قصص ، رواياتمنوعات

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (7)..

فـايـل الـمـطـاعـنـي

كـاتـب و قـاص

 

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (7)..

 

“عندما يجتمع المال والوسامة والنفوذ؛ لابد للمرأة أن تكون حاضرة”..
النقيب محمد الحوسني – مسقط

وأضاف العميد حمد قائلا لضباطه : أنا لا أجزم أن إحدى النساء هي القاتلة، ولكن أقول هذه من الجرائم التى تحبها الأنثى لطبيعة الأنثى وحبها للغموض والإثارة.

ولكن أنا افترض أن المرأة لها يد في هذه الجريمة ، ثم أطرق برأسه إلى الأرض ، وجذب أقرب كرسي واتجه إلى حيث يجلس المقدم سالم ، وجلس بجواره قائلاً : الحقيقة ستكون مهمتنا صعبة جداً ، فالرجل مكشوف لدينا ، يعني ٢+٣=٥ ؛ أما حواء قالها ضاحكا عندها ٢×٣=٦ ،
ثم قال وبصوت وكأنه حسم الموقف : هل فهمتم النظرية أيها الأخوة ؟.
وحينها أجاب الجميع بالإيجاب ، وأردف العميد حمد قائلاً : سؤال يحيرني ، لماذا وضع القاتل الجثة في طريقنا لكي نكتشفها بهذه السهولة ، وكان الأجدى به ترك الجرعة القاتلة تقوم بمهمة إرسال عبدالعزيز إلى السماء دون إزعاج من أحد ؟؟!! ، وكان الأمر سيبدو طبيعياً ، وكأنه مات بالسكتة القلبية ، وساعتها لن يشك أحد بوقوع جريمة ، وبالتالي لن يطلب أحد تشريح الجثة ، وحينها يفلت المجرم من العقاب !!.

وسكت فجأة ثم قال : يا ترى ؛ لماذا افتعل المجرم هذه الحركة ؟؟!!.

وكان النقيب محمد يجلس بجوار النقيب منى فهمس لها قائلاً : ماالذي يقصده العميد بتلك النظرية التى قالها ؟ وأكمل ضاحكا الحقيقة لم أفهم القصد من تلك المعادلة.
فضحكت منى ثم قالت : يقصد أن الرجل بسيط ، وبالتالي نظرته للأمور بسيطة بلا تعقيد ، ولكن المرأة لها فلسفتها الخاصة في تعقيد الأمور.

وهنا ضحك محمد وقال : شكل القضية فيها بالفعل امرأة ؛ القتيل وسيم ، وذو مركز مالي مرموق ، وبالتالي لابد أن تكون المرأة مكملة لهذا المشهد.
حينها قالت النقيب منى : ربما كلامك صحيح.

★★★★★

فيلا عبدالعزيز..

أخذت منى تفكر بهذه القضية التى أتت تمشي برجلها إليها ، وأخذت تردد قول العميد حمد : لماذا وضع القاتل الجثة في طريقها ؟!!.
أقصد لماذا لم يترك عبدالعزيز يموت في فراشه ؟!!
لماذا حمله وتركه يكمل موته خارج منزله ؟؟!!.
الصدفه الغريبة بيت عبدالعزيز بجوار بيت هدى. المسكينة ليس لديها خبر.

آه هدى نسيت أنا في خضم الأحداث ، حبيبتي هدى سأذهب للاطمئنان عليها هذا المساء ؛ مسكينة كانت تبحث عن حبيبها في كل بقاع الأرض ولا تدري أن حبيبها على بعد أمتار منها ، والله حكايتها غريبة لا قادرة تبكي على حبيبها وترثيه مثلما يفعل الأحبة ، ولا قادرة تخبر أحداً أنه غدر بها ورحل دون أن يترك لها حتى ورقة اعتذار ، أو يوضح لها موقفه ؟؟!.

سأذهب لأراها ، وبعد ذلك آخذ جولة أنا وهي حول بيت عبدالعزيز لعل وعسى نلمح القاتل.
ألا يقولون : إن القاتل يحوم حول ضحيته ؛ أم أن هذا الكلام فقط عند الأوربيين ؟ ، والقتلة الذين عندنا فقط يقتلون ويهربون.

جلست الصديقتان تتبادلان أطراف الحديث ، وقد فرحت منى عندما رأت صديقتها تتعافى من وجعها ، كما شجعها على طلب مرافقتها التجوال خارج المنزل دون أن تخبرها بهدفها الحقيقي للتجوال ، وعند وصولهما إلى الفيلا رقم ٦ أشارت هدى لصديقتها قائلة : هذه فيلا صديقتي منال بنت غازي ، ولكن للأسف لم تسكنها لحد الآن ، جحظت عينا منى من تلك المعلومة ، وكادت صرخت بصوت عال قائلة : يا إلهي هذه فيلا عبدالعزيز !! ؛ مستحيل !! ؛ العميد حمد معلوماته دقيقة ، ولا يمكن أن يغلط بهكذا معلومة !! ، ولكنها ابتسمت لصديقتها ، وقد افتعلت الدهشة قائلة : صديقتك منال ؟!! ؛ غريبة لم تحدثيني عنها !!.

هدى وهي تحاول أن تتذكر : لقد تعرفت عليها منذ فترة قريبة ، حينها أنت كنت في مهمة أظن قلت لي : إنك ذاهبة إلى تونس* – أتذكرين ؟.
وهنا أجابت منى ضاحكة : نعم عندما أخبرتني بأن عرسك قد تأجل ، وهنا بكت هدى بشكل هستيري وأخذت تبكي قائلة : نعم نعم ؛ كان العريس عبدالعزيز ، وخافت منى من ردة فعل الناس عندما يشاهدون هدى تبكي ؛ فقالت لها : تعالَيْ نعود إلى المنزل.

يتبع…

“يا ترى من هي منال بنت غازي – مالكة الفيلا التي تدور حولها الأحداث ؟!! ، وما مدى صحة معلومة العميد حمد الشميسي ؟!!.

كل هذه الإثارة ستجدها عزيزي القارئ من خلال هذه القصة :
(جريمة على شاطئ العشاق) ؛ تقرأ وكأنك تشاهد أبطال القصة”..

 

* اغتيال عائشة ؛ جريمة حدثت في تونس ، وطلبت الشرطة التونسية المساعدة من العميد حمد ورفاقه..
القصة ضمن المجموعة القصصية “جريمة على شاطئ العشاق” للمؤلف..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى