رسالـة إلـى المعـلمـيـن والمـعـلـمـات..
خالـد عـمـر حـشـوان
رسالـة إلـى المعـلمـيـن والمـعـلـمـات..
المعلمين والمعلمات هم فئة عظيمة من فئات المجتمع ولهم فضل كبير علينا بعد الله واحترام يفوق الوصف لما يقدمونه للمجتمع والأجيال من خدمات جليلة ولما يغرسونه فيهم من قيم وأخلاق وتربية وبناء فَعّال لإنشاء جيل ناجح ونافع لدينه ووطنه وشعبه يستطيع النهوض بالبلاد وتحمل المسؤولية على عاتقه مستقبلا، وقد قال عنهم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “فَضُل العَالمِ على العابِد كَفضْلي على أدناكم، إن الله عزَّ وَجلَّ وملائكتهُ وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ لَيُصَلّون على مُعَلِّمِ الناس الخيرَ” (أخرجه الترمذي والطبراني وابن شاهين).
ونحن هنا نخص بعض المعلمين والمعلمات (وليس جميعهم) والذين يتلذذون بطلبات جَمّة للطلاب والطالبات ويتفنَّنون في اختراعها بألوان ومواصفات مختلفة وأشكال معينة قد تصل في بعضها إلى حد التفاهات التي تجعل عقول أولياء الأمور تحتار في الهدف الذي كانت من أجله هذه الطلبات العجيبة، وكنت شخصياً أستغرب من طلبات هؤلاء البعض، وماهي الرسالة التي يرغبون في إيصالها للطلاب والطالبات، علماً بأن المدارس وجدت أصلاً من أجل تعليم الأبناء العلم والأخلاق والأدب والفضيلة، ولا ننكر بأن هناك حصصاً مخصصة للنشاط والتعاون بين الطلاب والطالبات ولكن لابد أن تكون حسب الإمكانات والقدرات المعقولة لأولياء الأمور الذين يتكبدون مصاريف عالية لاستمرار أبنائهم في مرحلة التعليم وخاصة بعض المدارس الخاصة التي تخترع أنواعاً وأشكالاً من الرسوم والمصاريف وتجعل أولياء الأمور بين خيارين كُل منهما أصعب من الآخر وهما إما قبول هذه الطلبات والضغط على أنفسهم وتحمل تكاليفها من أجل عدم إحراج الأبناء أو التصريح بكل جرأة بالرفض والاعتذار من الأبناء الذين قد يشعرون بعقدة نقص من زملائهم لعدم إمكانية توفير هذه الطلبات.
كنت أرجو من بعض مديري ومديرات المدارس ووزارة التعليم الرقابة على هذه الطلبات وعمل حدود لها من قبلهم ومراعاة شعور الطلاب والطالبات وأولياء الأمور غير المقتدرين وتوعية المعلمين والمعلمات والمدارس باختلاف طبقات أولياء الأمور الاجتماعية ودخولهم وإمكاناتهم المالية رغم حرص جميع أولياء الأمور على تعليم أبنائهم بأفضل المستويات العلمية وعدم إحساسهم بنقص تجاه غيرهم من الطلاب والطالبات.
وكما ذكرنا سابقا فنحن لا نعمم ذلك على جميع المعلمين والمعلمات أو المدارس والذي يحدث فعلا في بعضها ونؤكد أن هناك مدارس تحرص كل الحرص على عدم تحميل الطلاب والطالبات أي تكاليف أو طلبات إضافية وقد لَمَسْتُ ذلك شخصيا مع إحدى المدارس المثالية ولهم منا جزيل الشكر والاحترام والتقدير.
أما رسالتي الأخيرة والتي أرجو من الله أن تصل لهذ الفئة من المعلمين والمعلمات هي “تقوى الله في الطلاب والطالبات وأولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود”، واستشعروا الأوضاع الحالية، ومدى صعوبة الحياة، وما يواجهه أولياء الأمور من عقبات لاستمرار أبناهم في المدارس، وإحساس الطالب والطالبة الذي قد يتم جرحه بسبب عدم الإمكانية من توفير هذه الطلبات، أو الشعور بالنقص والعجز أمام زملائهم من هذه الطلبات المرهقة مالياً وفكرياً، والتي قد تؤثر على نفسياتهم تأثيراً بالغاً؛ قد يستمر معهم لفترات طويلة في الحياة.