بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

تمِّم فرحَك .. وفرحَهم..

الكاتب/ سالـم بن غَـنّـام الجعـفـري

 

تمِّم فرحَك .. وفرحَهم..

 

من الجميل أن تحمل – مذكرات أيامكم – أفراح ومسرات رائعة ومنها عندما كان قلبك يتلهف بشغف وأنت تُمتر قاعة الانتظار عرضا وطولا وبتوتر يهز كيانك لا يهدأ الا  بفتح باب القاعة الكبيرة وبتلك الكلمة التي  أسعدت وجدانك (مباااااارك لك .. رزقت بولد) فسقطت ساجدا شاكرا وحامدا الله.

قُسمت زينة الحياة الى قسمين وهم القسم الثاني بأكمله وإن لم يأتوا لذهب المال من أجل ايجادهم والسعي ولو بواحد ينشر في البيت ضجيجا ويملأ القلوب فرحا وسعادة (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فكم من قصور وأبراج شيدت وزينت بكل صنوف الجمال والجاه والخيرات لكنها تفتقر إلى ضحكات طفل في أرجاءها.

فرزق الولد نعمة تتوق اليها كل نفس ويرجوها كل انسان ، انهم  سر السعادة في الحياة الدنيا و قرة العين وورث الاسم والنسب ، فقد دعا ورجاء الكثير من الانبياء طلب الولد من الله عز و جل كما ورد في كتاب الله (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).

فكن رحيما بمن رزقت وعطوفا بمن أسعدت وفرحت ، واجعل لهم جناحيك غطاء اللطف والحب والرحمة ، وإياك والقسوة والغلظة والجفاء وكن موجها الى الخير وقدوة الى الصلاح وملجأ لهم عند الشدة لا تكن اعرابياً في مشاعرك  فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنَّ جماعةً من الأعراب قدموا على النبي ﷺ وسألوه، قالوا : أتقبّلون صبيانكم؟ قال الرسول ﷺ : نعم، فقالوا : إنا ما نُقبل صبياننا! فقال ﷺ : أَوَ أَمْلِكُ إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة.

كن حصنهم اذا هبت عليهم رياح الضيق  وقلة الحيلة كن ملاذا لهم اذا حلت عليهم مشاكل الحياة والوقت ولا تجعلهم لقمة سائغة لوسائل التواصل وتكتيكاته من فيس وواتس وتكتوك فان كان لهم باني وحيد فخلفك الف هادم ، كن حنونا في طفولتهم ،مربيا في صباهم ، موجها في شبابهم ، ولا تخشى عليهم من إملاق  فالذي رزقك ويسر أمرك قد كتب رزقهم ولن يُنقصوه حتى يأتي أجلهم (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم).

وللأسف الشديد كثير من الآباء هدانا وهداهم الله .. شديد التربية والتوجيه ها هم ابناءهم في سن الشباب وكل امنياتهم وظيفة فتصعب عليهم إيجادها رغم اجتهادهم فتجده يقلل من شائنهم ويصرخ فيهم : أنتم بلا فائدة بلا عمل ويرسل كلماته عليهم بغضب ولم يدرك (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) هي أرزاق متى أراد الله لها أن تحل تحل ،  واعلموا أن الأرزاق يُسعى لها لكنها لا تنتزع من أنياب المحسوبية والوساطات والكتل المتعاونة إلا بحول وقوة من الله ويقينا الذي يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً قادر على رزقهم فإنما نقص الثمرات ابتلاء وتمحيص.

والكثير من الناس حتى المتعلمين منهم لسانه مسلطا على أولاده وبدلا من الدعاء لهم يدعو عليهم فكم من فقد ابنه بسبب دعاء (روح الله لا ردك) وغيرها من الدعوات وبعد ساعات يأتيه الخبر كالصاعقة فقد ابنه في حادث طريق  حينها لا ينفع الندم جاء في النهج النبوي وهو ينهى عن اللعن .. لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء فيستجيبَ لكم.

عش فرحك الأول مع ابنك كيوم انتظاره وأفرحهم بلطفك وكن ساعدا لهم في الخير وموجها لهم لطريق الصلاح والفلاح والفرح واحسن تربيتهم واصطبر عليهم فهم كنزك الباقي ومحرك سجل حسناتك وانت مرهون من زيادتها بعد الرحيل يقول الرسول الحبيب صلوات الله عليه (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) دعوة .. قَبل ابناءك وأقبل على احتضانهم واسعدهم واسعى معهم تقول أمثالنا العمانية الجميلة (اذا كبر ولدك خاويه)  واعلم أنه إذا أغلق البشر باباً فتح الله لهم ألف باب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى