(رقصة البرعة) موروث عماني متأصل..
أحمـد صـالـح حلـبـي
باحث وكاتب سعودي
(رقصة البرعة) موروث عماني متأصل..
كلما قراءة عن سلطنة عمان ، كلما اشتقت لزيارتها والوقوف على تاريخها العريق ، والتعرف على عاداتها ، وإصرار أبنائها على التمسك بتلك العادات والتقاليد رغم التطورات المتسارعة التي شهدتها السلطنة ، فارتباط المواطن العماني بمورثات وطنه ارتباط متأصل ، لا يتأثر بإيقاعات الحياة العصرية المتسارعة ، ولذلك ظلت عمان دولة متمسكة بالكثير من عاداتها ، وتقاليدها ، وتراثاها ، فجذبت انتباه منظمة التراث العالمي.
ومن بين الموروثات العمانية المتأصلة ، (رقصة البرعة) ، والتي أدرجت عام 2010 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية ، وتنتشر بمحافظة ظفار ، وتمثل واحدة من الرقصات الشعبية المرتبطة بحياة الإنسان العماني.
و (رقصة البرعة) يؤديها شخصان ، يمسك كل منهما بيده اليسرى دشداشته ـ ثوبه ـ ، وهي مثبتة بوسطه ، وفي اليد اليمنى يمسكا خنجرا ، ويدور الشخصان دورة كاملة حول نفسيهما ، وعلى حسب الأنغام الموسيقية ، ويتحركا بحركة انسجاميه وبقفزة يرتفع فيها أحد القدمين من على الأرض ، ويقوما بالتقدم والرجوع عن طريق ظهرهما ، كما يدورا حول نفسيهما بدورة كاملة ثم يجلسا ، وتقوم فرقة موسيقية بضبط الإيقاع والغناء.
ولـ (رقصة البرعة) شروط وضوابط ، أهمها أن يؤديها شخصان ، أو أربعة ، أو ستة ، وهو ما يعني عددا زوجيا ، ولا يمكن أن يزيد العدد عن ستة.
أما الفرقة الموسيقية والتي لا تقل أهميتها عن الراقصين فتتكون من عازف على القصبة أو عازفين على حسب التنظيم ، فيما يوجد عدةً أشخاص يقومون بالضرب على الطبلة الصغيرة التي تعرف باسم الطبل المرواس، ويوجد أيضًا عدة أشخاص يضربون على طبل كبير الحجم يعرف باسم طبل المهجر، وشخص يضرب على دف صغير للغاية لكنه مميز بأنه ذي جلاجل ، وتظهر (رقصة البرعة) عادة في المناسبات الاجتماعية ، وترتبط أكثر أغانيها بالغناء الغزلي لكونها نابعة من فؤاد عاشق لزوجته بليلة عرسه.
ويشير المتخصصون في التراث الثقافي إلى أن ضم (رقصة البرعة) للتراث الثقافي غير المادي عام 2010 ، جاء لكونها حققت المعايير العالمية المعتمدة.