عذراً أيها الخريج ما هكذا الفرحة !!..
حبيب بن مبارك الحبسي
عذراً أيها الخريج ما هكذا الفرحة !!..
اعتدنا سنوياً بتخرج فوج من أبنائنا الطلبة والطالبات من مؤسسات التعليم العالي وعندها تهتف قلوبنا بالحب والفخر والاعتزاز ونسعد برؤيتهم وهم متوجون بوشاح التخرج لاعتلاء منصة التكريم هذه الفرحة عامرة لهم ولنا كآباء ومسؤولين لانهم روافد يعول عليها الانضمام في مسيرة التطور و التقدم لخير هذا الوطن الغالي.
من حق المتخرج من الجامعة ان يفرح ويبعر كما قلنا عن شعوره نشوه بهذا المناسبة الغالية عليه ، وفق الضوابط والقيم التي تربينا عليها وتعتبر هوية لهذا المجتمع الأصيل. وعلينا أن ننتهج في ذلك مع كل الأجيال.
أغلبنا تخرج من مختلف الجامعات وعبرنا عن نشوة الفرح ولكن بذوق المجتمع وهوية المجتمع وتقاسم معنا الأهل والاصحاب ذاك الشعور.
لكن ليس من المقبول ان نخرج عن المألوف في يقيمنا وهوية مجتمعنا الأصيل ويخرج لنا فرد بحركات قد يرى فيها ضالته بالتعبير نجدها غير مستساغه ادبيا وقيميا. لدينا ثوابت ومبادي لا يمكن ولن نسمح ان نحيد عنها لأنها موروث حضاري ذو دلالة.
ما نشاهده من حركات بعد استلام شهادة التخرج مرفوض تماماً ما هكذا تعلمنا طوال مسيرة الدراسة لنتخرج ونشارك في بناء مسيرة الوطن علينا أن نكون قدوة في كل شيء لأننا اكتسبنا المعارف والعلوم.
هذه الحركات نمتعض عندما نشاهدها ربما قد يتفق المتخرج مع أصحابه بتسجيل موقف قد يراه مناسب.. هذه شطحات فكريه لا تنم عن مستوى الوعي الفكري والقيمي الذي اكتسبه طيلة دراسته ليخرج لنا بسلوك غير ما كنا نتوقع منه.
آن الأوان للجهات المختصة ان تشد من على ذلك فلا نستسيغ ان نشاهد حفل تخرج لأبنائنا ويقتل فرحتنا متخرج غير مكترث بالقيم ويعكر مزاجنا .. أيها الخريج هذه رمزية احتفاليه نراكم بها ستتحملون المسؤولية وتكونوا آباء.
الكل ينظر إليكم بفخر واعتزاز ؛ ما يحدث لا نريده أن تتنامى مظاهره ، ويقلد من يقلد ولا يعي إلا بعد فترة.
اتمنى مما حدث من لقطات عند الإعادة يجب حذفها وحذف صعود الخريج لأنه أساء التصرف .. وهذا ما لا يليق بنا .. لا تزكموا أنوفنا ؛ لا نريد أن نرى مثل هذه المقاطع مستقبلاً في أرضية حرم ومنصة التخرج .. عبروا عن هذا بعيدا عن حفل عام بذلك ؛ أما نحن لا نقبل ان نجلس مع ابنائنا نشاهد ذلك فهذا سلوك لا يناسبنا ونرفضه حتى لا يؤثر في نفوس الأبناء ؛ عودوا إلى طيب وأصالة هذا المجتمع .. لا نريد استهتاراً ؛ فليحترم الخريج من حضر ويحترم أذواق من يتابع ويشاهد.
لكل خريج أنت تاج على رؤوسنا .. مبارك لك هذا الحدث الذي سترجع إليه مع أبنائك مستقبلاً.