التوتـر في العـمل .. وكيفـية التـعامل معـه..
خالـد عـمـر حـشـوان
التوتـر في العـمل .. وكيفـية التـعامل معـه..
التوتر في العمل هو حالة من الشعور بالضغط الزائد والاضطرابات والإجهاد وعدم التوازن في العمل، مما ينعكس سلبا على حياة الإنسان وحالته النفسية والبدنية والسلوكية ويؤثر في أداءه ونظرته المستقبلية للعمل إذا لم يستطع التعامل معه بطريقة مثالية تساهم في تجاوز هذا التوتر والقضاء عليه.
أعـراض التـوتـر فـي العـمـل..
تظهر أعراضه على الإنسان بعدة أشكال كالقلق والعصبية وصعوبة في التركيز وصعوبة في أخذ القرارات وفقدان للشهية واكتئاب وإرهاق وإحساس برغبة في الانعزال، وقد تظهر أعراض فسيولوجية مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم أو الصداع أو اضطرابات الجهاز الهضمي وتذبذب في وظائف القلب.
أنواع التوتر في العمل..
تنقسم أنواع التوتر لأربع أقسام حسب شدته وهي:
أولاً : التوتر عالي الشدة..
ويقع نتيجة التعرض لصدمات كبيرة في العمل كالفشل الذريع أو الخسارة الكبيرة غير المتوقعة.
ثانياً : التوتر الشديد..
ويحدث بسبب بعض التغيرات الطارئة للإنسان مثل تغيير العمل أو السفر للعمل في مكان آخر.
ثالثاً : التوتر المعتدل..
هو توتر طبيعي ويحدث بسبب المشاجرات والنزاعات في العمل أو المنزل والتي لها تأثير في العمل.
رابعاً : التوتر الطفيف..
ويحدث بسبب تغيرات خفيفة وبسيطة على حياة الإنسان الروتينية الطبيعية.
أسباب التوتر في العمل..
هناك أساب كثيرة للتوتر ونختار لكم أهمها وأكثرها تأثيرا وهي:
* صعوبة أداء الأعمال أو عدم القدرة على أدائها وتراكم المهام وزيادتها أو التأخر في أدائها.
* الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم كفاية المدخول المادي من العمل وكثرة الالتزامات والمصاريف.
* سوء العلاقات في العمل بين الموظف ومديره أو الموظف وزملائه أو حتى العملاء وانتشار الأجواء السلبية.
* عدم حصول الموظف على تقييم عادل أو انعدام الدعم والتشجيع والمكافآت المادية والمعنوية في مقر العمل.
* زملاء العمل السلبيين والمحبطين وتأثيرهم وإزعاجهم والمضايقات المستمرة منهم في العمل.
* انعدام الأمان الوظيفي في العمل وبيئة العمل غير الملائمة للموظف أو العمل الروتيني الممل.
* المشاكل الاجتماعية والتي يمتد تأثيرها لمقر العمل بسبب عدم القدرة على الفصل والموازنة بينهما.
كيفية التعامل مع التوتر في العمل..
* إعداد قائمة بمهام العمل اليومية حسب الأولوية والأهمية والالتزام بها مع إدارة الوقت وتنظيمه.
* العناية الذاتية ونمط الحياة الصحي والمنتظم من ناحية الغذاء وممارسة الرياضة باستمرار والعادات السليمة.
* محاولة الوصول للمشاكل المسببة للتوتر في العمل بمصارحة المدير أو الموظفين ومناقشة حلول لها وتنفيذها.
* الحصول على استراحات قصيرة في العمل لشحن الطاقة وإعادة التركيز وسرعة الإنجاز وتطوير مستوى الأداء.
* البعد عن مشروبات الكافيين والتي تزيد من التوتر والقلق وقلة النوم وزيادة معدل ضربات القلب في العمل.
* الموازنة بين الحياة العملية والاجتماعية بالفصل بينهما وعدم الربط والتفكير فيهما معا في آن واحد.
* الصراحة في عدم قبول مهام العمل الزائدة وعدم المجاملة على حساب النفس، وطلب المساعدة عند الحاجة.
* تسليط الضوء على الأمور الإيجابية في العمل والبعد عن السلبية وتعزيز علاقات العمل بالحوار والنقاش البناء.
* الاعتماد على شبكة دعم قوية من الأهل والأصدقاء والأقرباء يمكن اللجوء لهم في الأوقات الصعبة لتخفيف التوتر.
* في حالة استمرار التوتر بعد هذ الخطوات، يفضل تغيير العمل لبيئة أفضل تساهم في البعد عن التوتر وآثاره.
الفوائد الصحية للتوتر المعتدل (النوع الثالث)..
ذكر موقع “بولد سكاي” المعني بالصحة عدة فوائد للتوتر المعتدل وأهمها : تحسين القدرات العقلية – تقوية الذاكرة – تعزيز الطاقة وعمل الدماغ – تحسين المناعة على المدى القصير – تعزيز الثقة بالنفس – تعزيز قوة تحمل الضغوط العصبية.
وأخيرا وليس آخرا، على الرغم من أهمية العمل للإنسان إلا أنه في كثير من الأحيان قد يكون مصدرا رئيسيا للتوتر في الحياة للأسباب التي تم ذكرها سابقا، وقد يكون هذا التوتر متواصلا بسبب إهماله وعدم الاهتمام بعلاجه ومكافحته لأنه مشكلة مستمرة ولا يتوقف ظهورها خاصة في زمن السرعة والتقدم التكنولوجي الذي نعيشه هذه الأيام، لذلك على الإنسان أن يعرف كيفية التأقلم مع هذا التوتر والتصدي له والتعامل معه بالطريقة التي تناسبه بصبر وتحدي وعزيمة وإصرار على النجاح مما يكسب الإنسان خبرة في التعامل مع التوتر بكافة أشكاله وأنواعه.