رمضان كريم .. الله أكرم..
محمد بن خميس الحسني
رمضان كريم .. الله أكرم..
رمضان كريم يأتي الرد مباشرة الله أكرم، أغلبنا حفظ الإجابة عن ظهر قلب، عبارة عظيمة توحي بعظمة الشهر الفضيل وإجابة مريحة للقلب فالخالق – عزَّ وجل – أكرم، وتقال لمواقف الشدة والتذكر إننا في شهر عطاء ولحل خلاف في حالة غضب بين إثنين أَو أكثر وفي حالات شقاق ومنازعة وغيرها فتذكر تلك العبارة (رمضان كريم .. الله أكرم).
ربما يتوقف ذلك الخلاف والشقاق مؤقتًا ويمكن أن ينتهي احتراما وإجلالًا للشهر الكريم، وهناك فئة من لا تهتم ولا تعتبر مهما قيل له من عبارات إيمانية فضيلة بداعي إنه صاحب حق، نعم يصوم ويؤدي جميع الفرائض والعبادات ولكن موضوع يتعلق بخلاف ومنازعة لا يتنازل ويقول القانون يأخذ مجراه.
نعم القانون يأخذ مجراه وكل صاحب حق له كل الحق في أخذ حقه ولكن إذا كان الموضوع بشأن خلاف وضغينة الأولى والأجدى أن يراعي حرمة شهر رمضان المبارك وإلا فما فائدة الصوم، والصوم كما ذكر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والسنن لا يكون مجرد امتناع عن أكل وشرب فقط وإنما الامتناع نهائيًا عن المعاصي والذنوب وارتكاب الأفعال المشينة، ويمتنعوا عن اللغو في الحديث .
هناك من المواقف الحاضرة النبيلة والملموسة والتي تنتشر عن كل موسم عبادات خاصة في شهر رمضان وما نراه من مواقف إنسانية تحمل كل معاني المودة والرحمة من مبدأ المسلم للمسلم يقف في جانبه وقت الشدائد والمحن، مواقف لها أهداف وغايات عظيمة ترضى الخالق – عزوجل -، ينقصها فقط إنها وقتيه أي تنتهي بنهاية الشهر الكريم.
مدرك قول بعضكم هناك جمعيات ومؤسسات خيرية مستمرة في فعل الأعمال الصالحة طوال العام نعم موجودة ولكن ليست بالكم الهائل الذي نراه في شهر رمضان المبارك والذي يشمل معظم المحتاجين إن لم يكن جمعيهم بدون مبالغة.
وهناك آية ودلائل عدة تبين مدى أهمية الصوم بالنسبة للإنسان المسلم ويجب عليه الإلتزام بمبادئه لا أن يلتزم فقط فيه خلال شهر واحد في السنة وبقية الشهور يرجع على نفس عهده السابق فالالتزام هنا واجب أبدي على مدى حياة الإنسان ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[١]
هـمـسـة..
هناك مشكلة حقيقية في طبع وعادات بعض الناس التي تتكرر في كل شهر رمضان من كل عام ، تجدهم يصوموا بكل إخلاص ونية صافية لله بالتوبة والعمل الصالح ومنهم من يؤدي العمرة ويستمروا هكذا طوال الشهر الكريم وما أن ينتهي الشهر للأسف الشديد يرجعون وكأن شيئًا لم يحدث وكأن شهر رمضان محطة عبور عبرها وأنتهى دوره بكل إتقان.
ما هذا يا قوم ما الذي تفعلونه، أيعقل أن نكرر الأحداث كل عام!!، أيعقل أن نستهين بخالقنا، تناسوا قوله تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) لاحظوا القول وزلّة اللسان محاسب عليها الإنسان فما بالكم بالذي يهمل شؤونه دينه.
إدراك النفس ومحاسبتها من قبل الإنسان نفسه هو الحل الأنجع المناسب ليسير في المسار الصحيح، ودائما علماء النفس ما ينادوا بضرورة الرجوع للنفس ومحاسبتها ليسهل بعد ذلك علاجها العلاج القويم المعتدل الذي لا رجعة فيه.
العمر يمضي بنا سريعَا فهلا نتوقف قليلًا ونتوب توبة نصوحة خالصة لوجه تعالى، توبة بدون عودة للمعاصي والذنوب ، توبة تجعلنا نطيع الله في كل وقت وحين، توبة ليس كبقية التوبات السابقة والتي للأسف الشديد يتعذر منها البعض ويقول باب التوبة مفتوح لنا، وهو أمر يجعله يكرر ويكرر إلى ما شاء الله، وربما يعتقدوا أن التوبة النصوحة هي عند الموت فقط، ومتى ما دنا منه الموت أو أخذ من الدنيا وشرب و عند الهرم يتوب التوبة النهائية !!.
ما عساي أن أقول إلا ((رحمتك يا رب))..