حينما نتحدث عن البلد المُلْهِم للجميع..
وافـي الجـرادي
صحفي وباحث اقتصادي يمني
حينما نتحدث عن البلد المُلْهِم للجميع..
إنّ ما يسود العالم من تحديات وظروف وتدهور للعلاقات ولمنظومات القيم والأخلاق ، واستنزاف للموارد المادية والبشرية ولكل الإمكانات والمعالم والحضارات إلى جانب التوقعات لما هو أسوأ وأخطر على البشرية إلا أن ثمة بلد يعيش أهله وحكامه بمنأى عن كل أعمال الشقاق والنفاق والتآمر، ثمة عالم هادئ آمن مستقر يمد يده للجميع ودون استثناء على أملِ أن تزرع كل بذور الود والسلام والمحبة والتواصل شتى بقاع المعمورة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب مسلمين ومسيحيين ويهود وطوائف أخرى على حدٍ سواء.
بلد فيه من الموارد والإمكانيات ما تجعل
منه محل توجهات وتدفقات رؤوس الأموال ومن كل اقطار العالم ، مهوىً ونفسَاً للسوّاح الأجانب ، وملتقىً لمبادرات وحوارات السلم والأمن الدوليَّيْن ، ولقد حقق الكثير في سبيل ذلك ولازال.
تسود العلاقات والروابط الحاكمة بين كل الاقطار والأمم والتكتلات مظاهر شتى من الخلاف والكيد والشقاق والتآمر والهيمنة ، يرى الكبير الصغير لقمةً سائغةً سهلة الأخذ والمنال ، المصلحة الخاصة والذاتية تعلو فوق كل الاعتبارات ، ومحدد للسياسات والتوجهات هنا وهناك وإن كان على حساب قتل الملايين من البشر وتشريدهم وحرمانهم وسرقة وضياع وهدر إمكاناتهم وطاقاتهم ، فالباحث عن مكامن وغرائز الكثير من الأنظمة في مختلف أقطار العالم يرى فيها ما يشيب لها الرأس ويوقع الإعياء والجنون ، وكأننا نعيش في غابة تكتسحها الذئاب والوحوش ، وكل يحاول التخلص والقضاء على الآخر بحسب الطريقة والوسيلة التي يراها.
راودني الحديث عن سلطنة عـمان وحكامها ومجتمعها الأسلم والأنقى والأصفى والأحبّ لذاته ولكيانة الداخلي ولحكومته.
الحديث عن هذا البلد المعطاء في عالم اليوم يجب أن يؤخذ بعناية واهتمام بالغ لمن يحاولون انتشال الفوضى والخراب الحاصل من القوميات والأحزاب المتقاتلة مع بعضها بعض ، الناشرة للرعب والإرهاب ومصادرة موارد وإمكانات خصمها الآخر ، من ترى في نفسها أنها الأصلحَ والأنسبَ لبلوغِ السلطة والقيادة ؛ بينما الطرف الآخر مجرد خصم عدو للأسف ، يجب أن يكون في متناول المفكرين والباحثين وصناع السياسات ومراكز القرار ؛ لا لشئ سوى أن نستلهم ويستلهم هؤلاء كل معاني الرقي والتسامح والتصالح والعيش وفق نظام قائم على العدالة والمساواه والحكم الرشيد ، كما ويجب أن يحلّ اهتمام رواد الأعمال والمشاريع والمستثمرين على امتداد الكرة الأرضية جمعاء.
إن فارقاً كبيراً بين أن تعيش دولة منقسمة متناحرة كياناتها تغذيها قوى دولية وإقليمية وتعمل كوكيل يُراد منه مآرب أخرى تحت لافتات وشعارات توفير الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ، وبين دولة يعيش ابناؤها مُوَحَّدين آمنين رغم تعدد الثقافات والتوجهات كما هو حال شعب سلطنه عمان ؛ الذي يمثل أنموذجاً للمجتمعات المستقرة والمتماسكة.
الحديث عن أوطاننا – المتصارعة – يزدنا خيبة تلو الخيبات ؛ لما ندفعه من فاتوره باهضه بشرياً ومادياً جرّاء صراع مدمر وكارثي منذ سبع سنوات أو يزيد في بلادي اليمن.
حينما نتحدث عن شعب سلطنه عمان فنحن نتحدث عن حب شعب ذي طوائف مختلفة لبعضه البعض ، عن خدمة الإنسان لأخية الإنسان ، عن ممارسة الطقوس الدينية وبكل حرية وأريحية ودون تدخل أو خلاف مع الآخر ، عن حبهم أجمع لوطنهم ولقيادتهم ، عن شعور وإحساس مشترك بمدى أن يتغلبوا على الإشكاليات والمخاطر وبروح الفريق الواحد ، عن وعي وثقافة جماعية بالأمن والاستقرار ، عن تسامح وتصافح وابتسامات بعضهم لبعض ، كما وأن الحديث عن قيادة هذا البلد العريق هو حديث عن قيادة نهجها الرقي والتقدم بشعبها وخدمته وتنميته وازدهاره ، وما يزيدها سموّاً ورفعة هو العمل وبإخلاص لحل كل الاشكاليات والحروب والصراعات والخلافات الإقليمية والدولية ؛ إنطلاقاً من حيادية التوجه ، واستقلالية القرار ، ولقيادة هذا البلد باع طووويل في وأد وإنهاء صراعات وخلافات عدة والتاريخ خير شاهد ، ولا زال يُدَوّن اسهامات السلطنه وربان سفينتها حتى اللحظة.
إذاً لا خوف على بلدٍ كل أطيافه وأبنائه كالبنيان والجسد الواحد.
وإن حدثَ وأن خطط أعداء خارجيون للنيل من سلطنة عمان أو حاولوا زعزعة اللُّحْمَة وبث التفرقة في أوساط مجتمعه فلن ولم يُكتب لهولاء النجاح أبداً طالما المجتمع بأكمله يقف جنباً الى جنب يحترم ذاته ، ومتعاوناً فيما بينه ، ومخلصاً ومحباً لقيادته والتي تعمل وبكل قوة صوب نهضة وبناء البلد في شتى المجالات.
إنّ سلطنة عمان لهي النموذج الواعد والمُلهم لكل أمم الأرض ومن عليها لغاية تجسيد التعاضد والتماسك الاجتماعي والاحترام المتبادل رغم اختلاف التوجهات والأفكار ، ولهي درس مهم في كيفية أن يعيش المجتمع موحداً صلباً لا ينحني للمغريات والتآمرات والدسائس ؛ درس في استدامة السلام والأمن والاستقرار ، وحيادية واستقلالية القرار السياسي تجاه كل الدول والقضايا والصراعات حول العالم.
إنّ تقاطرَ الوفود والزعماء والقادة من الشرق والغرب الى هذا البلد واللقاء بقيادته السمحاء في وقتٍ تعم الفوضى كل أرجاء العالم – (الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من أزمات الطاقة والغذاء ، وإتساع وتيرة المخاوف ، وتغير السياسات والتوجهات والأحلاف والنفوذ ) – ليعطي المتابع والقارئ أهمية هذا البلد ودوره الحيوي والهام في إحلال السلام ، وحلحلة عٌقد السياسات والخلافات ، وما حدث مؤخراً من زيارات قام بها قادة ووزراء دول عده كـ وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” و الرئيس الايراني إلا دليل واضح وقاطع على مدى مساهمة وفاعلية سلطنة عـمان في حل القضايا والنزاعات الإقليمية والدولية.
كما وأن تمتع سلطنة عـمان بالاستقرار والأمن جعل الكثيرين من هؤلاء يرون فيها فرصةً للاستثمارات ولتوطيد العلاقات وترسيخها ، وبما يحقق الكثير من المزايا والمصالح المشتركة.
بالمختصر المفيد :
سلطنة عـمان في ظل إرهاصات الحرب الروسية الاكرانية وتفاقم ازمتي الغذاء والطاقة وتداعيات ذلك على الإقتصاد العالمي ، واتساع مخاوف المستثمرين وتزايد درجة المخاطر .. نستطيع القول هي قبلة العالم بمختلف توجهاته وانتماءاته ، وفيها يمكن توظيف الموارد والإمكانات واستغلال الفرص ، ومنها تأتي الحلول للكثير من الازمات وبطرق سلمية عادلة لا تمسُّ هذا أو ذاك..