بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

ذوقـيـاتـنـا الغـائـبـة !!..

مـريـم الشـكـيـلـيـة

ذوقـيـاتـنـا الغـائـبـة !!..

كثيراً ما نسمع بمصطلح (الذوق) وكثيرا” ما تندرج هذه الكلمة في مفاهيمنا وتعاملاتنا مع الغير .. فما معنى كلمة الذوق أو الذوقيات… هي مجموعة من السلوكيات التي يصدرها الفرد في تعاملاته وتفاعله مع بيئتة ومع الآخرين وهي سلوكيات تتسم بالقبول من الجميع.
من أين نكتسب ذوقياتنا ؟..
المعلم الأول للإنسان في بداية مشواره الحياتية هم الوالدين هما المحطة الأولى في بداية التعلم وإكتساب المهارات الأساسية والحياتية في تعاملاته وإحتكاكة بالآخرين من حوله من هنا يبدأ تلقين الطفل هذه الذوقيات وإذا غفل أولياء الأمور عن هذه الذوقيات وليست لديهم الإطلاع أو الحرص الكافي على إخراج أبنائهم إلى مجتمع وبرصيد كافي منها فإنهم بذلك يساهمون في إخراج جيل غير قادر على التعامل أو التفاعل الصحيح في المجتمع ثم يأتي بعد ذلك دور البيئة المجتمعية ودور المدرسة والمسجد ودور الإعلام والقوانين التي تساهم كلها في صناعة أجيال مسلحة بتلك الذوقيات التي ستجعل منهم أجيال صالحين في وطنهم ويكون أيضا سفراء لأوطانهم في الخارج.
كيف تكون لذوقياتنا لغة ؟..
السلوكيات التي تصدر من الفرد هي اللغة الواضحة والرسالة الأكيدة التي لا تجعل مجالا للشك في حقيقة هذا السلوك أو ذاك والسلوكيات العفوية المتكررة التي يتعامل بها الفرد هي اللغة التي يعرف بها الإنسان عن نفسه فالسلوك يتقدم على المظهر الخارجي للإنسان فما المظهر إلا القشرة الخارجية لباطن الإنسان وحقيقتة فحين يأتي الشخص بسلوك حسن مغلف بذوقيات مميزة في تعامله مع حدث أو موقف معين هذا ترجمة لقناعتة وفكره وبيئتة والعكس صحيح فاللغة التي تصدر من السلوك الإيجابي والجيد والصحيح هو رسالة لا يمكن إخفائها أو إهمالها لأنها تكون رسالة مميزة تحمل في طياتها الكثير من الدروس والتعلم.
ذوقياتنا الآن بين الغياب والحاجة ؟..
من المفارقات الغريبة إننا أصبحنا الآن وفي عالم ممتلئ بالتقدم والنهضات التكنولوجية إلا إننا أصبحنا نفتقر إلى بعض الذوقيات والتي هي في هذا العصر الحديث من الممكن أن تتواجد بكثرة وتكون سائدة في مجتمعاتنا مثلاً ذوقيات الحديث والحوار مع الغير في عالم أصبح قرية صغيرة وبفعل الطفرة التكنولوجية إلا إنه ومع الأسف نشهر إفتقارا واضحا في لباقة الحديث أو الحوارات بين الآخرين وخصوصاً في ظل تواجد وحضور برامج التواصل الإجتماعي والبرامج التي أصبحت الآن في متناول الجميع وليس هذا فحسب مع المؤسف أيضا نفتقر هذه الذوقيات حتى بين شرائح المجتمع المثقفة والمسؤولة في بعض الأحيان هذا ما يجعلنا نتسائل إين هي ذوقياتنا التي من خلالها تقرب ولا تبعد وتجعل من الرأي الآخر رأي فقط وليس خلاف بين المتحاورين وفي عالم متداخل نحن بحاجة فعلاً إلى هذه الذوقيات التي نلمحها تتلاشى بين فينه وأخرى يجب علينا كمجتمعات أن نستغل هذا العلم الرقمي والتكنولوجي في سبيل إيصال وتعلم وتثقيف الذوق الرفيع.
مستقبل ذوقياتنا..
إذا حرصنا أن تكون مجتمعاتنا مجتمعات سليمة وفاعلة بالشكل الصحيح والمطلوب فيجب علينا جميعاً إن نبث هذه الذوقيات فيه أن نكون مسؤولين جميعاً في نشرها وتعلمها وتعليمها نستقيها من تربيتنا وبيئتنا ومن أفكارنا ونظرتنا السليمة الصحيحة للأمور أن نكون ممثلين عن أنفسنا سفراء للداخل والخارج والأهم من هذا كله أن يكون ديننا الحنيف منارة لسلوكنا منه نستشف ونتعلم ذوقيات المجتمع واناقة السلوك الإيجابي لنتعايش كلنا بسلام بعيداً عن المشاحنات والتجاذبات التي تخلق تعصبا ورفضا للآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى