بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

سـيـاحـة فـي ربـوع بـلادي .. الجـزء (2)..

 

سـيـاحـة فـي ربـوع بـلادي .. الجـزء (2)..

 

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن رحلتنا لربوع البلاد ، تحدثنا عن ذلك الجزء العزيز من بلادنا الحبيبة ، نواصل الحديث عن شبه جزيرة مسندم ، تلك المنطقة الحيوية المطلة والمسيطرة على الخليج العربي مع بداية  عنق بحر عمان حيث تعبر مئات السفن ذهاباً وإياباً بنشاط لا تكل ولا تمل .. استمرت الرحلة مع يوم جديد ونحن لا زلنا على ظهر تلك السفينة المُبْحِرَة بنا في أرجاء محافظة مسندم ومضيق هرمز المعروف على مستوى العالم .. مشاهدة لا تنقطع لمناظر بديعة؛ حيث الدلافين التي تعرض نفسها في حركات رائعة بروعة المكان والمنظر .. لتؤكد أن سيادة البحر لها في هذه اللحظة .. لحظات مضت .. جمال منسجم لا ترى لها من تباين .. ولا تجد لها من تفاوت .. عيون محدقة .. تنظر يمنة ويسرة .. أين ذهبت الدلافين ؟؟!! .. ها هي تظهر ثانية وتخرج من تحت السفينة..

وصلت بنا السفينة إلى جزيرة صغيرة بعد أن تناولنا غداءً دسماً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. لهو ولعب برئ .. مزاح لا يخرج عن الأدب والوقار واللياقة..

جزيرة صغيرة لا تتعدى مساحتها تقريباً عن ألف وخمسمائة من الأمتار المربعة .. (تليجراف) .. غريب هو الإسم لا يمت إلى هذه التربة .. ولكنها تحمل تاريخاً وأحداثاً هامة .. ليس مكان سردها ها هنا .. قفز الجميع إلى تلك المياه الباردة الناعمة .. نعومة الحرير على الجسد .. كنت منهم .. كل يمزح ويمرح بطريقته الخاصة .. بدأ المساء .. وغروب الشمس يقترب .. وبدأت الشمس تتسلل خلف الجبال لتشرق في بقعة أخرى من الأرض .. وبدأ نورها الخافت المضيء باللون الأصفر الذي يسر الناظرين والذي بدأ يميل شيئاً فشيئاً إلى اللون البرتقالي المريح للعين .. ترسل أشعتها .. تلامس الماء .. كأنها جزء منه .. وما هو بجزء .. بدأت تتحرك ببطء وكأنما تبحث عن مكان آمن من الرياح والأمواج .. رست السفينة بهدوء .. بدأ السَّمَر في وقته المعتاد .. لم تكن ليلة قمراء .. تزين الليل بالوجوه السمحة المضيئة .. فعوّضت نور القمر .. نجوم وأجرام تسطع من بعيد مصابيح لتزين السماء الدنيا..

هدأ الجَمْع بعد ليلة من الحوار والنقاش عن اليوم المفتوح الذي انقضى قبل أيام قلائل .. كل يبحث عن مأوى بعد يوم طويل من النشاط .. لم يعكر صفو الهدوء إلا صوت محرك السفينة في منتصف الليل..

لنا في الأسبوع القادم بإذن الله لقاء وسرد جديد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى