بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

من بين الظلـمات .. ينبثـق الأمل..

الدكتـورة/ محفوظة بنت راشد المشيقري

 

من بين الظلـمات .. ينبثـق الأمل..

 

حين بلغ صوت الناعي آذاننا، يخبرنا أنه في غفلة من الزمن، رحل المفدى حبيب وسلطان القلوب قابوس طيب الله ثراه.. تبدل حالنا من الوعي واليقظة إلى الذهول والصدمة غير مصدقين أننا سنمضي في الحياة بدون الحبيب.. وقالت القلوب مؤمنة: اللهم لا اعتراض، لله ما أعطى، ولله ما أخذ.. رضينا يارب.. وكلنا يقين أن السلطان قابوس طيب الله ثراه ستبقى ذكراه خالدة في القلوب أبد الدهر..

وكان العزاء الذي هَوّن علينا الصدمة، وجعل الأمل ينبثق من دجى وظلمات الأسى، حين تولى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم، ليكون بحق “خير خلف لخير سلف”..

ولأن شعب عمان وفيّ وأصيل، جاء الالتفاف الحقيقي والبيعة المباركة سريعاً لجلالة السلطان الجديد من جميع طوائف الشعب العماني الوفيّ، ليعلن وقوفه خلف قيادته الجديدة، والسير على النهج القويم الذي سطره الراحل العظيم والرمز التاريخي الشامخ لسلطنة عمان – طيب الله ثراه..

ومنذ اليوم الأول لتولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، أكد في خطابه الأول، أنه ماض في الحفاظ على ما أنجزه سلطان البلاد المغفور له بإذن الله قابوس بن سعيد والبناء عليه، حيث شهدت عمان إنجازات واعدة تؤسس لنهضة عمانية متجددة، تتجسد في رؤية “عُمان 2040″، التي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان..

وإن شاء الله تعالى سوف تواصل سلطنة عُمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق مسيرة نهضتها المتجددة بكل ثقة واقتدار نحو مستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً، فقد بدأت المسيرة بجهود مخلصة وحكيمة لتعزيز العلاقات الداخلية والخارجية، كما أسس جلالته دعائم قوية وبث روح الأمل والاحساس العميق بأهمية الأدوار المنوطة على المؤسسات التطوعية والتي ذكرها في خطابه مع أعيان وشيوخ محافظتي الداخلية والوسطى في حصن الشموخ، وكان لصدق كلماته، وإخلاص جهوده في الإصلاح والتنمية أن لامست كلمات جلالته قلوب الناس، واتضحت لهم ملامح النهضة المتجددة، التي ستعم نتائجها بتعزيز التنمية الشاملة بما يبشر بمزيد من الرخاء والازدهار للشعب العماني الوفي..

وتستوقفني بشدة كلمات جلالته عن اتباع سياسة اللامركزية في الإدارة الحكومية، بما يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المحافظات، وهو ما أكد على مدى الثقة التي وصلت إليها القيادة الحكيمة، ومستوى الرشد السياسي والوعي الاجتماعي لأبناء هذا البلد المعطاء الذي أصبح يؤهلهم لرسم وتنفيذ أولوياتهم في محافظاتهم، بما يتوافق مع الإستراتيجية العامة للدولة ويعزز تنفيذها بنجاح..

وكلنا ثقة في أن سلطنة عمان ستظل، كما عهدناها أبداً، صامدة وقوية، تنعم بحكمة قائدها الحكيم المفدى، الذي ينتقل بها من نهضة حديثة إلى نهضة متجددة، بكل ثقة وعزيمة نحو مجتمع قوي متقدم، وأمل جميل ومستقبل سعيد بإذن الله ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى