كرامة/ سينما الإنسان”
عمّان/العُمانية/ أصـــداء
تنطلق في الخامس من ديسمبر المقبل، بالمركز الثقافي الملكي، فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان “كرامة/ سينما الإنسان” الذي ينظمه سنويًّا “معمل 612 للأفكار” بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية.تتسابق في المهرجان الذي يُقام تحت عنوان “العدالة لشعوب جنوب العالم” عشرات الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة والطويلة والتحريكية، التي تتناول آفاق العلاقة بين شمال العالم وجنوبه، حيث تتجلّى العدالة -وفقًا لبيان صحفي للجهة المنظمة- بوصفها “عنوانًا عريضًا وجوهريًّا يسعى أحرار العالم في كل زمان ومكان إلى تحقيقه”، وبوصفها أيضًا “أرضيةً لمدّ جسور التواصل بين جهات الكوكب وشعوبه وأنظمته والفاعلين فيه، وأدبيات الحوار، والمسبار الذي يحدد مسارات هذه العلاقة بين الشمال والجنوب؛ هل هي تناقض أم تكامل”.
وقالت مديرة المهرجان، المخرجة سوسن دروزة، إن الكوكب “أصبح مقسومًا بشكلٍ مفزعٍ إلى شطرين؛ شطر شماليّ لا يريد أن يتخلّى عن نزعاته الكولونيالية القديمة التي يُفترض أنه قد مرّ عليها الماء وجرفتها غُدران الدروب، وشطر جنوبيّ تقضمه الحروب وينهش أركانه الجشع، وتسكن أعماق وجدانه الدافعية العنيدة نحو التخلص من التبعية”. وتضيف دروزة أن المهرجان يسعى لأن يكون “منصة محورية ليس فقط لعرض الأفلام، بل أيضًا للتفاعل مع القضايا الإنسانية العالمية بشكل أعمق وأكثر تأثيرًا، من خلال التركيز على قضايا الجنوب، وتمكين الشباب، ودعم السينما الرقمية، وتحفيز النقاشات حول العدالة الاجتماعية”.
بدوره، أكد المدير الفنّي للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب على أن الدورة الجديدة يمكن أن تُحْدث “فرقًا حقيقيًّا في تحقيق التغيير”، موضحًا أن “دمج الأفكار المبتكرة والعمل المشترك بين صنّاع الأفلام والجمهور والنشطاء سيعزّز رسالة (مهرجان كرامة) الإنسانية، ويزيد من تأثيره في تعزيز دور السينما التنويريّ بقضايا الإنسان عالميًّا”.وأضاف الخطيب: “إن كفتيّ الميزان مختلّتان، ولا بد من تقويمهما، ومن أجل ذلك على الإنسان أن ينتصر لقضايا المنطقة وإشكالاتها وتطلعات إنسانها نحو الحرية والكرامة والإنصاف”.وتابع بقوله: “روح الفن السابع تتجلّى بوصفه عنوانًا ومطلبًا وراية، لذا علينا أن ننتصر عبر السينما بوصفها فعلًا مقاومًا لِمعاني الإنسانية الحقّة، وأن نُلقي الضوء على وجوه العدالة وروحها الحيّة المتوثّبة”.
ويشهد المهرجان عرض أكثر من 70 فيلمًا وثائقيًّا وروائيًّا طويلًا وقصيرًا، “تذهب جميعها نحو الانحياز لشعوب جنوب العالم، وللتعبير عن تطلّعات الشعوب نحو غدٍ أفضل”.ووفقًا لإدارة المهرجان، فإن الأفلام المشاركة تتنافس على عدّة جوائز: جائزة أفضل فيلم وثائقي، وجائزة أفضل فيلم قصير، وجائزة الجمهور، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم حقوقي التي تقدَّم قيمتها المالية من الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان (أنهار).وتشارك في دورة هذا العام أفلام من فلسطين ولبنان والبحرين وسوريا والأردن وقطر والمغرب وتركيا والنرويج وهولندا والولايات المتحدة وأستراليا والبرتغال وفرنسا وغيرها، إضافة إلى دول تشارك لأوّل مرّة مثل بنجلاديش والأكوادور وغيرهما من خلال أفلام ذات جودة عالمية.
وبسبب الظروف القائمة في فلسطين ولبنان واليمن، يستضيف المهرجان خلال دورة هذا العام: مهرجان كرامة فلسطين، ومهرجان كرامة اليمن، ومهرجان كرامة بيروت. كما يقدم أفلامًا سودانية أُنجزت في بلاد المهجر، وأفلامًا سورية أُنجزت من “خارج الإطار”.