بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

شعب سلطنة عمان .. وشعب العراق..

الدكتـور/ محمـد المعـمـوري

باحـث وكاتـب عـراقـي

 

شعب سلطنة عمان .. وشعب العراق..

 

لست بصدد المقارنة ولم أكن لأفاضل بين الشعبين الكريمين، ولكن استوقفني موقف جعلني “بجد” أتوقف عنده لأعيد ذكرياتي منذ أكثر من أربعة عشر سنة مضت وهو اول دخول لي في سلطنة عمان؛ حيث كنت انوي الاقامة فيها، كنت قادما من مصر والطائرة تقريبا تكاد تكون خاليه من الركاب الا القليل، وكنت أفكر طول الرحلة من القاهرة الى مسقط، كيف هي عمان ؟ وكيف تقاليدهم ؟ وهل استطيع ان أتعايش معهم ؟، لم أكن أعلم أي شيء عن سلطنة عمان؛ لأن سلطنة عمان سلطنة أفعال لا شعارات، وكل ما تذكرته في رحلتي هذه هو شريط صغير تم نشره على أخبار إحدى الفضائيات يظهر فيه جلاله السلطان قابوس – رحمه الله – مشاركا شعبه بالاحتفالات الوطنية .. لم أكن أعلم غير ذلك أي شيء عن السلطنة وأهلها .. (كان الإنترنت في بداياته ولم تكن لدينا الخبرة في البحث والتقصي في جوجل كما هو الآن).

نزلت في المطار مساء وأنا أدعو الله أن يجعل إقامتي فيها طيبه، قدمت جوازي للإخوة في مقصورة الجوازات وكانوا جالسين بثيابهم البيضاء الأنيقة وزيهم العماني الجميل، ما أن قدمت لهم جوازي وعلموا أنني من العراق حتى تبسمت القلوب قبل الوجوه وكأنهم يعرفونني، ورحبوا بي ترحاباً ليس له نظير، وتمت الاجراءات لأذهب خارج المطار وابدأ رحلتي في  العمل التي استمرت قرابة خمس سنوات كنت فيها بين أهلي وأحبابي  وكان كل من أعمل معه أو أتعامل معه  يقول لي : أنت في بلدك وبين أهلك، حتى أنني تكونت لي علاقات صداقه ومحبة ربما أكثر من أصدقائي في بلدي .. غادرت عمان، وذهبت حيث كتب لي الله تعالى أن أذهب وكان حتما علي أن أعود لعمان لأنها حقيقه البلد والشعب الذي يعيش فيه الفرد آمنا مطمئنا محفوفا بالمحبة والاحترام.

وعدت الى عمان بعد ذلك مرات ومرات واخرها قبل ايام لكي استقبل من قبل اول شخص اتكلم معه في مطار مسقط في مقصورة الجوازات وانا اقدم جوازي، سمعت منه كلام الذ من العسل حتى احمر وجهي خجلا من هذا الشخص من كثر الحفاوة والتقدير.   نعم هذا الشعب الكريم هو شعب عمان شعب الخير والصدق والمحبة شعب تتلمذ في مدرسة السلطان قابوس الله يرحمه واصبح بين سنين وسنين معدودات من ارقى الشعوب في الثقافة والعلم والتعلم وحب الوطن والكرم واحترام الاخرين… هذا هو شعب عمان شعب محب للسلام.

ولست بعيدا عن شعبي الذي هو الآخر لازال يحمل مبادئ الكرم  كما هو شعب عمان فشعب العراق منذ الثمانينات من القرن المنصرم ولحد الآن دخل في حصار ظالم وحروب طاحنه منها ثلاث حروب عالميه وقتل وهجر وتفتت اوصاله الا انه عندما عادت الامور الى الاحسن جمع قواه  وتقوى بعفوه وكرمه ولم ينسى صفة الكرم والاخلاق وهذا ما لمسناه من شعب العراق عند استقبالهم للأخ المعلق الرياضي العماني خليل البلوشي عند زيارته قبل ايام الى بغداد كان العراقيون يهتفون (عمان .. عمان .. تبقى بالقلب).

ربما لم استطع ان اكتب كلما اردت ان اكتبه عن هذين الشعبين اللذان انغمسا في اصعب الظروف فتعافى منها ليكون كما كانا  من كرم وعروبية ونخوه… تحية لشعب عمان الكريم  وتحية لشعب العراق الاصيل وهما يستقبلان العرب بقلوب منفتحة ووجوه باسمه وهم يرددون  يقولون لهم ادخلوا بلادنا بسلام امنين.

نتمنى أن نرى أبناء سلطنة عمان بيننا في العراق وجميع أبناء العروبة لتحتفي بهم بغداد وتضمهم إلى جناحيها بين الكرخ والرصافة ليمتد بينهما مغردا فرحا نهر دجله وهو يبتسم لأبناء أمتنا العربية في رحاب بغداد التي تغنت بها الحناجر لتعود مرة اخرى تحتفي بأبنائها من العرب القادمين إليها.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى