الإتيـكـيـت و الأسـرار..
الدكـتـورة/ هـالـة الـعـزب
خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية
الإتيـكـيـت و الأسـرار..
لكل منا أسراره وحياته الخاصة التي يجب أن ًيحتفظ بها لنفسه ولا يخبر أحداً عنها شيئا.
هكذا الأسرار الأسرية التي لا تخرج عن نطاق عدد أفراد الأسرة.
هناك مقولة تقول :
إذا ضاق صدرك بسرك فما بالك بغيرك.
ولكن لابد على حافظ الأسرار أن يكون بئراً عميقاً لا تخرج منه الأسرار مهما كانت المغريات.
أيضا لا يجب على الآخرين اجتذاب الأطفال لمعرفة أسرار البيوت حتى البسيط منها.
فيجب على الوالدين التنبيه على الأطفال أن أسرار المنزل تعتبر خاصة بالأسرة ولا يصح إفشاؤها.
لا يصح أن نسأل في أدق أمور الأشخاص كالمرتب والإرث والتجارة والعلاقات السرية.
لا يصح أيضا من صديق أو صديقة الأسئلة عن العلاقة الخاصة بين الأزواج لما فيها من خصوصية وسرية وحرمانية.
كل المشكلات تتكون من طرفين ، وكلا الطرفين لهما أسلوب حياة مختلف عن الآخر ؛ فلا يصح أبدا استخدام السوشيال ميديا لطرح المشكلات واحترام خصوصية الطرف الثاني في عدم رغبته لنشر أسراره و مشاكله و لنعلم أن من اكثر الناس شراً هم من يفشون الأسرار عند المشاكل بحجة إيذاء خصومهم.
اذا لم تستطع كتم السر فلا تؤمن نفسك على أسرار غيرك.
ودائما تذكر بأن هذا الشخص الذي ائتمنك على سره قد وضع ثقته بك وكشف ستره لك حتى تكون له واحة أمان واطمئنان فلا تخذله.
من أسرارك أيضا علاقتك بربك؛ فلا يصح إفشاء سرك والتباهي بطاعتك.
أيضا عمل الخير من أسرارك الربانية التي يجب أن تتم في الخفاء وبدون إستخدام كاميرات التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو ونشرها للتباهي على صفحات التواصل الاجتماعي.
لا تسمح لأحد بالخوض في أسرار الآخرين أمامك
ولكن بدون حدة أو إحراج، ولكن عليك الإستماع و عدم المجاراة واصطياد الوقت المناسب لتغيير الموضوع.
في بيت العيلة لا يصح أبدا أن تدخل الحماة لبيت ابنها بدون استئذان ، ولا يصح أيضا فتح الدواليب والعبث بمخصصات وأسرار زوجة ابنها.
من غير اللائق ايضا ان يكشف الزوج عن عيوب زوجته الجسمانية إلى والدته أو أصدقائه ؛ فهذا الأمر يعتبر سره هو قبل أن يكون سر زوجته.
إذا أفشيت سراً دون قصد فعليك أن تذهب لصاحب السر وتعتذر منه بشكل مباشر وتؤكد له عن ندمك عما بدر منك.
تعلم أن تكون كتوماً بقلة الكلام وذكر الله بالسر والعلن.
لا بد وأن نعلم أن مفشي الأسرار ينفر منه الآخرون خوفا من أن يعلموا سراً ويتم إفشاؤه.
إذا كان الأمر مستفحلاً يمكنك اللجوء لطبيب نفسي أو معدل سلوك لعلاج هذه المشكلة.
وأخيراً ما أروع ما قاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله : (القلوب أوعية الأسرار ، والشفاه أقفالها ، والألسن مفاتيحها ، فليحفظ كلُّ امرئ مفتاح سرِّه).