بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أدخل بيوت الناس أعمى واخرج منها أبكم..

أ. عصام بن محمود الرئيسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

 

أدخل بيوت الناس أعمى واخرج منها أبكم..

 

إن الزيارة بمختلف أنواعها بين الأسر والأقارب والأصدقاء والجيرة لها أهميتها بدون شك؛ حيث تعمل على ترسيخ أواصر المحبة والود، وتقوي العلاقات الاجتماعية بين العائلات والأفراد، ولكن في ذات الوقت فإن الزيارات لهذه البيوت لها احترامها وتقديرها، والمحافظة على أسرارها متى ما وقعت العين أو الأذن على أمر ما، وعدم والتدخل فيما لا يعنينا، كالسؤال عن أحوالهم وامورهم الخاصة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) رواه الترمذي.

وكل ذلك تعلمناه من أخلاقيات الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان الرسول الكريم يوصي أصحابه بهذه الأفعال والمكارم، عن عبد الله بن بسر رضي لله عنه قال : “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لا يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر”.

وأثناء تلك اللقاءات تطرح أسئلة شخصية للغاية من قبل البعض وهي كثيرة، نسألها لبعضنا البعض في حياتنا اليومية وأثناء زياراتنا الأسرية ربما جهلاً، أو بدافع الفضول، لكننا لا نعلم ما قد تبثه تلك الأسئلة في نفس سامعها لهذا قيل “أدخل بيوت الناس أعمى واخرج منها أبكم”، ويذكر بأن تلك حكمة قديمة تم ضرب الأمثلة عليها على شكل حوار يتناقلها الكثير من الناس ننقلها لكم حسب ما تم تناقلها حرفيا في مواقف مختلفة كالآتي:

سأل شاب شابا آخر أين تشتغل ؟.

فقال له : بالمحل الفلاني.

كم تعطى بالشهر ؟.

قال له : 5000

فيرد عليه مستنكراً : 5000 فقط ؟!، كيف تعيش بها ؟! إن صاحب العمل لا يستحق جهدك الكبير، فأصبح ذلك الشاب كارهاً لعمله وطلب رفع الراتب، فرفض صاحب العمل، فأصبح بلا عمل، كان يعمل، أما الآن فهو بلا عمل !.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سألت إحداهن زوجة كانت تزورها والتي رزقت بمولود جديد :

ماذا قدَّم لكِ زوجكِ بمناسبة الولادة ؟

قالت لها : لم يقدِّم لي شيئاً..

فأجابتها متسائلة :

أمعقول هذا ؟! أليس لكِ قيمة عنده ؟!.

‍‌‌‌‌‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌《ألقت بتلك القنبلة وغادرت》

جاء زوجها ظهراً إلى البيت فوجدها غاضبة فتشاجرا، وتلاسنا، واصطدما، فطلقها !!..

‍‌‌‌‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌《‌‌من أين بدأت المشكلة ؟ من كلمة قالتها امرأة》

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يروى أن أباً مرتاح البال ، فيقال له لماذا لا يزورك ابنك كثيراً؟

كيف تصدق أن ظروفه لا تسمح؟

فيعكر صفو قلب الوالد ليبدأ الجفاء بعد الرضا.

إنه الشيطان يتحدث بلسانه.‍‌‌‌‌‌‌‍‌‍‌‌

قد تبدو تلك الأسئلة بريئة متكررة في حياتنا اليومية، لكنها قد تكون مهدمة ومفسدة للغاية ويجب أن نتجنبها أثناء حديثنا وتعاملنا مع الآخرين.

ويقول الشاعر في هذا المقام :

 لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا    ..     فيهتك الله ستراً عن مساويكا.

 واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا      ..      ولا تعب أحداً منهم بما فيكا.

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى