عن العدو الصهيوني وسبل مواجهه التطبيع..
وافــي الـجـرادي
صـحـفــي ومحـلّـل يمـني
عن العدو الصهيوني وسبل مواجهه التطبيع..
إن الكيان الصهيوني مهما صوّر وسوّق نفسَهُ ، ومن وراءه أمريكا بأنه حامل لرسالة السلام مع العرب لا يعدو غير خصماً لذواتنا ولفكرنا ولآمالنا ولطموحاتنا ولأرضنا ولمقدساتنا، مهما حاول ان يظهر نفسه كحامي حمى العرب إلا أنه ابشع وابغض كيان نعرفه وتعرفة الأجيال جيلاً بعد جيل مهما تعددت وسائل الترويج له هنا وهناك.
الكيان الصهيوني ومنذ 74 عاماً لا يكاد يمر يوماً إلا وهو يرتكب جرماً ،ويزهق روحاً ،ومع هذا يريدون منا التسامح والتصالح معه، يريد منا أن نتناسى كل المواجع والأحزان التي ارتكبها ولا زال يرتكبها بحق ابناء الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر.
إن إجرام النازية الصهيونية بحق الفلسطينيين لا يمكن مقارنتها بأي ضحايا حول العالم، ولا يمكن اطلاقاً التسامح معها او تطبيع العلاقات معها، بل يجب أن تلقن دروساً في المقاومة والعزة والإباء، يجب أن تواجه بكل الوسايل والإمكانات المتاحة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إذاً ونتيجةً لمحاولات اعداء الأمة العربية والاسلامية لان يحظى هذا العدو المارق بقبول وترحيب في أوساطنا فمن المهم أن نضع السبل والامكانات المناسبة للحيلولة دون ذلك، ف الشعب الفلسطيني وتضحياتة الجـسام لا ولن تمر هدرا، بل يجب المضي قدماً صوب أن ينعمَ الفلسطينيين بحقهم في الارض والأمن والاستقرار، وأن يعيشوا أُسوةً ب الشعوب الأخرى دون إرهاب وتمييز عرقي كما هو حالهم اليوم في ضل بقاء المحتل الصهيوني.
إنّنا حين نتحدث عن الصيهونية ك نازية هي في الحقيقة اصلاً من اصولها وولدت من رحمها وما مسلسل القتل والاختطاف والتعذيب ومصادرة الاراضي والممتلكات إلا سلوكها ومشروعها القذر ودليلُ واضح على مدى تاريخها الدموي الذي لم ولن يُغفرْ.
حيث يقول المؤرخ أرنولد توينبي في هذا الشأن : “الحقيقة أن جرائم النازية ضد اليهود، أقل إنحطاطاً من جرائم اليهود ضد الأبرياء العرب”.
إن الإرهاب الصهيوني بحق فلسطين وشعبها العربي المسلم ومنذ عام 1948 وحتى اليوم لم يستهدف الشعب الفلسطيني واراضيه وممتلكاته فحسب بل أنه إرهاباً استهدفَ كل العرب والمسلمين وإن دفع الفلسطينيين الثمن الأكبر في ذلك، لم تأتي قوافل اليهود المهاجرين من المانيا وروسيا وبريطانيا وامريكا الى الاراضي الفلسطينية لإحكام القبضة عليها، والتحكم بمواردها فحسب بل أتت لتمارس الإبادة والتنكيل بحق الفلسطينيين اولاً ونشر الارهاب وسمومه في شتى بقاع عالمنا العربي والاسلامي، وما مسلسل الانقسامات الطائفية والمذهبية، والصراعات البيّنيّة والحروب، والإنحطاط الاخلاقي، وتزييف الوعي الجماهيري، وتمييع الشباب إلا ادوار ومهام قامت وتقوم به الصهيونية في اوساطنا مستغلةً بذلك ضعف الأنظمة العربية والاسلامية وارتهانها للقوى العظمى الحامي الرئيس لمشروع الصهيونية ومخططاته الشنعاء على أمتنا العربية والاسلامية.
كما اسلفت قامت اسرائيل ولا زالت بدور كبير ورئيس في تفتيت وتقسيم الشعوب العربية، وتغذية الصراعات والخلافات البيّنيّة وذلك من خلال اللوبي اليهودي الذي يقبض السيطرة على صنع القرار في امريكاء، هذا اللوبي سخّر كل الجهود والامكانات لضرب العرب بعضهم البعض، وتحت يافطات نشر الديمقراطية والشفافية، والتدريب والتأهيل، وغير ذلك من المسميات التي روجها ويروجها ويسوقها النظام الإمبريالي وصولاً الى دعم طرف ضد طرف واحيانا دعم الطرفين وبشكل سري عن الطرف الاخر وكل هذا لأجل تفتيت وتشرذم الدول ليسهل بذلك احكام السيطرة على قرارها وتوجيهها وفق ما يخططونه.
لقد كان العداء للصهيونية في اشده قبل نحو 30 عاماً ، والقضية الفلسطينية تحتل حيزاً كبيراً في اهتمامات العرب والمسلمين وشغلهم الشاغل ما جعل من قوى الاستعمار الغربي والصهيوني امام مواجهه العرب والمسلمين ولأجل تجنب خوض الحروب المباشرة واستنزاف القدرات المادية والبشرية لليهود عمدو الى وضع الخطط الرامية لإضعاف الموقف العربي والاسلامي تجاه القضية الفلسطينية من خلال تبني خطط تقسيم وتفتيت الدول العربية واقحامهم في صراعات بينية تستنزف قدراتهم وامكاناتهم وصولاً الى طمس القضية الأم وفرض الكيان الصهيوني ك دولة يجب على الدول العربية التطبيع معها وفتح اسواقها وتسليم مواردها كما هو مخططاً اليوم لتتويج اسرائيل القوة الاكبر في الشرق الأوسط
تمزيق الوطن العربي لم يكن أيضاً هدفاً تقوده اسرائيل فحسب بل ان قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي لعبت دوراً فيه وللحيلولة دون تحقيق وحدة عربية ،وحالياً تعمل الامبريالية العالمية (امريكا) ليل نهار لخدمة المشروع الصهيوني وتثبيت دعائمه، وحمايته فبرغم العلاقات الاستراتيجية لامريكا بدول في المنطقة كالسعودية التي تغدق مليارات الدولارات للخزانة الامريكية ، والتباهي بتاريخية العلاقات إلا أنها ابقت السعودية مجرد حليفاً استهلاكياً وتمنعه من استثمار كل موارده وثرواته ، بل واقحمته في حرب اليمن وفي دعم جماعات مسلحة في العراق وسوريا وليبيا لاستنزافه مالياً واضعافة من الداخل ، وهكذا عملت بكل حلفائها في المنطقة ؛ باستثناء اسرائيل التي تولي اهتماماً اكبر بها وتمّولها وتمكنها أن تصبح القوه الأكبر في الشرق الأوسط ، ولأجلها دمرت العراق وسوريا وليبيا وقادت بعضاً من الدول العربية الضعيفة لتطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني بذرائع ردع ايران وتحقيق التنمية والأمن.
السودان والمغرب والبحرين والإمارات دول قادتها امريكا للتطبيع مع العدو وبمقايضات معروفه فالسودان طبّع علاقاته مع العدو الصهيوني مقابل شطبه من القائمة السوداء ، والبحرين والامارات بذرائع حمايتها من ايران ، والمغرب مقابل اعتراف امريكا بالصحراء لكن الأهم من كل هذا هو أن شعوب هذه الدول لازال لديها الغيرة والحماسة والموقف الصلب الداعم للقضية الفلسطينية ومواجهه إجرام وبشاعة المحتل الاسرائيلي.
وفي سبيل تحقيق الحلم الاسرائيلي بهرولة النظام السعودي بتطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني أجرى بايدن زيارته للسعودية خدمةً وتتويجاً لتسويق اسرائيل كحليف قوي في المنطقة وقد فشلت محاولته في تحقيق ذلك ، فالشعب السعودي يقف جُلّه مع القضية الفلسطينية.
من أجل رفض التطبيع والاستمرار في مناهضة الكيان الصهيوني ومخططاته وعملياته في فلسطين على كل الشعوب العربية والاسلامية أن تتوحد تجاه قضيتها الأساسية وألا تسمح لخلافاتها في القبول بالكيان وبأي شكل من الأشكال .. على العرب والمسلمين ان يعوا أن الانجرار وراء التطبيع ماهو الا وقوع في الكارثة وأن ثمن تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني سيكون باهض وسيقودها الى تلقي عواصف جمّه ، وألّا خَلاص لكل مشاكلها إلّا بالتمسك بوحده وسيادة الاراضي الفلسطينية ، وأحقية الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة واستقلال ، على الدول المهرولة والتي تحاول الانجرار للتطبيع مع اسرائيل ان تعلمَ جيداً أنها اليوم تُفرط بحقوق الشعب الفلسطيني وارضه وستُفرط غداً بحقوق شعوبها واراضيها وستدفع الثمن اضعاف مضاعفة .. وعلى العرب والمسلمين دعم الفصايل الفلسطينية المقاومة لإسرائيل وامدادها بشتى وسائل وامكانات الدعم المالي والعسكري والمادي، وتوحيد الجهود لانهاء الانقسام الفلسطيني والذي ساهم وبشكل كبير في تعزيز وتمكين اسرائيل واضعاف القضية الفلسطينية داخلياً وخارجياً ،الى جانب العمل على إنهاء العمل باتفاقية أوسلو التي تسمح بالتنسيق الأمني بين الدولة الفلسطينية واسرائيل.
كما ويجب العمل على تعزيز حضور حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكات الصهاينه وجرائمهم في منظمات ولجان حقوق الانسان وفي محكمة الجنايات الدولية ولابد من تعزيز التواصل العربي والاسلامي بالسلطة الفلسطينية ورفض كل اشكال العنف والاستيطان الغير مشروع والمنافي للقوانين والاعراف الدولية والانسانية.
وفي الداخل العربي والاسلامي ينبغي تفعيل الجهود الشعبية لرفض التطبيع مع اسرائيل ،ويجب العمل على استمرارية تصدر القضية الفلسطينية وجرائم وانتهاكات العدو بحق الاراضي والفلسطينين اهتمامات وسائل الاعلام المختلفة، وان نواجه ذلك ب المزيد من الدعم والتضامن العربي والاسلامي الرسمي والشعبي على حدٍ سواء، كما ويجب ان تحظى القضية جانباً واسعاً وتغطية كبيره من قبل كل وسائل الاعلام ،
وان يتم تغذية الشعوب بالمعلومات الكافية عن مطامع واهداف العدو الصهيوني من التطبيع والمتمثلة في مصادرة القدس واعتبارها عاصمة أبدية لاسرائيل، الى جانب اذلال العرب والمسلمين وإهانتهم، واستغلال مواردهم لخدمة اقتصاد اسرائيل وتنميته وازدهاره على حساب الشعوب العربية، وتكريس وجود اسرائيل العسكري وتوسعها براً وبحراً في شتى دول المنطقة وعلى طرق التجارة الدولية ك باب المندب والبحر الأحمر والخليج العربي.
ويجب أن تعم ثقافة مواجهه الاحتلال والتعريف ب جرائمة وارهابه كل الاجتماعات والندوات واللقاءات ،كما ويجب أن تُدرسْ القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل وان تكون منهجاً اساسياً يُدرسْ في كل المدارس والجامعات حتى تتسلح الاجيال على ثقافة المواجهه ضد الاعداء وأن يكونوا على علم ومعرفة واسعه ب العدو وجرائمه وانتهاكاته المتواصله بحق الاراضي المقدسة والفلسطينيين.
كما ويجب العمل على عدم السماح بالتساهل او التسامح مع العدو الصهيوني، او ترويجه بأنه مسالم طالما وهو لازال مستمر في سياسة البناء الاستيطاني ومصادرة الاراضي وقتل الابرياء ومحاولاته لتهويد المقدسات، ولابد أن تُسنّ القوانين والقواعد القانونية التي تُجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني أو التعامل والتعاون معه.
حفظ الله فلسطين وأيّدها بالنصر المؤزّر والمُبين.