لماذا لا نتعلم الدروس من أخطائنا ؟؟!!..
محمد بن خميس الحسني
لماذا لا نتعلم الدروس من أخطائنا ؟؟!!..
الإنسان بصفة عامة نادرًا ما يتعلم من أخطائه وهذا الندرة تكون محدودة جدًا، فهناك الكثير منا يخطأ في أمور جسيمة في حياته ويعاهد نفسه أمام – الخالق عزوجل – إنه لن يعود ليكرر ما اقترفه من أمور سيئة وغير صحيحة، والتعهد هذا يكون أثناء أزمته وما أن يمر بفترة سلام أي تكون أموره طيبة يرجع مثل السابق وربما أكثر وهنا صدق الخالق عزوجل عندما قال في محكم كتابه الكريم (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ).
آية صريحة وواضحة تدل دلالة قطعية على أن الإنسان ما زال مستمراً في ارتكاب أعماله السيئة، هنا لا نقول لا نخطأ ولا نرتكب المعاصي والذنوب أو أن الغلط ممنوع الإقتراب منه، إنما نقول لماذا الإصرار على الخطأ والاستمرار فيه ولا نرجع عنه إلا عند حلول المصيبة أو المشكلة.
هناك الكثير منا من مر بتجارب صعبة ومنهم من علمته الحياة أهمية المضي في طريق الصواب ورغم ذلك يخوض مع الخائضين عندما يفرج همه وتحل مشاكله.
دوامة ندور فيها ليس لها بداية ولا نهاية ولا نريد أن نتوقف عنها إلا عن طريق الوقوف الإجباري عندها نتوقف لبرهة من الزمن لحين النجاة من سبب الوقوف المفاجئ الاضطراري.
هناك من يقول إن الحياة تعلمنا الكثير من التجارب ونستفيد منها، ولكن استفادة تصب فقط في جانب واحد، جانب الإعتدال والرجوع عن الخطأ فقط وقت حدوث المعضلة.
هـمـسـة..
ما الذي يحدث لنا ؟ لماذا الاستمرار في سياسة أغلط أستغفر أو أتوب؟
نعم هي حكمة من الخالق في تشريع باب التوبة وجعله مفتوحًا في كل وقت وحين، ولكن هذا لا يعني أن نعيش ونتعايش مع وضع حل المشكلة بالتوبة ولا يعني التعمد في المضي على هذا النهج.
السبب من وجهة نظري هو تكرار الأخطاء أو المشاكل من وقت لآخر هو حبنا للحياة وتعلقنا بها يجعلنا نعمل هكذا، فالعدول عن الأخطاء من أول مرة أو من عاشر مرة أمر صعب جدًا وخاصة عندما يتعلق الأمر بملذات حياتنا الدنيوية.
وهناك أعمال غير صحيحة؛ تكرارها يؤدي إلى الهلاك وفي هذه الوضعية يظل ذلك الشخص صاحب العمل السيء طيلة فترة الهلاك يدعو ربه بحل مشاكله وأنه سيتوب توبة نصوحة لا رجعة فيها.
هنا في هذا الموقف سيتعدل بعد إنفراج أزمته الطويلة، فما الداعي يا ترى لأن نعرج في السلوك المعوج ونبتعد عنه فقط عند الوقوع فيه.
وقوف مؤقت ومواقف متكررة والنصح والإرشاد من جانب، ودروس الحياة من جانب آخر، ولكن دون جدوى تذكر إلا ما رحم ربي.
فيا ترى متى سيحين وقت التوقف عن تكرار الأخطاء والمشاكل خاصة الجسيمة؟.
دمـتـم فـي ود..