بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

يا ترى هل ستتضاعف فرحة المواطن العماني في العيد الوطني؟..

ماجـد بن محمـد الوهـيـبـي

 

يا ترى هل ستتضاعف فرحة المواطن العماني في العيد الوطني؟..

 

يسعى الإنسان في كل يوم تشرق فيه الشمس بحثًا عن الرزق كما هو الحال مع سائر المخلوقات في هذا الكون الفسيح، وما اعتمد المخلوق في رزقه إلّا على من بيده الرزق وهو الله جل جلاله.

وقد يحدوه الأمل بالفوز بالرزق المقسوم والمقدر، فقسمة الأرزاق تبدأ بشائرها منذ الصباح الباكر، ففي الليل هجوع وسكون وفي الصباح حركة ونشور وفيه المعاش الميسر والرزق المُقدر كما أسلفنا.

فهناك من يسعى إلى جهة عمله المعتادة، وهناك من يخرج باحثًا عن العمل والرزق، وهناك من يزاول مهنته ويجهل ماهية قوت يومه المرصود ، كصيد البحر مثلًا، وما يحصل عليه أصحاب سيارات الأجرة.

وهؤلاء جميعًا يخرجون بنية التوكل على الله، والعائد الذي يعودون به في آخر اليوم بالنسبة لأصحاب المهن وهو أجر يومي وأما أصحاب الوظائف الحكومية فهو أجر شهري مقدر وثابت.

وقد ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطانا. رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في “صحيحه” والحاكم ، وقال الترمذي : حسن صحيح

فالسعي مطلوب والتوكل على الله أمر محمود وفطرة جبل الإنسان السوي عليها،  إن وطننا الغالي عُمان، وطن التعايش السلمي ومرتع الأرزاق منذ قديم الزمان، وقد عرف بالعدل ومجابهة الظلم.

فقد تعاقب الأئمة العدول والسلاطين في حكم هذا الوطن العزيز، ويشهد بذلك التاريخ العماني الحافل بالأخبار والآثار.

وإن مما يتداول من الأخبار خلال هذه الأيام تزامنًا مع فرحة العيد الوطني المجيد،  بأن هناك من الأخبار ما تسر المواطن العماني الذي يحدوه الأمل بالإصلاح والتغيير، ومعالجة الكثير من القضايا التي تمس المواطن شخصيًا، وقد تكالبت عليه المحن.

والأمل يحدونا في سعي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله ورعاه، في إسعاد شعبه، والأخذ بهذا الوطن العزيز  إلى الانتعاش الاقتصادي وكفالة العيش الكريم لكل مواطن على أرض هذا الوطن

والمؤمن دومًا على ثقة بربه أولًا، ثم في ولاة الأمور، ولا يعلم الواحد منا  أين المآل وما هو المصير، ولا ينكر المواطن جهد جلالة السُلطان الحثيث في النهوض بالبلاد وانتشالها من الديون والأزمة الاقتصادية، حتى يسعد الشعب برؤية الوطن وقد تلاشت ديونه، وحينها يستحق هذا الشعب لفتة كريمة تواسي صبره.

فالباحث عن عمل يحدوه الأمل في الحصول على عمل، والمُسَرَّح عن العمل يرجو أن يعود إلى العمل، والمتقاعد من العمل قل راتبه  فهو في كدر  وملل، والذي أُحيل إلى التقاعد؛ هو الآخر يرغب في العودة للعمل، والموظف يرغب بزيادة في الراتب والأجر، وأصحاب الترقيات المستحقة يترقبون حقوقهم بفارغ الصبر، وقد انتشر غلاء الأسعار كانتشار النار في الهشيم، ولابد من حد لهؤلاء التجار،  وبمحاربة الفساد يسعد العباد وتزدهر البلاد، وهلم جرا.

فيا ترى هل ستتضاعف فرحة المواطن العماني في العيد الوطني المجيد بجديد الأخبار في هذا الحدث السعيد؟.

إن عاتق مسؤولية البلاد ليست على سُلطان البلاد فحسب؛ بل هي بتكاتف جميع العباد، فكيف يكون ذلك؟

‏حينما يأخذ القوي منا بيد الضعيف، وحينما يؤدي الغني منا حق الفقير، وحينما ينتبِهُ المسؤول منا بأنه مسؤول من قِبل الله عز وجل؛ فكم من حقوقٍ غُيِّبت وكم من مظالم ضاعت وأُهملت وكم من مناصب تسلطت على الناس وتجبرت، 

وقد آن الأوان أن تعود الأمور إلى نصابها؛ فشكوانا لله وحده وهو حسبنا ونعم الوكيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى