بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

اسـتـغـلال فـتـرة الإجازة..

عـائـشـة الـشـحـيـمـيـة

 

اسـتـغـلال فـتـرة الإجازة..

 

بعد فترة من العمل، أو انتهاء وقت الدراسة، يتم منحنا استراحة نقضيها بعيدا عن روتين العمل والدراسة، ونطلق عليها الإجازة السنوية.

فهي الفترة التي نزود فيها اجسادنا بالهدوء والاسترخاء، لننال فيها قسطاً من الراحة، ولكن البعض لا يستغلها بالشكل الصحيح، فيقضيها في السهر بأمور غير مفيدة، وفي الصباح يكون في سبات عميق، غير مدرك لأهميتها، إلى أن تمضي الأيام، فيجد نفسه قد شارف على البدء في مزاولة العمل مرة أخرى دون أن ينفع نفسه ومن حوله، ليمضي عمره كله دون أن يصنع فارقاً في حياته، من الممكن أن يساعد هذا الفارق في بناء الأمة وتطويرها بعد أن يطور من نفسه أولا.

علينا أن نستغل هذه الفرصة الذهبية في إعادة بناء أنفسنا، وذلك بتنمية مهاراتنا وقدراتنا أكثر فأكثر، وقد يكون عن طريق أخذ دورات صغيرة لأيام أو حتى لساعات، أو أن نطورها بأنفسنا، وكذلك بأن نشترك في الأندية حسب المجال الذي نحبه، أو دخول دورات عن طريق برامج التواصل الاجتماعي ليكون الأمر سهل علينا.

وهنا لا أقول بأن نقضي جميع أوقاتنا في تنمية مهاراتنا فقط، بل أيضا أن نمنح أجسادنا فترة من الاستجمام بجانب ذلك، وأن نمد أرواحنا بفترة من التأمل والسكينة، وكذلك أن نقضي فترة منها بالسفر أو زيارة الأماكن القريبة للتجديد.

وتطوير المهارات لا يكون فقط في فترة الإجازة السنوية؛ بل أيضا من الممكن أن يكون في الإجازات القصيرة، وفي أوقات الفراغ، ليصب كل ذلك في صالحنا وصالح مجتمعنا.

ولا شك أن الرابح الأول من هذه القضية هو الشخص نفسه ثم البقية، فقضاء أوقات الفراغ فيما يفيد المرء سيبعده عن الكثير من المشاكل التي يمكن أن تنتج بسبب سوء الاستثمار الصحيح والاستفادة.

فالفراغ هو فرصة للشيطان بأن يَدُسَّ سمومه وأفكاره السيئة لتدمير الإنسان وتحطيمه هو ومن حوله.
فأغلب المشاكل بدأت بسبب الفراغ مثل تعاطي المخدرات، وانحراف المرء وقيامه بسلوكيات سيئة لا تمت لديننا الإسلامي بأي صلة، أو تضييع الوقت في أمور تافهة وغير مفيدة.

ولا قيمة للمرء إن لم يبدع ويصنع أمراً، يكون سبباً في إضاءة الطريق لنفسه والآخرين، وأن يضع بصمة تسجل في تاريخه، والأهم أن تسجل في كتابه ويلقاها يوم الحساب وقد ثقلت موازينه، وديننا يحثنا على الاستفادة من الوقت فهو محاسب على تضييعه فيما لا ينفع.

والبدء في التغيير يجب أن يكون نابعاً من قلوبنا وليس فرضا، فإن قَبِلْنا .. نبدأ بعدها بتهيئة أنفسنا قبل بدء الإجازة، ووضع خطة بما تلائم قدراتنا وإمكانياتنا، لكي تساعدنا على تنفيذ ما نود السعي من أجل تطويره، وتحقيق الاستفادة منه، واستغلال أوقاتنا بما يرضي الله ويرضي أنفسنا، وبعدها سندرك أن هذا الأمر سيترك آثاراً جميلة في نفوسنا والآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى