بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

انقطاع الكهرباء المفاجئ .. لعلّنا نعتبر..

حـمـد الـنـاصـري

 

انقطاع الكهرباء المفاجئ .. لعلّنا نعتبر..

 

أثار موقف صحيفة القبس الكويتية والتي تُعتبر من أكثر الصحف شعبية ونشاطا في الكويت استياء واسعا من قِبل مستخدمي مواقع التواصل في سلطنة عُمان وتباينت أسباب ردود أفعال المستخدمين على الصحيفة، على خلفية تصريح وكيل وزارة الكهرباء والماء بدولة الكويت الشقيقة، م. خليفة الفريج الذي قال : “إن الكويت زودت سلطنة عمان بـ ١٠٠ ميغاواط عبر شبكة الربط الخليجي، وذلك لمدة ساعة كاملة”، وأضاف الفريج لـ القبس : “إن المساهمة الكويتية جاءت بعدما تعرضت شبكة الكهرباء في السلطنة لخلل أدى لفقدها ٣٨٠٠ ميغاواط ترتب عليه انقطاع الكهرباء عن عدد من بعض مناطق السلطنة”، مُضيفاً : “أن الربط الخليجي يؤمن لدول المنظومة تجاوز أي خلل تتعرض له الشبكات المحلية في أقل وقت ممكن”.

ومما لا ريب فيه، أنّ هيئة الربط الخليجي لدول مجلس التعاون لعام ٢٠٠١م أنشئت كشركة مساهمة لربط البنى التحتية للدول الأعضاء على مستوى الكهرباء والماء، وقد استفادت الكويت من بروتوكول التعاون الخاص بالهيئة عدة مرات، إذ جرى تزويدها بالكهرباء للحفاظ على استقرار الشبكة وقت الأزمات، كما ساهمت الشبكة الكويتية بالمثل في تزويد عدد من شبكات الدول الأعضاء بالطاقة اللازمة، والسلطنة انضمت إلى شبكة الربط الخليجي في عام ٢٠١٤، وكان الهدف الرئيسي من شبكة الربط الخليجي، هو تزويد دول الخليج بالكهرباء في حالة الطواري، كما حدث في السلطنة، ولكنّ “صحيفة القبس” ارتأت التشهير بالسلطنة واعتبرت ذلك التعاون؛ منّة من الكويت على السلطنة؛ بَيْد أن شبكة الربط الخليجي هي كسوق مفتوح وفوري لبيع وشراء الكهرباء والسلطنة كواحدة من الدول المُشتركة أو المنضمة إلى هيئة شبكة الربط الخليجي، تبيع وتشتري عن طريقه.

ووفق بيانات صادرة عن الهيئة فقد أسهم الربط الخليجي في تحقيق وفورات للدول الأعضاء قدرت بنحو ٣ مليارات دولار خلال السنوات العشر الماضية، كما حال دون حدوث قرابة ٢٠٠٠ انقطاع للتيار في الدول الأعضاء.

وفي الحسابات المادية والاحصائية فمئة ميغاواط لساعة لا تعادل اكثر من اثنان بالمئة من حاجة السلطنة وقتها ولمدة ساعة واحدة علما ان اصلاح الخلل وعودة الامور الى طبيعتها استغرق اكثر من ٢٤ ساعة في بعض المناطق وعلما ايضا ان تلك الساعة تم دفع ثمنها بمبلغ وقدره …، وهي ليست مساعدة مجانية.

إن مجتمعنا العماني يؤمن ويعتقد يقينا أنه يجب وحسب العادات والتقاليد العريقة ألا يمن على شقيق او صديق مد له يوما يد المساعدة فكيف بسلعة تم دفع ثمنها بالعملة الصعبة!!، ورغم تلك الهفوة التي نود أن نعتقد أنها غير مقصودة فنحن وأشقائنا في الكويت جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

أما بالنسبة للانقطاع المفاجئ فانه قد كشف لنا سلبيات مؤثرة منها عدم وجود او عدم جاهزية خطوط طوارئ للطاقة الكهربائية لتغذية المواقع الحيوية خاصة مثل المطار ومحطات المياه فحدث ما حدث في المطار اضافة لعدم جاهزية المولدات الاحتياطية لتلك المؤسسات المهمة وعدم فعاليتها اضافة الى رد الفعل البطئ من قبل كوادر الكهرباء تجاه أزمة بهذا الحجم ذاق وبالها المواطن.

من المتعارف عليه أن تكون هناك خطوط بديلة وخطوط طوارئ ومولدات احتياطية اضافة للخطوط الرئيسية للطاقة الكهربائية و ما حدث يدل أن كل تلك الخيارات لم تكن متوفرة او على الاقل غير جاهزة وهذه غلطة لا تغتفر خصوصا في واجهة البلد وهو المطارات والموانئ.

الـخـلاصـة..

ورغم ذلك فأنا أحيي الجهود التي بذلتها كوادر الصيانة والعمل الجبار لاصلاح العطل أتمنى وأرجو دراسة اسباب حدوث ذلك العطل أو أي أعطال أخرى متوقعة أو غير متوقعة؛ لأن الطاقة الكهربائية أصبحت عصب الحياة والاقتصاد لكل الدول، وفقدانها ولو لساعات يؤدي إلى خسائر كبيرة على كل الأصعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى