ماجد بن محمد الوهيبي

محـطـات وعـبـارات.

‏إلى تلك الأرواح التي تحتضن الصباح، إلى تلك العيون التي ملؤها السكون، إلى تلك القلوب التي تُسبح الله عند الشروق وفي وقت الغروب.

طيب الله أرواحكم وقر أعينكم بالرضا والسرور، وعمر قلوبكم بالذكر والشكر والإيمان.

كم تشتاق الروح إلى تلك الأرواح التي فارقتنا إلى ربها، ورغم الفراق إلا أن الشوق يعصف بنا بين الفينة والأخرى.

فإلى أمي الحبيبة التي أفنت عمرها وبذلت شبابها واستنفدت صحتها في سبيل إطعامنا و تربيتنا وتعليمنا والسهر طوال الليل بقربنا، فكانت لا تنام حتى ننام لتطمئن على أحوالنا .. جمعنا الله بكِ في الفردوس الأعلى ورزقك الحُسنى وزيادة.

وإلى أبي ذلك الرجل العظيم الذي لم يدخر جهدا في توفير السعادة لي ولسائر إخوتي وأخواتي والسعي منذ الصباح الباكر وحتى الغروب، فكان لا يشبع حتى نشبع ولا يسعد حتى نسعد ، وحينما نمرض كان لا يهدأ حتى نشفى ونبرأ، فيا أيها الرجل العظيم رزقك الله الفردوس الأعلى والنعيم المقيم.

إلى أساتذتي وأشياخي وكل قريب وبعيد من الأحياء والأموات إلى من كان له الفضل عليّ وفي الأخذ بيدي لطريق الهدى والصلاح ولخدمة الناس ، وفي دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وخدمتهم بالكلمة الطيبة قبل المعاملة الحسنة، جمعنا الله وإياكم أيها الأحبة في مستقر رحمته ودار كرامته.

الحياة الطيبة تحتاج كلمة طيبة وعملًا طيبًا وسيرة طيبة، فلماذا نحيد عن الطيب إلى الخبيث، وهل انعدم الطريق الطيب من الوجود كي نسلك
الطريق الخبيث؟
هي محطات وكلمات، فلنحسن عبور المحطات ولنترك فيها الطيب من الكلمات ، ولنقول للناس حُسنًا فتلك هي الكلمة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة.

فالحياة تحلو بذكر الله وتقديس نور الله، وبه تطمئن القلوب وبتطبيق شرعه وما أنزل من الحق يسود العدل وينتفي الظلم ويزول، فلا راحة في المعاصي وظلم الأنام ، والمرء مرهون بما عمل والله عزيزٌ ذو انتقام.

ومن تلبس بشيءٍ من الظلم فليتخلص منه قبل فوات الأوان ليهنأ في الحياة الدنيا قبل الآخرة وحتى يكون من العذاب في أمان، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة وعاقبته ذلٌ وخسران.