صلالة/ العُمانية/ أصـــداء
بلغ إجمالي عدد الطيور الغازية التي تم القضاء عليها في محافظة ظفار منذ بداية الحملة الوطنية لمكافحتها في ديسمبر 2022 حتى نهاية نوفمبر 2024 أكثر من 148 ألفًا و420 طائرًا غازيًا، منها (81348) طائرًا من نوع المينا، و(67072) طائرًا من نوع الغراب.
وتواصل الحملة الوطنية لمكافحة الطيور الغازية، أعمالها الميدانية التي تنظمها هيئة البيئة، بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة، والمجتمع المدني، بعد تسجيل مؤشرات زيادة أعداد هذه الطيور في المدن والمناطق التي تنتشر فيها بكثافة.
وقال خالد بن أحمد حاردان رئيس قسم الدراسات بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ هذه الطيور الغازية (المينا، والغراب الهندي) تعد دخيلة على النظام البيئي، وتتميز بسرعة التكاثر والانتشار، ومنافستها للطيور المحلية على الموائل والغذاء مبينًا أن الحملة الوطنية لمكافحة الطيور الغازية جاءت بناءً على نتائج المسوحات الميدانية وأماكن انتشار هذه الطيور في عدد من ولايات المحافظة، شملت صلالة وطاقة ومرباط وسدح وثمريت ورخيوت.
وأوضح أن الطيور الغازية لها تأثير مباشر على التنوع الأحيائي، وتُحدث خللًا في التوازن البيئي بعد خفضها لأعداد بعض هذه الكائنات، والقضاء على أخرى نتيجة المنافسة والتغذي عليها، إلى جانب أضرارها الاجتماعية، وتأثيرها السلبي على المحاصيل الزراعية وبعض أنشطة الصيادين بالإضافة إلى نقلها لعدد من الأمراض إلى الكائنات الحية الأخرى، وكذلك الإنسان، كونها تحمل مسببات الأمراض البكتيرية والفيروسات دون تأثرها بسبب احتوائها على جهاز مناعي قوي.
وحول الآليات والطرق المعتمدة لمكافحة الطيور الغازية، بيّن رئيس قسم الدراسات بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار أن عملية القضاء على تلك الطيور الغازية تتم من خلال الصيد باستخدام الأقفاص، والموائد المعزولة التي تتكوّن من سياج “حظيرة” بطول (5 × 6) أمتار مربعة، مفتوح من الأعلى، يتم تزويدها بالطعوم المفضلة دوريًّا، بحيث تعمل على استقطاب الطيور الغازية خلال فترة مكافحتها بالسلاح، ومنع نزوحها خارج أماكن المكافحة، بالإضافة إلى التعامل مع الأعشاش خلال موسم التكاثر، أو الإطلاق باستخدام السلاح الهوائي.
وأكد أن المرحلة القادمة تتطلب الاستمرار في بذل المزيد من الجهود والتنسيق المستمر مع الشركاء، والمكافحة في الأماكن التي لا تزال بؤرًا، حرصًا على ما تم إنجازه، وصولاً للهدف العام وهو القضاء على هذه الطيور الغازية.
جديرٌ بالذكر أن هيئة البيئة قامت بدراسة سلوك طائر “المينا” والغراب الهندي؛ بهدف إيجاد حلول وطرق لمكافحة انتشار هذه الطيور الغازية والحد من أضرارها على البيئة والإنسان من خلال تشكيل فريق عمل بحثي يضم مختصين من الهيئة ومختلف الجهات البحثية والأكاديمية، لدراسة سلوكيات هذه الطيور، والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال المكافحة، وإعداد دراسة عن آثارها وأضرارها على مختلف الجوانب البيئية والاقتصادية والصحية.
