قصص ، رواياتمنوعات

رواية وادي الرمال .. الحلقة 28..

حـمـد الـنـاصـري

كـاتـب و قـاص

 

رواية وادي الرمال .. الحلقة 28..

 

كان الجد الكبير، لتوه قد عاد بعد قضاء حاجة له، وحين أخذ مكانه في صدر مجلس الرجال واتكأ على وسادة كبيرة خُصصت له، سأله وليد بلطف:
ـ أليستْ الحكاية المكذوبة في أرجاء الرّمال، كالخُرافة التي سِيْقت عن القرية وهي من قصّتها بَراء.؟ وهل ما قرأته من كتاب المَجد لجدي الأكبر كان صحيحاً؟.

ـ لا أعلم ما الذي قلت لهم؟.

ـ كنت أقنعهم، أنْ نستمر معاً من أجل الإصلاح، إصلاح الحياة والناس والرمال.؟ وأبلغتهم بأنّ ما سوف يحدث من بَعد غَفلتنا، سيكون الامر عظيماً وشاقاً علينا، وسوف تتفرّق أكواننا وتتشتّت بيئاتنا وتتمزّق مَعايشنا.

ولذا ـ فعلينا جميعاً، أن نُصلح أنفسنا أولاً، فتصلح الحياة والرمال.؛ فالإصلاح واجب والتجديد مُلزم.

وما أخشاهُ، أنْ تأتي أقوام فتكون شديدة علينا، وعندها تكون طاعتنا قدر محتوم، ولنْ ينفع مَعها عِصْيان أو حتى إصلاح.

وقد قيل قديماً، من لا تُصلحه حياته لن تُصلحه حياة غيره؛ ومن كتاب المَجْد قرأت لهم “فستخلف الحياة مِن بَعدكم خلف لا يَتّبعونكم في رأي ولا يَجدون فيكم صلاحاً ، خلفٌ يَتّبع الاهواء والملذّات بغير الرشاد ، أولئك النّفر سوف يَلقون بُعْداً عن الحياة وسَيميلون إلى الفساد في الرمال”.

قال الجد الكبير بصوت فخم، وعينين لامِعَتين، مَشدودتين إلى وليد:
ـ إنْ كنت قلت ذلك فأنت في الطريق الصحيح، فكُل الحكايات المُشتّتة اشتقّت من رجال حمقى لا مكانَة لحماقتهم في وادي الرمال، فأولئك الرجال الذين أشرت إليهم، كذبوا على أنفسهم واستعاذوا بشيطنة افْكارهم المُعقدة، يقولون ما لا يَفعلون.

فلجوء الرجل للكذب تسميماً للثقة بالنفس وتَضْعيفاً للصواب ذلك هو الفُجور من القول والعمل، فإذا أحسن الرجل حياته وكان صَدوقاً مع نفسه، كان حاله أقرب إلى الإصلاح!.

ولْتَعلم بُنيّ:
ـ أنّ أولئك الحمقى غافلون بل هُم قوم رُعاع، يَتطرّفون بهزيل غُثائهم، ويَظنون أنه سبيل النجاة؛ يُصدّقون أنفسهم بأنهم في أحْسن حال عن غيرهم، وأنّهم يُحسنون صُنعاً بأكاذيبهم ويُصْلحون بالقول نياتهم ويُفسدون الرمال بأفْكارهم.. ضَلّوا وتاهوا عن السبيل القويم وابتعدوا عن إصلاح الحياة، واتّبعوا تُرّهات أحلامهم، وفُقاعات حماقاتهم.

وأمّا ما قرأته من كتاب المجد للجد الأكبر، فقد استأنستُ لسماع ذلك القول الحكيم.

ونظر إلى الجموع المُتحلّقة حوله، وقال مُلوحاً بيده:
ـ يتوجّب عليكم جميعاً، أنْ تكونوا أكثر إدْراكاً لخساسة الحمقى، فالانحطاط لا يُورّث غير الدّناءة والخسّة لن ترفع مَكانتكم ولن تقودكم إلاّ إلى المهانة ولن تسير بكم إلاّ إلى الهاوية.

فاحذروا تُرّهات الأمور واجمعوا أمركم بينكم وشُدّوا الوثاق عن خساسَة النفاق ولا تُقارنوا أنفسكم بغيركم وترفّعوا عن كل مهانة.

فأنتم أيها الرجال، رجال الوادي كنتم يوماً في أرفع مكانة وقدركم ليس في الرمال وحدها بل في السماء العالية!.

وأما الكتب الثلاثة التي ذكرتها، فإني أذكّر المُجتمعين بها وسأبسط شرحها، وأختصر بعضها:
ـ فأسطورة المَجد، هو تحقيق لكتاب المجد الأول، للجد الأكبر. وأما كتاب سفر التكوين، فهو شرح لحكايات وتفصيل لسرد قصص ونُطق الجد الأكبر.

ولا غرو فهناك من وثّق سيرة حضارة قرية مَجن وسواحلها وقُراها، وأنا شخصياً كتبت شيئاً من تلك السيرة الماجدة، في جزء مُتكامل اختصرته وقسّمته في جزئيين، فالجزء الأول حمل في طيّه السِيرة الماجدة للقرية مع ذِكْر سواحلها وبحرها العظيم والجزء الآخر، تحدثتُ فيه، عن قبائلها ومراتب جذورها.

وأما الكتاب الجديد والذي أشار إليه وليد، فقد اتفقنا على تسميته “قيم الجد الكبير” وذلك الكتاب جاء سَعياً من الصبي” أزهر” ويَحمل بين دفّتيه، المُتشابهات والمُتقاربات والمُختلفات وقد فصّلتُ من خلاله بعض مَواقف من سِيرة بن كنعن وبن بريهن وتنبؤات من أفكاري وقد سَماها الاخوان، وليد وأزهر، نُبوءات الجد الاكبر.

وسأقرأ لكم بعضاً منها “إنّ الذين كتبوا بأيديهم أكاذيباً وسطروا أحرفها وزخرفوها بتلفيقاتهم فسوف يَلقون مهانة وذلاً، وإياكم أنْ تجعلوا من قصص مَبثوثة إثارةً لحكاياتٍ يمتنع كثير منكم عن تصديقها، وأيّما موقف خلا منها، فسوف يشقّ طريقه إلى الإطمئنان”.

والتفت إلى وليد وقال:
ـ زِدْنا أكثر من مَعين ذلك الكتاب، فكأنّك نُطق فصاحته ورِفْعة مَقامه، ومن لا يَغترف شيئاً من مَعِينه، فقد خاب وخسر!.

تحدّث أحد الحضور وكان ذو دعابة ولطافة:
ـ أعرفكم عن بعض ما يَعتري حديث الجد الكبير، ، فإذا غضب الجد الكبير يضعف صوته ، وإذا استمرّ يَحتبس مَنطقه أحياناً وتسبقه الكلمة التالية، وهذا دارج في طريقة حديثه مع الناس.

والتفت إلى وليد وقال:
ـ ويُسميه وليد “اعتقال النطق” ويَعني به، أنّ المشاعر قد تتحرّك قبل النطق أو تسبقه، ولا يُعَد ذلك نقيصة، بل هو مُجرّد اعتقال نُطق واحْتباس لفظ، فالكلمات قد تتساقط على المشاعر وهو ما يُعرف بسَعي المشاعر وأكثر أهل الفصاحة يُعرّفونه بأنه استرسال مُؤلم يحدث غالباً عند كثير من الناس.

سكت الجد الكبير ثم أردف مُعلقاً على كلام الرجل ذو الدعابة:

ـ كل مخلوق تُصيبه مشاعر اعتقال النُطْق إذا غضب وتختلف من شخص لآخر، وقد تُرافق البعض تلك العلّة حتى نهايته.

قام شاب يَصغر وليد في العُمر، وقبّل يد الجد الكبير وقال:
ـ ازددت إعجاباً بك يا جدي، ستبقى قوة ساطعة لا تَطغى عليها قوة ولا تعلو عليها مَنزلة، أُمْنيتي أنْ أكون خالداً.

قال الجد الكبير مُمازحاً الصبي أزهر، ويهز رأسه ضاحكاً مُتبسّماً وعينه يَغرزها في عين حفيده:
ـ نعم بُني، ولكنك، أزهر ولست خالداً، فأنت زاهر برونق حياتك على كل شيء، وأرجو أنْ تكون خالداً كما أحببت.

دمعت عينا الجد الكبير وأردف قائلاً:
ـ لكل مِنّا ـ يومئذ ـ شأن يَقضيه ليس بوسعه تغييره.

بدت شمس النهار تَخفت وهيَ تستوي كقرص رغيف، وبدا نشاطها يَضعف ويَغوص في عُتمة غليظة، وأخذ الليل يُؤثر بقوته على الاشياء، حتى غدتْ كظِلال مُخيفة.

*****

تبادل وليد مع جدّه الكبير أحاديث ونظرات هادئة، مِلْؤها المحبة والآلفة والود الجميل، وشرع بعزم يُحدّث الرجال:
ـ أيها الرجال، لم نجد في قصص الوادي ولا في كُتب الأولين ما يُوثّق تلك الأساطير المكذوبة، غير حكايات، أثارت الجدل، وشَغلت كثيراً من الناس في الوادي، وانعكست آثار الجدل على الحكايات بمجتمع الوادي والقرية، وشابَت مرجعيّات الوادي والقريتين تحريفات مَكذوبة، رغم أنّ المرجعية التاريخية واحدة ومَنبتها واحد.

وعلى مرّ الزّمن، شابَ تلك المرجعيات زَيْف في أسانيدها وضَعف في مُتفرّقاتها، قريب وغير قريب، فظهرتْ مَرجعيات بغير صِنْوان، وغُثّت بسمين ورديء، وكان لزاماً مُواجهة الغثّ والفُحش وكل كلام ساقط، حتى يُميّز الرجال بين الرديء والجيّد وبين ركاكة المرجعيات التاريخية وضَعف أسانيدها.

ثم سكت وهزّ رأسه .. وسَحب نفساً ثم رفع جسده إلى أعلى، وقال:
ـ نعم، توسّعت المصادر المكذوبة في القرية المَكينة، وكتَب الرجال بأيْديهم الرديء وكتب غيرهم الخلاف والشقاق والتعنّت، وبدتْ المصادر والمرجعيات كسيرة، بأيْدي شرذمة قليلة من ساكني مشارف القرية، وبأقلام الذين أظْهروا فِعْل الخير للناس، ولكنهم كذبوا على أنفسهم، واستطاعوا من خلال كذبهم، نقل أقاويل مُعصّراتهم، وبثّ حكايات مُغرضة للتشويش على أفكار الرجال النيّرة بالاطمئنان والأمان.

ولكنّ الأكاذيب تصاعدت والأفكار الضالّة تطوّرت ومارسَ المُغرضين حَفر بُؤر الاختلاف، وساد ضَرر كبير في قرى الوادي وسائر الرمال، وظهرتْ كتابات مُبطّنة وتأليفات انحرفتْ عن فِكْر الجد الأكبر وأساءت مُتفرّقاتها لفلسفة الجد الكبير وعجز عن سدّها رغم رشادته العقديّة وحكمته البالغة لتقويم الناس بالوادي.

وكانت تنظيرات المُغرضين بلا انتماء عَقدي غير نقل تنظيرات تائهة وسرد حكايات تُثير الجدل.

وقد تصدّى البعض إلى تلك التنظيرات المُثيرة للجدل بردة فِعْل قاسية كتأليف حكاية مَشؤومة عن سيرة رجال تائِهين اختلطوا بأقوام ليسوا منهم، فأصبحوا بَعد حين أقوياء بالكلمة التي تُباع وتُشترى بلا عزّة ولا كرامة حتى غدو إلى ذُلّ ومَسكنة وباؤوا بضَعف باهِت، وبقي الباب مَفتوحاً على مصراعيه، يخوض فيه الخائضون ورجال الحكايات المبثوثة.

بَعْد أنْ كان الباب مَسْدوداً على كل مُغرض دنيء وغريب حاقد، وكانت أمْنية الغُرباء، أنْ يبقى الباب ولو مُوارباً غير مُحكم بسَدّة عقدية أو مُغلق بتأويلات شِدّتهم وغِلظة سردهم وفظاظة عنادهم وفُجاجة تعصّبهم.

ولم يستطيع أحد إيقاف الجدل الدائر والشر المُستطير، فعرض الغُرباء على كبار الرجال أفكاراً يَمكرون بها وحُلولًا يُقنعونهم بها بأنهم معهم، ويُمَنّونهم بها وقالوا:
ـ سنوقف الجدل وسَنخمد الشر المُستطير مهما كان وشيكاً، ولكن بشروط:

ـ أنْ تأتمروا بأمرنا وتُوالون لنا، أيّ للغُرباءـ وإسكان بعضهم وفق ما تقتضيه الحالة الجدلية ليكون المَسعى صائب لا زلل فيه، والقبول بقيام قرى على رأس ساحل مَجن ليكون الغُرباء جزءً من بيئة المكان وأمّا الخامسة الهالكة، فهي المَيْل إلى حياة الغُرباء وإيجاد مداخل لتجانس لا شِيَة فيه.

قال الرجل الذي عُرف بالدعابة واللطافة معقباً على كلام وليد:
ـ لماذا ؟.
ـ لأنه، إنْ اختلطت الاجناس في بعضها، وسُقيت بعبق المكان، ومُدّت بساقية بيئة الغرباء وامتزجت ببيئة مجتمع وادي الرمال.

حينئذ يكون للغُرباء رأيٌ فيها، كقيام قرى ظاهرة على مشارف الوادي أو ساحل مَجن دون تعطيل.

*****

وإذعاناً لأمر الغرباء وافق ذو الرشادة والحكمة بالقرى الناشئة على مشارف الوادي وساحل مَجنْ

وتعاهدوا بالانفصال وتسليم أمرهم إلى الغُرباء بذلّ وضَعف وانهزام، فصار ذو الجهل هم ذو الرشادة، وكان ذي الحكمة والبصيرة هُم الغُرباء، فأثاروا الضغائن التاريخيّة بين قرى وادي الرمال.

قال أحد أبناء قرية مجن:
ـ الغُرباء لا يُؤتمن بهم، فقد عاثوا في مجتمع القرى الناشئة وجاؤوا بسيرة زائفة بالوادي.

سكت قليلا ونظر في الوجوه ثم أردف:
ـ أتذكّر ما قرأته في كتاب المَجد، للجد الأكبر، أنّ حادثة سِيقت على غرار انفصال هذه القرى وشُقّ عليها تمثيل مجتمعها، ولم يعترف بهم الجد الاكبر، فطردهم من مجلسه.

وكما يبدو لي أن أؤلئك الرُعاع من الرجال هم الذين اليوم يتحدثون بجدل مِعْوَج ، فربما أعادوا سيرتهم مرة أخرى في زمن جدي الكبير الذي بينكم.

تحمحم ابن قرية مجن، ووضع يده على فمه:

ـ ما أعرفهُ أنّ الجد الأكبر، همّش المُطالبات سواء أكان بالانفصال عن مجن الكبرى أو بالاستقلال عن قرية الوادي ودعىَ أولئك الرُعاع التائهين بالعودة التاريخية.

وقال في كتابه “المَجْد”:

ـ اتركوا الوادي.. دعوهُ مُستقراً، ولا يُشعل أحدكم الفتن، فإنّ الفِتَن كقطع النار.

وقد قيل إنّ الجد الاكبر عزلهم كي يَرشدوا ويعودوا إلى الصواب.

وها هم اليوم يعودون في شتاء معتدل، يُطالبون رجال الوادي وهُم بأمرهم يَمكرون ، فجاء ثُلّة منهم للجد الكبير وقالوا وهو يسمع قولهم:
ـ نحن ندعم توجهكم وستكون مرجعيتنا واحدة، إذا استطعتم إقناع رجالنا الذين انفصلوا بأنْ يَعدلوا عن رغبة الانفصال عن مجن الساحلية، ويتوجّب على رجال الوادي القيام بعزل من عزلهم الجد الاكبر أو ثنيهم عن رغبة الاستقلال عن الوادي.. وما عدا ذلك فافعلوا ما شئتم؛ فأنت السيّد المُطاع.

لم يبزم الجد الكبير بحرف.. وظل صامتاً.

*****

همس رجل جلس قريباً من المُتحدث:
ـ لماذا قلت ذلك؟ فقد أغضبت الجد الكبير؟.

قال مُحدث الرجال:
ـ اسكت أنت …؟.

قال كبير قرية الوادي التاريخية:
ـ نحن لم نعرف من هم الذين يُطالبون بالاستقلال ومن هم الذين يُطالبون بالانفصال وأشار إلى الجمع الذين التفوا حول الجد الكبير.

لا أعلم لماذا تستخفّون برجالنا، إنهم قادرون لمواجهة الغرباء وردعهم، فلماذا تُهيئون غطاءات للانفصال …؟.

قال الهامس مُجاهراً بالخروج عن الرجال الذين اجتمعوا بالجد الكبير:
ـ نحن رجال القرية الناشئة، نقول للجد الكبير ستظلّ مَرجعنا ومقام تاريخنا، وسنبقى إلى جانب مرجعيتنا التاريخية بقرية الوادي؟.

نهض رجل مُتحمساً وتحدث أمام الجد الكبير:
ـ أنا من رجال قرية مجن الكبرى ونرفض الخروج عن طاعتها، وأقول للرجال جميعاً، الانفصال عن مجن فلتة تاريخية؟.

قال كبير الرجال بالوادي:
ـ إني ناصح لكم، ابقوا مع رجالكم، لا تتفرقوا، ولا تختلفوا، واتركوا الغرباء، واطردوهم من قريتكم؟.

أحْنى أزهر رأسه احتراماً لمكانة جده الكبير وعظمته، وقال:
ـ صدقَ كبير الرجال، فجدي الكبير ـ في كل مرة يُؤكد ـ أنّ سيرة رجال مجن، سيرة طيبة، فهم رجال مفخرة للتاريخ العميق بوادي الرمال، وقد ابْتَلَت مجن الكبرى بالأشرار كما ابتلتْ قرية الوادي بالمُخالفين، فالشر يا سيدي شيء مُظلم، لا تُعرف عاقبته.

واذكر هنا، سيرة قرية مَجن الكبرى ورجالها مُستلهماً من جدي الكبير وسيدي وليد أنّ تقسيم قرى الوادي إلى قرى ظاهرة وباطنة مكينة، ليس فيها دلالة على الأصْل فسيرة أهل قرية مجن الكبرى، ومجن اسم على مُسَمى، صَلبة وعتيّة على المُغرضين، وهي الإرث الحقيقي لسيرة رواسي التاريخ وشموخه، وتَحمل في عُمقها هيبة وسيرة غابرة عُرفت منذ التكوين الأول.

يـتـبـع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى