بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

التَّـبَـرُّع بالـرّوح..

الكاتب/ يحيى بن حمد الناعبي

 

التَّـبَـرُّع بالـرّوح..

 

روحي فداك يا وطني، أفديك بروحي ودمي، أفيدك بأعز ما أملك، أفديك بشريان حياتي ، فلا حياة بدون دم، فمن نضب دمه فاضت روحه إلى بارئها ، فكان لسان حال أحبابه ناطقاً بـ (رحم الله فلان، كان وكان وكان).

إنه عمل إنساني تقوم به عن طيب خاطر ونفسك منشرحة تواقة للأجر والثواب من العليم التواب، الذي يعلم بنيتك الصادقة التي دعتك فيها روحك الزكية وقلبك الصافي النقي الزلال، لإفساح المجال لأرواح أنقذتها من الموت والمأل إلى رب العزة والجلال.

يقول أحدهم : التبرع بالدم نعمة عظيمة تنقذ بها أرواحاً كثيرة، فتبرعك بالدم ينقذ حياة ثلاثة أشخاص من خطر محدق وموت مؤكد، فما بالك باستمرار عطائك بلا حدود لمرات عديدة من تبرعك بدمك الذي هو شريان حياتك، وكم من الأدعية التي تصلك إلى حيث إقامتك وإلى بيتك وفي صبحك ومسائك، وفي يقظتك ومنامك، أدعية الخير من حيث لا تحتسب ممن أنقذت حياتهم، ومن أفراد أسرهم ومن العلماء ومن المنظمين والدالين لهذا العمل الإنساني البحت ومن المجتمع بشكل عام، والذي لا ترجو من ورائه سوى الأجر والثواب بإذن الله تعالى.

ولو قدر لي رؤية قلوب المتبرعين بالدم في قاعة المناسبات بمكتب والي العامرات؛ لوجدت في كل قلب قصة سعادة لا توصف، وشعور يغمره الفرح بما أقدم عليه من عمل عظيم يرجو به رضى رب عظيم. 

الدال على الخير كفاعله عبارة نسمعها كثيراً، وأجو أن نطبقها معا لأننا نكسب أجرا عظيما نحن في أمس الحاجة إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ففي أثناء نشرنا لإعلان (حملة العامرات عطاء) تواصل معي أحد المخلصين من الشباب المتوقدين بالهمة العالية والراغبين بمزيد من الأجر والثواب وهو مازن الزدجالي من فريق النسور يسألني إن كان بالإمكان السماح لأفراد فريقه بالتبرع بالدم وعددهم يفوق العشرين لاعباً من خيرة الشباب، وقد رحبنا جميعاً في فريق الدعم لحملة العامرات عطاء للتبرع بالدم بهذه المبادرة الرائعة من فريق النسور وكان حضورهم لمكان التبرع يثلج الصدر، ونرجو من بقية الفرق الرياضية بولايتنا العامرة أن تحذوا حذوهم لأن عمان تستحق أن نبذل لأجلها الكثير والكثير، وأن نفديها بأغلى ما نملك.

وقد التقيت بالكثير من المتبرعين والذين تعلوهم الفرحة والبسمة لدى تبرعهم بالدم، فقال أحدهم لقد تبرعت بالدم لأكثر من عشر مرات، إنه شعور لا يوصف، الفرحة تغمرني وأنا ذاهب للتبرع بالدم لوجه الله تعالى، لأن بتبرعك بالدم تكون قد أنقذت نفسا تنتظر من يسدي لها هذا المعروف، وأن قطرة دم لإنعاش الحياة للآخرين شعور جميل جدا، فقد تجد نفسك ذاهب إلى مقر التبرع وأخذت رجلاك دون إكراه من أحد ودون تملق أو مجاملة، إنما يأخذك التقرب إلى الله تعالى وطلب مرضاته، ونفس نفس اللحظة تجد نفسك مقصرا في حق الله سبحانه وتعالى. 

ما أجمله من شعور وأنت تقوم بهذا العمل الخيري دون أن تنتظر مقابل مادي، وإنما يكون هدفك الأسمى رضى الله سبحانه وتعالى.

أسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يوفق حملة العامرات عطاء وجميع الإخوة والأخوات في هذه اللجنة المنظمة للحملة وجميع البواسل من الطواقم الطبية ومكتب والي العامرات ومركز الوفاء الإجتماعي وجمعية المرأة العمانية بالعامرات الحاضنين لهذه الأعمال الإنسانية وجميع المراكز التجارية ورجال الأعمال والخيرين من أبناء هذه الولاية العامرة لدعمهم اللامحدود لإنجاح حملة العامرات عطاء.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى