بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

عـنـدما تخـتلـف الـزوايا..

عـائـشـة الشـحـيـمـيـة

 

عـنـدما تخـتلـف الـزوايا..

 

قد يحكم عليك شخص بأنك إنسان غير مبال، وغير مجتهد، وأنك لا تفكر إلا بنفسك، بينما يحكم عليك شخص آخر بأنك إنسان طيب وخلوق، وتحب مساعدة الآخرين، رغم أنك شخص واحد، ولكن آراء الآخرين عنك اختلفت من شخص إلى آخر، والسبب هو اختلاف الزاوية التي نظر بها كل واحد منهما.

وباختلاف الزوايا، قد لا يعطى الإنسان كامل حقوقه، وربما يضطهد ويظلم ولا يتم ترقيته في عمله، بسبب أن مديره رآه من زاوية واحدة، ولم ينظر إليه من جميع الزوايا.

أو ربما يتم ترقية شخص لا يستحق، بسبب أن المدير رأى من زاوية معينة، وهي الزاوية التي يتظاهر فيها الشخص أمامه، بأنه مجتهد ومحب للعمل وهو عكس ذلك.

نظرة المسؤول سواء في البيت أو العمل للأشخاص الآخرين من زاوية واحدة، قد تسلب حقوق وتزرع الحقد والكراهية وتهدم طموحا وترهق بدنا وتشتت فكرا وتؤلم قلبا.

وربما يكون ذلك الشخص ذا منفعة ولكن بسبب نظرتك السوداوية واضطهادك له، لم يعد مهتما في تطوير نفسه ومجتمعه، وقد تكون أنت سببا في كبت مواهبه وطمس افكاره وطموحاته.
وفي المقابل يجب على الطرف الآخر أن لا يهتم بنظرة الاشخاص له، ما دام أنه واثق من قدراته وواثق من نفسه، فلابد أن يظهر الحق يوما ما وإن طال الظلم، وعليه أن يستمر في العطاء وطرح أفكاره مهما بلغ فيها من الأسى والحزن.

ويجب علينا نحن كأشخاص، أن نرى الآخرين من جميع الزوايا وأن لا نركز على سلبياتهم ونتجاهل إيجابياتهم، فنقتل بذلك طموحهم وآمالهم، بينما لو رأينا من جميع الزوايا، فقد يحدث ذلك فارقا كبيرا في مجتمعنا، وينهض بها إلى القمة.

في الختام يجب علينا أيضا أن نرى الأمور في حياتنا من جميع الزوايا، حتى إذا خضنا معركة ما… سهل علينا التفتيش عن الإيجابيات دون التركيز على السلبيات فقط، لنستمر في القتال بكل ما أوتينا من قوة.

* من كتاب : “لقد آن الأوان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى