
أصـــداء – رويـتـرز
نقلت قناة ليبيا الحدث يوم السبت عن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) إعلانه عن “فرصة أخيرة” لرسم خارطة طريق وإجراء انتخابات، وذلك بعد مرور عام على موافقة الفصائل المتناحرة على إجراء الاقتراع.
ويعتقد الكثيرون في ليبيا أن قادتهم السياسيين غير راغبين في إيجاد مخرج من المأزق السياسي المستمر لأن الانتخابات قد تبعدهم جميعا عن السلطة.
ونقلت قناة ليبيا الحدث عن حفتر قوله : “القيادة العامة (لقوات شرق ليبيا) تعلن عن فرصة أخيرة ترسم من خلالها خارطة طريق تشمل إجراء الانتخابات”.
وكان يخاطب الليبيين في بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلاد ومقر قواته، في الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال.
من جانبها، دعت الحكومة الليبية المُعينة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، السبت، مجلسي “النواب” و”الأعلى للدولة”، إلى تسريع وتيرة الحوار، وذلك في بيان لرئيس الحكومة نشره على صفحته الرسمية على “فيس بوك”، بمناسبة الذكرى الـ 71 لاستقلال ليبيا.
وقال باشاآغا : إنه يدعو مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى “تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحدة تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرجاع السيادة الوطنية”.
وطالب كافة الليبيين بـ”إعلاء المصلحة الوطنية وتجاوز الخلافات والانطلاق نحو المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة المدنية الحديثة”.
وحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا عبد الله باثيلي في بيان القادة الليبيين على الاتفاق على حل قائم على تسوية وطنية وتجنب الإجراءات التصعيدية التي من شأنها تهديد استقرار ليبيا ووحدتها الهشَّيْن بالفعل.
وبسبب خلافات بين مؤسسات الدولة لا سيما بشأن قانوني الانتخاب، تعثر في 24 ديسمبر 2021، إجراء انتخابات كانت مقررة خلال ملتقى الحوار السياسي بين أطراف النزاع المنعقد أول مرة في نوفمبر 2020 في تونس برعاية أممية قبل أن يستكمل في جنيف.
ويجري مجلسا النواب والدولة منذ أشهر مفاوضات عبر لجنة المسار الدستوري المشتركة بينهما والمشكلة وفق مبادرة أممية للتوافق على قاعدة دستورية تجرى عبرها انتخابات ليبية تحل الأزمة في البلاد.
وتعيش ليبيا صراعاً بين حكومة عيّنها مجلس النواب برئاسة باشاآغا وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
وبعد وقف إطلاق النار في عام 2020، اتفق الطرفان المتنافسان في الشرق والغرب على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021، وشكلوا حكومة وحدة وطنية جديدة كان من المفترض أن تعيد توحيد المؤسسات الوطنية المنقسمة. لكن العملية انهارت.
ولم تشهد ليبيا سوى القليل من السلام منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي وأدت إلى الانقسام في عام 2014 بين الفصائل الشرقية والغربية المتناحرة.
وشن حفتر حرباً على فصائل في الغرب بعد 2014، بما في ذلك هجوم استمر 14 شهرا للسيطرة على طرابلس والذي صدته القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.