بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

المـنـطـق والصـواب..

 

المـنـطـق والصـواب..

 

تستمر المغالطات لتحقيق الأهواء والغايات، فهناك من البشر من يغالط الجميع بل يغالط الحق وينافي الصواب لتحقيق غايته وميله لهواه ليضل الناس بغير علم، وسنطرح بعض العِبر التي ذكرها لنا الله تعالى في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ففي معصية إبليس لعنه  الله، بعدم امتثاله للسجود لآدم عليه السلام مخالفة صريحة في حق الله جل في علاه، فقد اقتصر نظر  إبليس لعنه الله في قضية عدم السجود لآدم عليه السلام ، وأعماه كبره وحسده عن مخالفة أوامر الخالق، والقضية تكمن في عصيان الله عز وجل في المقام الأول، فإن أتى في القلب وجل المعصية وتشربت الجوارح بخوف الله لهان ما بعدها ولم تقع تلك المعصية أصلًا، ولو عاد الواحد وتاب ورجع وأناب، وتمسك بأوامر الرحمٰن وتجنب نواهيه لفاز وطاب، وتخلص من وساوس النفس الأمّارة بالسوء وآمن بأن ربه هو المُسبّب وما عداه ودونه فقط أسباب.

وقد ذكر الله هذه المواضع في سورٍ كثيرة من كتابه العزيز ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر سورة البقرة الشريفة المنيفة، وهذه القصة التي وقعت بين آدم عليه السلام  وإبليس لعنه الله وأخزاه، ليضرب الله لنا الأمثال نسأل الله أن يجنبنا معصيته ويوفقنا جميعًا لنيل رضاه، وكذلك ابن نوحٍ عليه السلام حينما يدعوه والده النبي الكريم نوح عليه السلام ، للنجاة بركوب السفينة قبل حلول أمر الله وغضبه، عصى أوامر الله وأبى أن يركب مع والده وظن أن الهلاك في سفينة والده وأن النجاة في التشبث والاعتصام  بالجبل، ووالده يدعوه و يبينُ له أن لا عاصم من أمر الله، وهذا أصدق مثال لمن يقولون اليوم عما يحدث في الكون من تقلبات كالفيضانات والأعاصير والسيول الجارفة بأنها ظواهر طبيعية ولا شأن لها بأمر الله، والجواب أتى من الله  عز وجل على لسان نوحٍ عليه السلام بأنه لا عاصم اليوم من أمر الله، ولا يتحرك متحركٌ ولا يسكن ساكن إلا بإذن الله، وعبر القرآن كثيرة ومواعظه أيضًا  كثيرة  لا يمكن أن نحصرها هنا في هذا المقال العابر.

وقد أردنا بيان المنطق والصواب لكل من ينحرف بفكره القاصر عن هذا الكتاب، وأن التمسك به والأخذ بحجزته نجاة لأولي البصائر والألباب، وأن في اتباعِ أوامر الله سعادة للإنسان، ونجاة له من المخاطر والهلاك ، وأن في معصيته بُعْدًا عنه وطَرْدًا من رحمته كما حدث لإبليس لعنه الله ومن هم على شاكلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى