السُّلوكيَّاتُ الأخلاقيَّةُ وأثرُها على المجتمعِ !!..
عـصـام بن محـمـود الرئيـسـي
مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت المؤسسي
السُّلوكيَّاتُ الأخلاقيَّةُ وأثرُها على المجتمعِ !!..
السُّلوكيَّاتُ الأخلاقيَّةُ بشكل عام سواء كانت حسنة أم سيئة تؤثر حتما على نموِّ المجتمع سواء كان نموًّا سلبيًّا أم إيجابيًّا ؛ لهذا تدارك واهتمَّ ديننا الإسلاميُّ الحنيف بهذا الأمر ،وجعل الأخلاق الحسنة في قمة الأولويات لنموّ المجتمع الإسلاميِّ نموًّا طبيعيًّا ليتواكب مع السلوك البشريّ عبر مرّ العصور، والرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- أسَّسَ مدينته بالأخلاق والتعاطف والرحمة تمشيا مع شخصيته الفريدة التي اتصفت بالأخلاق والصفات الحميدة، كالأمانة والصدق والحياء وغيرها من الصفات النبيلة والتي لا يمكن حصرُها في هذا المقام.
ليس هناك أدنى شك في أنّ سلوك وأخلاقيات أفراد المجتمع هي المؤشر الحقيقيّ لنموّ أيّ مجتمع، وهو مقياس لمدى تطوّره ثقافيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا؛ فالأخلاق الحميدة هي غذاء الروح وتسمو بها الشخصية المتزنة ويعيش المجتمع في وُدٍّ ورخاء وإخاء.
هنالك العديد من السلوكيات التي كنا ننتقدها في المجتمعات الأخرى في الماضي القريب ،إلا أنها وصلت إلينا من تلك المجتمعات لأسباب عديدة، لعل أهمها ضعف الوازع الديني، والتقليد بدون وعي وتفكير من باب التحضر المبتذل ،وكذلك الإعلام المفتوح المرئي منه والمسموع والمقروء ،والذي جعل من العالم قرية صغيرة وأصبح كل شيء في متناول اليد الحسن منه والسيِّئ، هذه السلوكيات السيئة لها آثارها الاجتماعية والاقتصادية ،وقد تصيب الهُوِيَّة الثقافية في مقتل، وتشوّه السمات الشخصية للإنسان في مجتمع تربَّى وتأسَّسَ على الأخلاق الفاضلة.
من السمات غير الأخلاقية التي ظهرت في المجتمعات في شخصيات بعض الأفراد قلة الأمانة وغياب الصدق وعدم احترام المواعيد وعدم أداء الحقوق لأصحابها والتحايل على الأنظمة وعدم احترامها، وقد جعل البعض من هذه الصفات السيئة سلوكا وعادات يتعاملون بها مع من حولهم من البشر، ويعتبرها البعض نوعا من “الشطارة ” والدهاء ،وينظرون إلى أنفسهم على أنهم هم الماضون في حياتهم إلى المسار الصحيح ،وهذا أمر له خطورته على المجتمع بأكمله ؛ولهذا لا بدَّ من مكافحته بكل الوسائل.
إنَّ من الصفات الحسنة التي يجب أن تتصف بها المجتمعات :
- تعاون الجميع في المحافظة على الأمن.
- المحافظة على النظام واحترامه.
- احترام الإنسان وكرامته.
- الإتقان في العمل وجودته.
- الابتسامة والتلطف في المقابلة.
- احترام الكبير والمسنين.
- إرجاع الحقوق إلى أصحابها وإن قَلَّت.
- الدقة في احترام المواعيد والأوقات.
- المحافظة على النظافة العامة.
- تنظيم الوقت وعدم العشوائية.
الحـلـول :
- العادات السيئة – كما هو معروف – لا ترجع إلى أية دوافع فطرية ، بل يكتسبها الأبناء من المحيط الذي يعيشون فيه، وأغلبها عن طريق التقليد ، فهي إذا ليست حتمية؛ وبالتالي يمكن تجنُّبُهَا إذا ما نجحنا في تربية أبنائنا تربية صالحة وحذَّرْناهم من عواقب هذا السلوك السيئ الذي لا يجلب لهم إلا الشَّرَّ والأذى.
- التوعية والإرشاد والتوجيه المستمرّ لأبناء المجتمع بالحفاظ على القيم والأخلاق الحميدة.
- الوقوف بشكل حازم أمام أي سلوك سلبي يؤثر على المجتمع.
- من الأسباب المؤدية إلى هزيمة الشباب – تحديدا- الفراغ ؛ لهذا لا بد من شغل الفراغ لدى الشباب بكافة الأنشطة التي تقود إلى الاعتزاز بأخلاقه الحميدة وقيمه.
- يقال بأن الغزو الفكري هو أبشع وسائل الغزو، وهو أكثر خطورة من الغزو العسكري في هدم الأمم وفساد قيمها وأخلاقها ؛ لهذا وجب محاربتُه بكل الوسائل المتاحة.
- الحثّ على تطبيق القيم العربية والإسلامية الأصيلة.
وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..