عندك قرش تسوى……!!
محمـد بن خمـيـس الحسـني
عندك قرش تسوى……!!
أصابت كبد الحقيقة المقولة الشعبية المصرية (عندك قرش تسوى قرش) بالفعل تحسب المواقف والسلوكيات وما نقوم به بالمال، حتى في مسألة التقدير والاحترام تحسب هكذا عنده مال وجاه هو في المقدمة ناهيك عن تهافت عبارة المدح مع مزيج من النفاق حول مكانته.
هناك من يقول هذا أمر طبيعي ومن المسلم به أن الذين معهم أموال طائلة يستطيعون فعل ما يريدون، ومسألة الاحترام والتقدير تلك تعتمد نسبيًا على تعامل الناس معهم، وهي عادات تمارس من قبل البعض لنيل اهتمام وعناية وتقدير من ذلك الغني لعله يأتي يوم ويستدين منه مبلغًا من المال.
شكلياً لا نختلف فيه ولكن مضمونًا به إختلاف، فالتقدير والمكانة والاحترام المتعارف عليه شرعاً هو التقوى والورع الذي ينتج منه التواضع وحسن الخلق ولو كان فقيرًا لا يجد قوت يومه، وهنا يقول الخالق عزوجل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ﴿١٣﴾ سورة الحجرات.
عجبًا في طبع بني البشر، يقومون بأعمال تنافي الشرع الإسلامي ويتمادون في فعلها، أعمالهم تشبه أعمال المنافقين، يمجدون الأقوى وأصحاب النفوذ والمال ويساندوهم فيما يقومون به من أفعال مهما كانت نوعها، المهم هدفهم يثبتوا ويبرهنوا لذلك القوي صاحب السلطة والنفوذ أنهم معه، وما أن يزول عنه ما يملكه من مال إلا ويتحولون للبحث عن إنسان آخر قوي الجاه والمال، ويصبح الإنسان السابق في خبر كان يهربون من حوله الواحد تلو الآخر حتى أقرباءه قد يهربون منه بل ويعايرونه، سبحانه مغير النفوس.
قالوا في الأمثال الفلوس تغير النفوس، وبالفعل هي مؤثرة وبصورة قوية بدليل أنها تجعل الأخوين يتنافران ويتباغضان بسبب أن أحدهما معه مال وجاه ولا يساعد أخاه، بل لا ينظر إليه، نعم هي حالات قليلة ولكنها موجودة.
صحيح أن المال عصب الحياة؛ فبدونه تكون الأمور مأساوية وصعبة، فاليوم نادرًا ما تجد شخص يقف جنبك في أزمتك المالية؛ حتى الأقارب يبتعدون عنك، وإن كان لديهم مال يدّعون الفقر، وأن حالهم ليس أحسن حالًا منه، وإذا أقرضك مبلغاً من المال سارع في مطالبتك بعد عدة أيام، وقِس على ذلك الصديق والزميل وبقية الناس.
فمن القائل الذي يقول المال ليس كل شيء إنها مثالية زائدة في زمن لا يعرف إلا المال فقط، نعيش عيشة حب مال عشق ذات، اللهم نفسي وما دون ذلك ففي غيابة الجُب.
هـمـسة :
هناك كثيرون من يقول الدنيا ما زالت بخير ولدينا – ولله الحمد والمنة – أناس وأقارب متعاونين ومتعاضدين مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص في الخير والشر، كلام متفق عليه لا أحد ينكر ذلك.
دعونا نعترف اعترافًا ولو خجولًا أن المادة اليوم هي رقم 1 وهي المفضلة لدى معظمنا، ولكن هذا لا يعني أن نستغني عن صلة أرحامنا وأقاربنا وأصدقائنا.
العجيب في الأمر معظمنا مسلمون ونعرف صلة الرحم وأهمية التراحم فيما بيننا ولكن لا نطبقه .. لماذا ؟!!.
الإجابة في من وجهة نظري : الخوف من نقصان ما نملك من مال بسبب ما نقدمه من مساعدات مالية وعينية، في حين أن الحديث الشريف يقول : (ما نقص مال من صدقة).
نصيحة محب (تحابوا.. تراحموا.. توادوا.. تعاطفوا.. كونوا عباد الله إخوانًا).
ودمـتـم فـي ود ..