العلاقات العمانية الأمريكية دعماً للسلام..
حـمـد الـنـاصـري
كـاتـب و قـاص
العلاقات العمانية الأمريكية دعماً للسلام..
تقوم علاقة السلطنة بالدولة الأكبر في العالم على أسس متينة وقديمة كان من أهم أسْباب ديمومتها الاحترام والثقة المُتبادلة بين الدولتين، أضف إلى ذلك الالتزام المُتبادل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام المبادئ والمواثيق والقيم للشعوب، ودعم السلام والاستقرار، وتلك هيَ سياسة السلطنة الثابتة، لا تتبدل ولا تتلون بلون المصالح الآحادية.
ولطالما هو معروف أنّ السلطنة تنتهج، سياسة الحياد النموذجي الهادف إلى تحقيق المَنفعة للجميع ولا وجود لخاسر، فالكل في سياستها رابح.؛ دعماً للسلام والاستقرار العالمي.
وتمتد علاقة السلطنة بأمريكا إلى عقود من السنين، علاقة تاريخية مُتجذرة ترجع إلى وصول أول سفينة عُمانية (سلطانة) الى ميناء نيويورك عام 1880م وتلك كانت البداية امْتدت إلى أكثر من قرنين من الزمن ولم تزل قائمة على نهج داعم للمنافع المُشتركة بينهما.
ومنذ ذلك العهد للرئيس جورج واشنطن، توطّدت العلاقات العمانية الامريكية وتكللت بالتميز والثقة، تخللتها توقيع عدة اتفاقيات تجارية بين البلدين ومُعاهدات صداقة، وتم توقيع أول اتفاقية في عام 1833م كباكورة اتفاقيات الثنائية بين أمريكا ودولة خليجية مما أتاح لفرص أكبر من العلاقات السياسية والاقتصادية لاحقاً وأدّى إلى توطيد التقارب بين البلدين، وفق ثوابت السلام والاستقرار ودبلوماسية الحياد.
ووصلت تلك العلاقة إلى أوج قوتها ورسوخها في عهد المغفور له السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ والرئيس ترامب ، فانْبثقت بين البلدين شراكات وثيقة الصِلة في كل المجالات المشتركة وبما ينفع الشعبين الصديقين من مصالح تجارية ومنافع دبلوماسية فحكومتا البلدين تعيا مكانة كل منهما ، فأمريكا هي الدولة الاكبر اقتصاديا ومالياً وعسكرياً ، وعُمان هي بيضة الميزان في المنطقة والعالم بموقعها الاستراتيجي على البحر المفتوح وبقيمتها السياسية الموثوقة كشريك وحليف مَضمون ودورها الفعّال على المستوى الاقليمي ودورها الحيوي البارز، الجيوستراتيجي وثُقلها على مستوى الوطن العربي.
فتاريخ عُمان تاريخ مُشرف وكبير وحضاراتها ممتدة إلى عُمق الشرق الافريقي ولعبت دوراً كبيراً في الاقليم المُحيط بها ماضياً وحاضراً في نشر السلام بين الدول والمُجتمعات بما يحفظ للجميع الامن والاستقرار، والوفاق بين الشعوب بالسلام.
لذا فكان من المُهم جداً لأمريكا أنْ تُعزز العلاقة مع السلطنة وأنْ تُفعل الشراكة الحيوية لأمن امريكا والعالم مِما يُمكنها من الاقتراب من مصالحها في المنطقة، آخذة توطيد علاقاتها مع هذه الدولة الجيوستراتيجي بمنظار الاهمية القصوى.
وفي العهد المُتجدد للسلطان الفذ هيثم بن طارق المعظم، أيده الله ونصره. تلجأ امريكا بثقلها العالمي لحلحلة المواقف الاقليمية وعوائق المواقف الدولية إلى السلطنة وقائدها بسبب ثُقلها السياسي والجُغرافي وحتى الاجتماعي في المنطقة.
ولم يزل ملف النووي الايراني وتحقيق الاستقرار الاقليمي وما يتعلق بأزمة اليمن والموقف الثابت للسلطنة باستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وختاماً أتوقع أنْ تشهد العلاقات العُمانية الامريكية توجها اكثر ايجابية وفاعلية على صعيد المنطقة والعالم فأمريكا ترى في السلطنة الصديق الموثوق به والفاعل بدوره التاريخي الكبير وبإستراتيجيته والسلطنة تنظر إلى الولايات المُتحدة من خلال علاقة قديمة تتوطد مع مرور الزمن وفق المصالح المشتركة وبما ينفع الشعبين والعالم وبما يُكلل جهود تعزيز السلام في الشرق الاوسط والدول العربية وإبْعاد المنطقة عن التوترات التي لا تخدم الاستقرار.