هل عشتم مأساة التأخير في الحدود ؟؟!!..
حبيب بن مبارك الحبسي
هل عشـتم مأساة التأخير في الحدود ؟؟!!..
تعلمنا في الدراسه القدر المشترك، والروابط بين دول الخليج، وحفظناها، وكنا نتخيل تجسيدها في أرض الواقع، ولكن عندما كبرنا لم نجد أثراً لذلك في الواقع !! فلماذا إذن علمتمونا ذلك .. طارت بنا العقول والنفوس طربا حينما صاغ لنا الشعراء ملحمة المصير المشترك، وتغنى بها المستنفعون ورددناها؛ لعلنا نجد ذلك الحلم ولكننا لم نجد حتى الأثر !! إذن لماذا كنتم تغسلون أدمغتنا بها طرباً ورقصاً وتهليلاً؟!.
نحن كشعوب خليجية لنا الشعارات البرّاقة وترديد الهتافات ولنا الرقص ودق الطبول، ولكن أليس لنا أن نعبر ونتنقل بدون تأخير وتوقيف لساعات طوال ؟!
كمواطن خليجي لا يهمني ولا أزاحم من أجل الحصول على مناصب ومكاسب؛ أريد فقط خدمة ممارسة أبسط حق كإنسان يستطيع عبور أجواء خليجية بدون تأخير.
لا يعقل في دولنا الخليجية أننا لم نبحث كمظلة تتيح للمواطن الخليجي إنهاء إجراءات دخوله لباقي الدول في يسر، ووقت سريع في ظل ما يشهده العالم من تنامي في التقانه .. أرجوكم كفانا شعارات !!؛ المعاني أصبحت لدينا مجرد حروف دلالاتها بلا قيمة!!.
لم أستوعب أن نمكث كمواطن خليجي في التنقل عبر مراكز الحدود البرية ساعات في الإنتظار تربو على العشر ساعات من أجل التصديق على الجواز في حافلة عدد ركابها معلوم للجميع.
مع ما يترتب على هذا التأخير من إنهاك المسافر، وتحمّله مشقة السفر، ناهيك عن عدم وجود أماكن كافية لأفواج المسافرين، وعدم وجود مطاعم ومحلات تسوق وأماكن مهيأة لهذا الغرض.
هذه صور من معاناة واقعية عشنا فصولها إلى هذا اليوم رغم تقدم العمر بنا وتقدم الأجهزة والأدوات التي تسخر وتوظف لخدمة الإنسان.
كشعوب خليجية خدرتنا الأهازيج والكلمات والألحان وكأننا نطير من المنافع التي تسهل لنا؛ لكننا صحينا أن هنالك بعد لم يتحقق على أرض الواقع.
كنا نحلم ان يكون هنالك ربط بين ألأجهرة الأمنية لدول الخليج العربية في التنقل بدون أن ننزل من الحافلة، ونشعر كأننا في وطن واحد .. مجرد أن تدخل بياناتكم في مراكز الدولة يكون معمّم على كل المراكز الخليجية أسوة بالدول الأوربية الأخرى،
أو على الأقل النظر لأصحاب الحملات بأن يتوجهوا لمراكز الشرطه لإدخال بيانات المسافرين، وعندما يصلون للحدود تكون الأمور سهلة ولا تأخذ هذا الوقت الذي ينهك نفسية وصحة المسافر، وينتابك شعور لو لم تأتِ
مع هذا الاختناق الذي نتكبده في السفر، نشعر بالامتعاظ ويجبر المسافرون بالنزول من الحافلة والإتيان بالكلاب البوليسية لنشاهد هذا الموقف، ومن ثم يطلب من المسافر المسكين المغلوب على أمره بتحميل حقائبه وأغراضه من جديد في درجة الحرارة بعز الصيف ألا توجد أجهزه أو قنوات تتيح التسهيلات وتكشف كل شيء بدلاً من هذه المعاناة.
لم نشعر بكرامتنا كإنسان لمواطن الخليجي الذي ذوبته ألحان الكلمات، وتاه في منزلق الإنتاج الاعلامي راحة في ذلك.
هل نرى في القريب العاجل تحركاً يعطي للمسافر الخليجي مع الحملات عبر الرحلات البرية ميزة ؟ أم يحتاج لنا سنوات ودراسة وجهد ووو ؟! أم سيظل الحال هكذا من يريد أن يعبر عليه أن يتحمل هذا الوضع ؟!.
لأننا نريد أن نعبر الحدود ونشعر كأننا في وطن واحد، ونختزل الوقت والجهد لنشعر بكرامة العبور والحقوق الانسانية.
لا تعرف قيمة هذا التأخير الممل لساعات طوال والمعاناة والهم إلا إذا مررت بأحداثه وتجرعت مرارة هذا الشعور.
مكسب كبير أن تنتقل هذه الأفواج من البشر عبر حافلات فيها من المكاسب الكثير للدولة المزارة.
ولكن يحتاج إلى تقييم، ولو أضعف الإيمان وضع صندوق للاقترحات أو موقع أو رابط إلكتروني يطلب منك إبداء الرأي في تقييم الخدمات ريما يكون هذا حلما لواقع في يوم ما.